وأكدت السعودية أنه «لا يوجد سقف محدد» للمساعدات التي ترسلها إلى دمشق عبر جسرين، بري وجوي؛ إذ ستبقى مفتوحة حتى تحقيق أهدافها على الأرض في سوريا باستقرار الوضع الإنساني، وفق توجيهات قيادة المملكة؛ للتخفيف من معاناة المتضررين.
ويُذكر أن إجمالي الشاحنات الإغاثية التي عبرت حتى الآن منفذ نصيب الحدودي السوري ضمن الجسر الإغاثي البري السعودي تبلغ 114 شاحنة، كما وصل إلى مطار دمشق الدولي حتى الآن 13 طائرة إغاثية ضمن الجسر الجوي الإغاثي السعودي، تحمل على متنها مواد غذائية وطبية وإيوائية.جسر الإنسانية
ولاشك أن جسر الإنسانية السعودي لسوريا يجيء فى مرحلة مفصلية وتاريخية حساسة.
فبعد سقوط نظام بشار الأسد في أواخر عام 2024، وجدت سوريا نفسها في مواجهة واقع جديد مليء بالتحديات.
سنوات طويلة من الصراع تركت البلاد في حالة دمار شامل على جميع الأصعدة، من البنية التحتية المتهالكة إلى الأزمة الإنسانية التي طالت الملايين، هنا برزت المملكة كلاعب رئيسي، ليس فقط في دعم استقرار سوريا سياسيًا، بل في تخفيف معاناة الشعب السوري، ومد يد العون لبناء المستقبل.
وفي ظل هذا المشهد، أعلنت المملكة استعدادها لتقديم كل ما يلزم من دعم للشعب السوري، ومن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، انطلقت الطائرات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى سوريا، حاملة الأمل للنازحين، والدواء للجوعى والمرضى،
ولم تكتفِ المملكة بإعلان الدعم، بل حولت وعودها إلى أفعال ملموسة، خلال الأسابيع الأولى التي أعقبت سقوط النظام، وصلت أولى شحنات المساعدات السعودية إلى الداخل السوري، مستهدفة المناطق الأكثر تضررًا.
وكان لهذه المساعدات أثر كبير على الأرض، إذ روى محمد، أحد النازحين في إدلب، كيف أن السلال الغذائية التي وزعتها الفرق الإغاثية السعودية أنقذت عائلته من الجوع.
وقال: “وصلتنا المساعدات في وقت كنا على حافة الانهيار. لم يكن لدينا حتى طعام بسيط لأطفالنا.”ومع استقرار الأوضاع نسبيًا، وضعت السعودية ملف إعادة الإعمار على رأس أولوياتها، وتفهمت المملكة أن تحسين حياة السوريين لا يقتصر على سد احتياجاتهم اليومية، بل يتطلب إعادة بناء ما دمرته الحرب.
تمويل وإعادة تشغيل
ومولت المملكة إعادة تشغيل عدد من المستشفيات في ريف دمشق وإدلب، مما ساهم في توفير خدمات صحية ضرورية لعشرات الآلاف وخصصت موارد ضخمة لإصلاح شبكات المياه والكهرباء، وإعادة فتح الطرق التي دُمرت خلال سنوات الحرب وعملت السعودية على دعم مشاريع إعادة بناء المدارس التي دُمرت جزئيًا أو كليًا، لضمان عودة الأطفال السوريين إلى التعليم.
دوافع إنسانية في مواجهة التحديات
ومنذ بداية الأزمة السورية، أكدت المملكة أن دعمها للشعب السوري ينبع من مسؤولية إنسانية وأخلاقية تجاه أشقائها في المنطقة.
ولم تكن رحلة الدعم خالية من العقبات، فالتحديات الأمنية التي فرضها انتشار الجماعات المسلحة، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المحاصرة، كانت من أبرز الصعوبات التي واجهتها الفرق الإغاثية، ومع ذلك، استمرت السعودية في تقديم المساعدات بالتنسيق مع المنظمات الدولية لضمان إيصال الدعم لمستحقيه.
الرؤية المستقبلية
تنظر المملكة إلى دعم سوريا كالتزام طويل الأمد.
مواصلة إرسال المواد الغذائية والطبية.
دعم مشاريع صغيرة لتوفير فرص عمل للسوريين.
العمل مع المنظمات العالمية لإعادة بناء مؤسسات الدولة.
0 تعليق