الثلاثاء 28 يناير 2025
تم نسخ الرابط بنجاح
حوارات
"فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ" (الفجر 15-16).
يرضى الانسان بقضاء الله عزّ وجلّ عندما يقبله، ويستسلم له، لا سيما عندما يصبر على ما ابتلاه به الله عزّ شأنه. ومن بعض علامات ومقوّمات الرضا بقضاء الله تعالى، نذكر ما يلي:
-علامات الرِّضَا بِقَضَاء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: يتّسم من يرضى بقضاء الله تعالى بقبوله لما قضى له عزّ شأنه في حياته الدنيوية، وبعدم تذمّره المفرط، وبعدم بثّه لشكواه للناس الآخرين، وبسكينته بعد حزنه، وبقبوله الحسن لمشيئة ربّه في نفسه، وفي أموره وشؤونه الحياتية، ولا يديم من يرضى بقضاء الله شعوره بالألم النفسيّ بسبب ما حلّ به، ويتذكّر لطائف ربّه به، وبالنسبة له، نِعَم الله لا تعدّ ولا تحصى، فمنها ما يراه يوجد في حياته، ومنها ما هي لطائف ربّانية خفيّة، ولا يمنع قضاء الله عزّ وجلّ الانسان المؤمن العاقل من الاستمرار في الإيفاء بمسؤولياته الأخلاقية تجاه نفسه وتجاه من يهمّه أمرهم، وذلك بسبب رفضه القنوط من رحمة ربّه الرّحيم والكريم، وما أُبْتُلِيَ عبد وصبر إلاّ جازاه ربّه عزّ شأنه في الدنيا أو في الآخرة.
-مقوّمات الرِّضَا بِقَضَاء اللَّه: يترسّخ طبع الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّه في نفس الانسان عندما يحقّق التوكّل التام على الله، فيؤمن المرء بأنّه عزّ وجلّ هو فقط من يجلب النفع ويرفع الضرّ، وبأنه أعزّ من خلقه جميعاً، وأعزّ مما يخافه العبد ويحذره، وبرفضه التّام التشكّي مما يشعر به من ألم سوى لربّ العباد، وباعتباره لابتلاءاته الدنيوية بأنّها ربما تكون اختبارات إلهية لإيمانه. وربما سيكفَّرُ بها عن ذنوب يعلمها، وأخرى لا يعلمها، وبحرصه على مصاحبة الصالحين، لا سيما من الحلماء العقلاء والمؤمنين منهم، وبنفوره من القانطين باختيارهم من رحمة الله عزّ شأنه، وطلبه من ربّه أن يعينه على شكره وذِكْرِه وحسن عبادته، وحض نفسه على السّخاء والتصدّق، وعمل الخير، والقرب من الله تعالى أكثر من السابق، والله أعلم.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق