حذر عدد من الخبراء من التبني السريع للمنصة الصينية للذكاء الاصطناعي "DeepSeek"، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بإمكانية انتشار المعلومات المضللة واستغلال لبيانات المستخدمين.
تأتي هذه التحذيرات في ظل النجاح السريع الذي حققته DeepSeek، حيث أصبح التطبيق الأكثر تحميلًا مجانًا في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأثر بشكل ملحوظ على أسواق الأسهم التكنولوجية، حيث خسرت الشركات الأمريكية الكبرى ما يقارب تريليون دولار.
الشركات التكنولوجية الصينية ملزمة بالقوانين الحكومية
وقال مايكل وولدرج، أستاذ أسس الذكاء الاصطناعي في جامعة أكسفورد، إنه من غير المعقول تجاهل احتمالية مشاركة البيانات المدخلة في النظام مع السلطات الصينية. وأوضح: "يمكن أن يكون استخدام المنصة آمنًا عندما يتعلق الأمر بمواضيع بسيطة، مثل أداء فريق رياضي أو التاريخ، لكن لا يجب إدخال أي معلومات حساسة أو شخصية، لأننا لا نعرف إلى أين تذهب هذه البيانات".
من جانبها، أكدت الدكتورة ويندي هول، عضو الهيئة الاستشارية العليا للأمم المتحدة حول الذكاء الاصطناعي، على أن الشركات التكنولوجية الصينية ملزمة بالقوانين الحكومية، والتي قد تؤثر على ما يمكنها قوله أو فعله. وأشارت إلى أهمية الحذر عند التعامل مع المعلومات التي يتم جمعها من قبل مثل هذه المنصات.
وعند سؤال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني عن موقف الحكومة من استخدام DeepSeek، أكد أنه لا يمكنه التعليق على نماذج معينة، لكنه أشار إلى أن التطورات في هذا المجال تتطلب المزيد من الابتكار في الذكاء الاصطناعي.
تُعتبر DeepSeek منصة مفتوحة المصدر، مما يسمح للمطورين بتعديلها لتلبية احتياجاتهم. ورغم أن هذا الأمر قد يفتح آفاقًا جديدة في عالم الابتكار، إلا أنه يثير قلق الخبراء حول سيطرة الصين على مجال التكنولوجيا الحديثة. ويشير وولدرج إلى أن ذلك يبعث برسالة واضحة بأن الصين ليست متأخرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يشكل تهديدًا للتنافسية الأمريكية.
وعلاوة على ذلك، أفاد بعض المستخدمين بأن DeepSeek لا يجيب على أسئلة حول قضايا حساسة مثل مذبحة ميدان تيانانمين. وعند مناقشة وضع تايوان، تتبنى المنصة الخطاب الرسمي للحكومة الصينية، مما يعكس تأثير الرقابة على المعلومات التي يتم تداولها.
وقالت هول إن أكبر التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي التوليدي تتمثل في المعلومات المضللة، حيث يعتمد ذلك على نوعية البيانات الموجودة في النماذج وكيفية استخدامها. ويُعتبر هذا الأمر مصدر قلق كبير، حيث يمكن أن تؤثر المعلومات غير الدقيقة على اتخاذ القرارات من قبل المستخدمين.
ومع ذلك، فإن الاستخدامات العملية لهذه التكنولوجيا لا تزال جاذبة للكثيرين، حيث يتم استخدام DeepSeek وChatGPT لمساعدتهم في معالجة المستندات الشخصية ومهام العمل. لكن يجب على المستخدمين أن يكونوا واعين للمخاطر المحتملة المرتبطة بتحميل المعلومات الحساسة.
تُظهر سياسة الخصوصية الخاصة بـ DeepSeek أنها تحتفظ بالمعلومات الشخصية على خوادم آمنة في الصين، وتوضح أنها تستخدم البيانات لتلبية الالتزامات القانونية. ومع ذلك، يظل السؤال قائمًا حول مدى أمان البيانات وخصوصيتها في ظل القوانين الصينية التي تتطلب تعاون الشركات مع جهود الاستخبارات الوطنية.
تظل الأمور غامضة، مما يستدعي مزيدًا من النقاش حول أمان استخدام مثل هذه المنصات وكيفية حماية البيانات الشخصية في عصر الذكاء الاصطناعي المتقدم.
0 تعليق