قال الصحفي والكاتب الأمريكي ديفيد إغناطيوس، إن الرئيس دونالد ترامب ارتكب أول خطأ كبير له في السياسة الخارجية يوم السبت، عندما صرح للصحفيين أنه يريد تهجير سكان غزة من خلال نقل بعض سكانها إلى دول عربية.
خطأ ترامب بتهجير سكان غزة يثير الشرق الأوسط
وقال أغناطيوس في مقال له بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن دونالد ترامب يخاطر بتقويض أفكاره الجيدة بأفكار سيئة، وقال ربما كان اقتراح ترامب يمثل دافعًا شخصيًا أكثر من كونه سياسة مخططة ولكن التصريح العام العفوي أذهل القادة العرب الذين كانوا يتطلعون إلى العمل معه لان نقل الفلسطينيين من شأنه أن يزعزع استقرار الحكومات العربية في مختلف أنحاء المنطقة ويستمتع ترامب بكونه مخربًا، ولكن هذا كان أقرب إلى إلقاء قنبلة يدوية.
ويضيف الكاتب أن رد الفعل من الشرق الأوسط كان سريعًا وسلبيًا بشكل حاد، حيث قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن معارضة الأردن لتهجير الفلسطينيين "حازمة ولن تتغير" كما أعادت السفارة المصرية يوم الأحد نشر تعليق يعود لعام 2023 لسفيرها معتز زهران، والذي قال فيه إن "مصر لا يمكن أن تكون جزءًا من أي حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء".
وأردف حتى أنصار ترامب العرب شعروا بالفزع. فقد قال بشارة بحبح، رئيس منظمة العرب الأمريكيين من أجل ترامب: "نرفض بشكل قاطع اقتراح الرئيس بنقل الفلسطينيين في غزة إما إلى مصر أو الأردن ونحن لسنا بحاجة إلى ادعاءات أو تصريحات جامحة تتعلق بمصير الفلسطينيين".
سياسات ترامب تغضب الجميع
ووفقا للكاتب فان تعليق ترامب العفوي حول نقل الفلسطينيين يضخم اتجاهًا كان واضحًا منذ انتخابه ميله إلى بدء معارك غير ضرورية حول مشاريع مفضلة، فقد اختار مشاجرة مع حليف الناتو الدنمارك بشأن جرينلاند، وهدد باستعادة قناة بنما، وسخر من كندا مرارًا بشأن اختلال التوازن التجاري لديها ويبدو أنه نسي أن السياسة الخارجية ليست طريقًا في اتجاه واحد فحتى القوى العظمى تحتاج إلى أصدقاء.
وتابع إن تعطيل الشرق الأوسط أمر غير حكيم بشكل خاص الآن، في الوقت الذي تحاول فيه المنطقة التعافي من حرب مدمرة، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الذي يتفاخر ترامب بمساعدته في تيسيره أصبح هشًا بشكل متزايد، حيث يدرك الإسرائيليون حقيقة فشلهم في إنشاء هيكل حكم بديل في غزة ليحل محل حركة حماس.
وبصفة ترامب رئيسًا يقدّر مظهر الاستقلال، فإنه يخاطر بالظهور أسيرًا للفصائل الأكثر يمينية في إسرائيل، والتي كانت من بين القلائل الذين يناصرون إعادة توطين الفلسطينيين قسرًا من غزة.
0 تعليق