مع هطول أمطار تصل إلى 1.5 بوصة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية وخصوصًا مقاطعة لوس أنجلوس التي تشهد أسوأ الحرائق في تاريخها، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من خطر وقوع انهيارات طينية خطيرة في المجتمعات الجبلية التي دمرتها حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا خلال الأسبوعين الماضيين، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
كارثة جديدة تطارد لوس أنجلوس بعد الأمطار الغزيرة
وتابعت الصحيفة أنه رغم أن الأمطار قد تساعد رجال الإطفاء في السيطرة على حرائق جديدة، إلا أن الكميات القليلة من المياه قد تتسبب في تدفقات طينية على المنحدرات الشديدة التي دمرتها حرائق "إيتون" و"باليسيد".
وقالت نينا أوكلي، خبيرة المناخ الجيولوجي في هيئة المسح الجيولوجي بكاليفورنيا: "لا نحتاج إلى كميات كبيرة من المطر لحدوث هذه الكوارث؛ ففترات قصيرة من الأمطار الغزيرة قد تكون كافية لتحفيز الانهيارات الطينية".
وتسبب حرائق الغابات في تدمير النباتات والغطاء النباتي الذي يعمل على امتصاص مياه الأمطار وتثبيت التربة. ونتيجة لذلك، يتحول سطح التربة إلى طبقة زجاجية طاردة للماء، مما يؤدي إلى تدفق المياه على المنحدرات بدلًا من امتصاصها.
وأظهر درو كوي، مدير برنامج حماية مستجمعات المياه في إدارة مكافحة الحرائق بكاليفورنيا، التأثيرات المدمرة للتربة المحترقة عندما سكب بضع قطرات من زجاجة مياه على التربة المتفحمة بالقرب من طريق "باسيفيك كوست هايواي" في ماليبو، حيث أظهرت المياه عدم امتصاص التربة لها وتجمعها على السطح.
وللحفاظ على سلامة المجتمعات المتضررة، يعمل أكثر من 80 عضوًا من الحرس الوطني بكاليفورنيا على إزالة الحطام من الأحواض المصممة لاحتجاز مياه الأمطار والجريان السطحي.
كما قامت السلطات المحلية بتوزيع أكياس الرمل، واستخدم مئات العمال المحليين والفدراليين أدوات يدوية لإنشاء قنوات لتصريف المياه بعيدًا عن المنازل والطرقات.
وقام فريق من الجيولوجيين وعلماء الهيدرولوجيا من فريق استجابة الطوارئ للمستجمعات المائية بجولة ميدانية في المناطق المحترقة لتحديد النقاط الأكثر عرضة للخطر.
وتم استخدام صور الأقمار الصناعية والطائرات للمقارنة بين الحالة قبل وبعد الحرائق، مما ساعد في وضع خرائط للمخاطر.
كما تم إرسال بيانات النماذج الحاسوبية حول كميات الأمطار التي قد تؤدي إلى انهيارات طينية إلى هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، التي ستصدر تنبيهات للسكان عبر هواتفهم المحمولة.
وتشير الكوارث السابقة إلى خطورة الوضع، مثل الانهيار الطيني المدمر الذي ضرب مدينة مونتيسيتو عام 2018، حيث أودت الأمطار الغزيرة بعد حريق غابات بحياة 23 شخصًا ودمرت 63 منزلًا.
وفي منطقة "إيتون" بمدينة "ألتادينا"، التي تحتوي على العديد من المنازل والبنى التحتية على المنحدرات، يُعتبر خطر الانهيارات الطينية أكثر حدة مقارنة بمنطقة "باليسيدز" بسبب التضاريس والجغرافيا.
ومع هطول الأمطار، يتزايد القلق بشأن جرف الرماد والمواد الكيميائية السامة من المنازل والممتلكات المدمرة إلى المجاري المائية، مما يشكل تهديدًا على الصحة العامة.
استجابة لذلك، نشر حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم عشرات الجيولوجيين والمهندسين، بالإضافة إلى 400 من أعضاء هيئة حماية البيئة، لإعادة تركيب الحواجز واستبدال الفلاتر لتنقية المياه الجارية.
0 تعليق