قال صاحبي "أيها الدكتور البشري غير الذكي اصطناعيا، ألا تعلم أن هناك مواقع تكشف الفرق بين النص المكتوب بواسطة البشر والنص المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ أم أنك تعيش في كهف تكنولوجي؟

الدكتور يرد "أنا لا أقرأ البحوث بعد الآن، فقط أطلبها لأنها متطلب دراسي ويجب تسجيلها وتسليمها وكل هذا بسبب الذكاء الاصطناعي!".

قال صاحبي "يا دكتور، يا عدو الذكاء البشري، ألا يمكنك أن تكون أذكى قليلا وتتآمر بالذكاء الاصطناعي على الذكاء الاصطناعي بدلا من أن تشتمه؟ اطلب من الطلاب كتابة بحث بمساعدة الذكاء الاصطناعي ويرسل لك الكترونيا، بشرط أن يكون الملخص بشريا بصفحة واحدة فقط. وهكذا، إما ستقرأ الملخص بنفسك، أو تستخدم الذكاء الاصطناعي ليقدم لك خلاصة الخلاصة لبحوث الطلاب وتسأله أيضا "هل ثمة أخطاء بالبحث؟" بعدها، ناقش الطلاب فيما كتبوا. صدقني، حينها سيضطر الطالب لفهم ما قدمه له الذكاء الاصطناعي، وربما يكون البحث أفضل مما تقدمه أنت في محاضراتك المملة!

أما صاحب الشركة المرموقة، فقد قال بغضب "لقد أفسد الذكاء الاصطناعي الإيميلات بين الموظفين. تغيرت اللغة وصارت أكثر عمقا، وأصبحنا نحتاج للتركيز... وهذا كارثي، ثم أنها لا تعبر عن مستواهم العملي!".

قال صاحبي "يا مالك الشركة استفد من الذكاء الاصطناعي وإن لم تستفد منه فالمشكلة مشكلتك، رزقك الله في هذه الشركة على طيب نيتك، وليس على ذكائك. لماذا لا تطلب من الموظفين استخدام الذكاء الاصطناعي بشرط أن تكون المصادر موثوقة، أو أن ترفع هذه الوثائق على الذكاء الاصطناعي ليستخدمها ويبدأ عملية تحليل جديدة لها حتى ترضى! بل واجعل كل موظف مسؤولا عن كلامه. حينها سترى أن الموظفين سيصبحون أذكى، وربما تزداد إنتاجيتهم، وقد يتوقفون عن كتابة الإيميلات التي تبدأ بـ(أرجو أن تكون بخير) وتنتهي بـ(مع أطيب التحيات)!".

قال صاحبي: ذهبت لطبيب السكر والغدد وقال لي يجب أن أمشي على الأقل ثلاثين دقيقة في اليوم، قلت له هل لي أن أقسمها إلى 10 دقائق ثلاث مرات، قال لي لا، قلت لكن الذكاء الاصطناعي يقول لا بأس بذلك، والمصادر من مصادر طبية موثوقة، ضحك الطبيب وقال لا أيضا.

قال صاحبي سيندم الأطباء بسبب الذكاء الاصطناعي لأن الأخبار القادمة تقول إن الذكاء الاصطناعي سيتقدم بشكل كبير جدا في مجال الطب تحديدا ولا أتوقع أن يضحك الأطباء لحظتها!

أما صاحب الورشة البسيط فقد كان أكثر درامية، وقال "حسبي الله على الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي! شاهدت أحدث سيارة من ماركة عالمية، وكل شيء فيها يعتمد على الذكاء الاصطناعي، حتى أنها ستقود نفسها قريبا... ونحن هنا لا نزال نغير الزيت والفحمات فقط!".

قال صاحبي "يا صاحب الورشة الغبي، العالم يتجه نحو التكنولوجيا الذكية، وأنت لا تزال تقاوم كأنك دون كيشوت يحارب طواحين الهواء! إذا كنت لا تريد أن تطور مهاراتك وتتعلم شيئا عن الالكترونيات، فأنصحك بأن تظل مكانك وتفكر في الزيت والفحمات فقط... لكن لا تلُم الذكاء الاصطناعي إن كنت أنت من يقف مكانه!".

وأخيرا، قال أحدهم لصاحبي "إن الذكاء الاصطناعي غبي، لدرجة أنه لا يستطيع كتابة أبيات شعر مقفاة وموزونة".

رد صاحبي ساخرا "ألا تريد أيضا أن يجعل فتاة جميلة تقع في حبك بدلا منك؟!" قال الرجل "إلا هذه... دعها لي!".