محليات
0
الدوحة - قنا
في أجواء أعادت إلى الأذهان ذكريات الماضي الجميل، انطلقت اليوم رحلة فتح الخير السادسة، التي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ ضمن فعاليات مهرجانها الرابع عشر للمحامل التقليدية، في طريقها إلى سلطنة عمان والشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، وجمهور غفير من زوار وضيوف الحي.
وبدأ محمل "فتح الخير" رحلته البحرية التراثية، بعد أن استقل النوخذة صلاح إبراهيم المناعي برفقة نحو 20 بحارا، أربعة قوارب من نوع هوري، ليبحروا باتجاه المحمل من نوع (بوم سفار) الراسي في مياه شاطئ /كتارا/، قبل أن يعطي تعليماته لطاقم الرحلة حول كيفية خطفة الشراع، لينطلق في رحلته السادسة من "هيرات قطر" مرورا بجزيرة "شراعوه" وجزيرة "الصير" الإماراتية، ومنها إلى المحطة الأولى في "بندر" بمحافظة /مسندم/ في سلطنة عمان للمشاركة في مهرجان شتاء مسندم، على أن تتابع الرحلة طريقها إلى /بندر خورفكان/ في الإمارات للمشاركة في مهرجان خورفكان البحري الثاني.
وقبيل انطلاق الرحلة، تابع الجمهور واليزوة عرض أوبريت جسد فقرات من الفنون البحرية وحاكى مشاهد مستوحاة من مراسم الدشة التي يقوم بها الأهالي بتوديع أبنائهم من النواخذة واليزوة، مرديين الأهازيج الشعبية المصحوبة برقصات الأطفال الفلكلورية وأغاني النهام، قبل انطلاقهم في رحلتهم للصيد والغوص التي قد تمتد لفترات طويلة، وذلك في صورة واقعية بديعة تعبق بالتراث البحري القطري الأصيل، وتحيي الإرث الثري لأهل قطر وعلاقتهم الوثيقة بالبحر، وما يتعلق به من عادات وتقاليد أصيلة وقيم إنسانية نبيلة لا تزال تنتقل عبر الأجيال.
وأبدع الباحث في التراث والفنان فيصل التميمي في إخراج الأوبريت، حيث وظف نخبة من الفنانين في عمله المتقن، منهم: عفيف، أميرة ياسر وأسرار، إلى جانب عدد من طلبة المدارس، بجانب أصوات لنخبة من الفنانين، هم: سيار الكواري وإبراهيم مفتاح وفاطمة الشروقي وسعد حمد وأحمد عبدالرحيم، بينما شارك في كتابة الأشعار كل من فيصل التميمي وعبدالمحسن العبدان وعبدالرحمن المناعي وخالد البوعينين، أما الألحان والإخراج فهي لفيصل التميمي.
وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، "إن الرحلة السادسة لمحمل فتح الخير تبني على الإنجازات التي حققتها الرحلات السابقة، والتي فتحت آفاقا أرحب منذ انطلاقاتها عام 2012، حيث جابت آنذاك بنادر الخليج، وبقيت وفية لدورها في ربط أجيال قطر الشابة بماضيهم العريق وتراثهم البحري المجيد، وعمقت الصلات الثقافية التي تربط الشعب القطري بالشعوب الشقيقة والصديقة، ونجحت في بناء جسور التواصل الحضاري والإنساني، وهو ما تجلى في احتضان الرحلة واستقبال المحمل ورواده عند كل ميناء ومحطة، استنادا إلى رصيد هائل من الخبرة والتجربة التي اكتسبتها /كتارا/ في تسييرها رحلات فتح الخير السابقة".
وذكر بالرحلة التي انطلقت خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والموانئ التي رست فيها للترويج للحدث العالمي الذي بقي راسخا في ذاكرة الجميع.
بدوره، أكد النوخذة صلاح إبراهيم المناعي، نوخذة الرحلة السادسة لمحمل فتح الخير، في تصريح مماثل لـ/قنا/، أن جميع اليزوة على عزم لخوض التجربة وإحياء تراث الآباء والأجداد الخاص بالتراث البحري، لافتا إلى أخذهم المعلومات الكافية للتعامل مع الظروف الطارئة ومع تقلبات البحر، خاصة أن لديهم من الخبرة والمعرفة بما يمكنهم من القيام بهذه المهمة على النحو الأمثل، وكاشفا أن تاريخ (القفال)، العودة إلى شاطئ كتارا، يتوقع أن يكون في الخامس من يناير 2025.
من جهتهم، شدد عدد من اليزوة، في تصريحات لـ/قنا/، على استعدادهم التام للرحلة عملا بنهج الآباء والأجداد، منوهين في الوقت نفسه إلى أن حبهم للبحر مثل دافعا أيضا لخوض التجربة.
ويطوي مهرجان /كتارا/ الرابع عشر للمحامل التقليدية شراع فعالياته مساء غد /السبت/، ويودع جمهوره الذي عاش معه عبر 11 يوما متواصلا، أجواء الأصالة والتراث، بعد أن حلق به في عالم الثقافة والفنون والتراث عبر أنشطة متنوعة ومتميزة واستثنائية، وعروض وفعاليات رائعة ومثيرة ومشوقة وجدت الاستحسان من الزوار.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق