محليات
0
❖ نشوى فكري
أكد عدد من التربويين والمرشدين الأكاديميين، أن الاستعداد المبكر للحياة الجامعية يعد أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الطلاب، مشيرين إلى أن قرار اختيار التخصص الجامعي ليس مجرد اختيار عشوائي، بل يتطلب بحثًا وتوجيهًا دقيقين يبدأ منذ سن مبكرة. واعتبروا أن المرحلة الجامعية نقطة تحول حاسمة في حياة الطالب، حيث تتطلب منه مهارات شخصية ومهنية تتجاوز المعرفة الأكاديمية.
وقالوا لـ «الشرق» إن هذه المهارات لا يمكن اكتسابها بين ليلة وضحاها، بل تتطلب تخطيطًا وتدريبًا مستمرًا منذ الصغر، وذلك من خلال تنمية مهارات مثل إدارة الوقت، وحل المشكلات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، ما يمكن الطلاب من الاستعداد بشكل أفضل للتحديات التي تواجههم في الجامعة والحياة المهنية.
وأشاروا إلى أهمية التعاون بين المدرسة والأسرة، مما يساهم في توجيه الطلاب نحو اختيار التخصص الجامعي المناسب، وتزويدهم بالدعم اللازم للتغلب على التحديات التي قد يواجهونها، لافتين إلى أهمية تنظيم برامج وورش عمل تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم اللازمة للحياة الجامعية، مؤكدين على أن هذه المهارات يمكن تطويرها منذ الصغر من خلال المشاركة في الأنشطة اللاصفية، وتنمية حب القراءة والتعلم المستمر، كما يمكن للطلاب الاستفادة من برامج التوجيه المهني التي تقدمها المدارس والجامعات.
- حمد النعيمي: للأسرة والمدرسة دور تكاملي في تعليم الأبناء
يرى السيد حمد النعيمي - خبير تربوي، أن مرحلة الجامعة وما بعدها من أهم المراحل العمرية في حياة مختلف الأشخاص، ولذلك عليه استغلالها بطريقة صحيحة حتى تفيد الشخص في تحقيق كافة الطموحات التي يهدف إليها مستقبلا، مشيرا إلى أن الطالب الجامعي يجب أن يتمتع بمهارات عديدة مثل تنظيم ومتابعة الوقت، والمرونة في التعامل مع التكنولوجيا العصرية، إلى جانب العمل الجماعي والقراءة والاطلاع المستمر، فضلا عن مهارات التواصل الاجتماعي وفن التعامل مع الآخرين.
وأشار إلى أنه يجب أيضا على الطالب أن يتميز دراسيا، من خلال تعلم أشياء جديدة واكتساب مهارات التي تضيف إلى رصيد شخصية الطالب، موضحا أنه يجب أن يتحلى الطالب الجامعي بعدة مهارات مثل التفكير التحليلي والإبداعي والتطوير المهني المستمر، وهذه أمور بالغة الأهمية للبقاء على الاتصال بسوق العمل الذي يتصف بالتغير الدائم. وتابع النعيمي، قائلاً: يجب أن يكون حب المعرفة والاستطلاع هو المحرك الأساسي للتعلم مدى الحياة، لذلك فإن دور الأسرة والمدرسة في تربية وتعليم الأبناء هو دور تكاملي لا تعارض فيه، فدور الأسرة هو تقديم الحماية والرعاية الحياتية والتربوية.
- نادين أحمد: اختيار المسار المهني يبدأ في سن مبكرة
أوضحت السيدة نادين أحمد - مرشدة المسار المهني في المدرسة اللبنانية، أنه من الشائع الاعتقاد بأن التحضير للحياة الجامعية يحدث في المرحلة الثانوية فقط، ولكن هذا التحضير يتطلب عملاً عميقًا يبدأ من عمر مبكر، ويتضمن تزويد الطلاب بالمهارات الأكاديمية والاجتماعية والحياتية لضمان نجاحهم في التعليم العالي، مؤكدة على الدور المحوري للأهل في تقوية وبناء هذه المهارات من خلال تعزيز الاستقلالية، والسماح للطلاب باتخاذ القرارات، ومساعدتهم في التغلب على المشكلات عبر تبادل الأفكار لإيجاد الحلول، وممارسة الاستماع النشط، وتشجيعهم على التعبير عن احتياجاتهم وطلب المساعدة عند الحاجة.
ولفتت إلى أن المدرسة تُعدّ ركيزة أساسية في تنمية الطلاب، حيث تؤثر بشكل كبير على رحلتهم التعليمية ونموهم الشخصي، حيث تخلق المدرسة بيئة ديناميكية وداعمة تُعلم التفكير النقدي وتشجع الطلاب على تنمية شغف القراءة، إلى جانب المعرفة الأكاديمية.
واستطردت قائلة: وضمن إطار وظيفتي كمرشدة للمسار المهني، أرى أنّ المرشدين المهنيين يلعبون دورًا مهمًا في إعداد الطلاب للالتحاق بالجامعة أو الكلية، حيث يتمثل دور مرشد المسار المهني في توضيح اهتمامات الطلاب وقيمهم وربطها بتخصصات تمنحهم القبول في المجال الذي يختارونه، وفي بعض الأحيان، قد تساعد هذه الاهتمامات وتحديد مجالات القوة لدى الطلاب أيضًا في حصولهم على منح دراسية ووضعهم على الطريق الصحيح نحو مستقبلهم.
وأضافت أن البحث عن الجامعة المناسبة لكل طالب ليس بالأمر السهل، حيث يتطلب ذلك بحثًا وتوجيهًا خلال عملية التقديم، مبينة أن قرار اختيار المسار المهني والجامعي يبدأ في سن مبكرة، وهو عملية يتعاون فيها الأهل والطلاب والمعلمون والمرشدون لرسم الطريق للمستقبل.
- مريم محمد: معرفة نوع المهارات المطلوبة للمستقبل
أكدت السيدة مريم محمد - مدير إدارة التعاون الدولي، أننا اليوم في عالم سريع التغير، يحتاج الطلاب إلى أن يكونوا على دراية بنوع المهارات المطلوبة في المستقبل، لأنها ستكون مجموعات المهارات المطلوبة مختلفة عن تلك التي يبحث عنها سوق العمل اليوم، مشيرة إلى أن الطلاب يحتاجون إلى امتلاك المهارة اللازمة للبحث عن المعرفة التي سيحتاجها سوق العمل في المستقبل، وتعد المواد المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتمويل المستدام حاليًا حاجة لمكان العمل، ومن المرجح أن يجني طلاب الجامعات الذين لديهم المهارة لفهم ذلك أو يتم توجيههم لاكتساب هذه المهارات المكافآت.
وبينت أن الوالدين يلعبان دورًا في توجيه أبنائهما واعتبارهما قدوة إيجابية لهم، ويمكنهما القيام بذلك من خلال إشراكهم في القرارات المتعلقة بالشؤون المالية للأسرة من خلال شرح كيفية إدارة الأسرة لدخلها، وكيفية الادخار للمستقبل، ويمكن للآباء أيضًا مساعدة أبنائهم في اكتشاف مواهبهم ورعايتها.
- غيداء مصطفى: الأنشطة الاجتماعية استثمار حقيقي لمستقبل الطالب
نوهت السيدة غيداء مصطفى - أخصائية استقطاب طلاب، أن هناك أنشطة يجب أن تبدأ منذ الصغر هي الأنشطة الاجتماعية والتطوعية، وذلك من خلال المشاركة في المبادرات الاجتماعية مثل حملات التبرع أو المشاركة في تنظيف الأماكن العامة، حيث يتعلم الطالب روح المسؤولية والعمل الجماعي وتقدير العمل الخيري. هذه الأنشطة تساعده على بناء علاقات إنسانية قوية، وهي مهارات يحتاجها بشدة في بيئة الجامعة حيث يصبح عليه التعامل مع زملاء من خلفيات مختلفة.
وأشارت إلى أن الأنشطة الرياضية تلعب دوراً في إعداد الطالب للحياة الجامعية، فهي تعزز الانضباط والتحمل وتعلمه العمل ضمن فريق. إضافةً إلى ذلك، تشجع الكثير من المدارس على إنشاء أندية علمية أو أدبية يمكن للطلاب المشاركة فيها، إلى جانب المشاركة في مسابقات القراءة أو المناظرات والتي تبني مهاراته في التفكير النقدي وتعلمه كيفية عرض أفكاره .
- مسعد الحجاجي: معرفة متطلبات الجامعات ضرورة
قال السيد مسعد سعيد الحجاجي - مستشار التنمية والإعلام والإرشاد المهني، إن الطالب عليه أن يحسن اختيار الجامعة أولا، فهناك 3 أنواع من الجامعات، وهي الجامعات الحكومية والخاصة والتجارية، مبينا أنه من هنا يبدأ دور الطالب في البحث والتنقيب عن الجامعات المناسبة، والتي يسعى للتقديم من أجل نيل القبول فيها... وتساءل هل يعرف الطالب ما هي المواصفات التي تتطلبها الجامعات، ويجب عليه أن يتحلى بها؟.
وأشار الحجاجي إلى أنه يمكن تلخيصها في مجموعة صفات، والتي نحث أبناءنا الطلاب على التحلي بها، ومنها المسؤولية والنشاط وتحديد الأهداف التعليمية، وكثرة السؤال باستمرار وذكاء التكامل مع المعلم لا التنافر الانتباه والجلوس والمناقشة الحقيقية، منوها إلى زيادة القدرة على استخدام الذكاءات المتعددة مثل الاستعداد الأمثل للامتحانات وعدم الخوف منها، إلى جانب المعرفة الحقيقية لكيفية إدارة ذاته في الوقت المتاح لديه وكثرة الاطلاع على المراجع والبحث ومعرفة كيفية التلخيص، وكيف يمكن له الجمع والاستشهاد والاستدلال والمقدرة على المقارنة بين المعلومات.
- نادية عبدالله: الإعداد الجامعي يساعد الطالب على التميز
قالت السيدة نادية محمد عبدالله - مدير العلاقات والاتصالات بكلية التأسيس الجامعي، إن المرحلة الجامعية هي نقطة تحول مهمة في حياة أي طالب، حيث تتطلب منه امتلاك مجموعة من المهارات التي تتجاوز المعرفة الأكاديمية، مشيرة إلى أن الجامعات اليوم تبحث عن طلاب يتمتعون بقدرات شخصية ومهنية تهيئهم للتكيف مع البيئة الجامعية من جهة، وتضعهم على المسار الصحيح للحياة المهنية من جهة أخرى.
وأوضحت أن إحدى أهم المهارات التي يحتاجها الطالب الجامعي هي إدارة الوقت، خاصة وأنه في الجامعة، يتحمل الطالب مسؤولية تنظيم وقته بين المحاضرات، الدراسة الذاتية، والأنشطة الجامعية، لذلك، يجب أن يتعلم الطالب منذ المراحل الدراسية المبكرة كيفية تحديد أولوياته، وضع جداول زمنية، والالتزام بها لتحقيق التوازن بين مسؤولياته الأكاديمية والشخصية. وأضافت قائلة: إلى جانب ذلك، تُعد مهارات التواصل أساسية لأي طالب جامعي، فالقدرة على التحدث بوضوح، الكتابة بأسلوب متقن، والاستماع الفعّال تعزز من قدرة الطالب على النجاح في النقاشات الأكاديمية، إعداد المشاريع، وبناء علاقات إيجابية مع الزملاء والأساتذة، كما يحتاج الطالب إلى تطوير مهارة التعلم الذاتي، ففي الجامعة، لا يعتمد التعليم فقط على المحاضرات، بل على الجهد الشخصي للبحث، القراءة، والتعلم المستمر. وأكدت على أن امتلاك هذه المهارات ليس خيارًا بل ضرورة تساعد الطالب على التميز أكاديميًا وشخصيًا، وتمهد له الطريق نحو مستقبل مشرق.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق