سيطرت أسهم السوق الأول من بنوك وشركات قيادية على نصيب الأسد من المكاسب التي حققتها البورصة بنهاية يناير الماضي، حيث استحوذت على 2.08 مليار دينار من نحو 2.5 مليار سجلتها عموم الشركات المدرجة منذ بداية العام ليصل إجمالي القيمة السوقية إلى 46.07 مليار.

وأظهرت متابعة أجرتها «الراي» أن السيولة المتداولة في البورصة منذ بداية العام بلغت 1.728 مليار، منها 1.187 مليار من نصيب السوق الأول الذي يحوي أسهم الواجهة، فيما استحوذت أسهم السوق الرئيسي على 541 مليوناً.

منذ 9 دقائق

منذ 9 دقائق

ويبدو واضحاً أن هناك تفوقاً لحجم المكاسب المحققة للأسهم المدرجة التي شملتها الموجة النشطة، مقارنة بإجمالي الأموال المتداولة، الأمر الذي يعكس الزخم وتدفق المستثمرين باتجاه البورصة، ولم يكن يأت هذا الأمر بمحض الصدفة بل جاء ليؤكد أن السوق المحلي يزخر بالفرص المناسبة القادرة على جذب رؤوس الأموال نحو البورصة، لاعتبارات مختلفة منها على سبيل المثال فترة التوزيعات السنوية التي انطلقت بإعلان البيانات المالية لبنوك كُبرى مثل «الوطني» وبيت التمويل الكويتي و»بوبيان».

إلى جانب رخص الأسعار السوقية لشريحة كبيرة من الأسهم المدرجة فضلاً عن مشاركة السيولة الساخنة على الأسهم المتوسطة والصغيرة، وتكثف المحافظ والصناديق من تدعيم مراكزها الاستثمارية، فيما يواكب النشاط حركة الصناديق التي حققت خلال ديسمبر الماضي أفضل أداء لها منذ فترة طويلة، وسط توقعات بأن تكون الأكثر استفادة في يناير أيضاً.

وسيكون لتلك المكاسب تأثيرات كبيرة على القيمة السوقية لوحدات الصناديق تعزز قدرة الشركات على توفير كاش وإمكانية التخارج الجزئي في ظل ارتفاع معدلات السيولة على الأسهم المتداولة، ويعكس نشاط الشراء على الأسهم التشغيلية كذلك النظرة الإيجابية تجاه الاقتصاد الكويتي الذي يشهد إصلاحات يرجح أن يكون لها أثرها في زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية في الكويت، وكذلك في توطين رؤوس الأموال واستغلالها في فرص مجدية.

ويبقى استمرار زخم نشاط البورصة مرهوناً بتجدد المعطيات الإيجابية وطرح المشاريع التنموية وفتح المجال أمام القطاع الخاص عبر شراكات تُؤتي ثمارها تنموياً على مستوى قطاعات اقتصادية عدة.

وعلى مستوى الأسهم سيكون طبيعياً تبديل المراكز والتصحيح الصحي للمؤشرات من وقت إلى آخر، فيما لوحظ بنهاية تعاملات أمس أن الأسهم الأكثر ارتفاعاً خلال يناير حققت مكاسب واضحة، بين 20 و50 في المئة، منها شركات عقارات الكويت والعقارات المتحدة والتحارية العقارية والصناعات الوطنية ومدينة الأعمال وغيرها.

وارتفع متوسط السيولة المتداولة يومياً خلال يناير إلى 91 مليون دينار مقارنة بـ67.2 مليون 2024، وأغلق المؤشر العام بنهاية تعاملات أمس على ارتفاع 5.7 في المئة مستفيداً من زخم السوق الأول الذي ارتفع بـ 5.9 في المئة والسوق الرئيسي التي استفاد من نشاط وتيرة التداول ليقفل مرتفعاً 5.1 في المئة (الرئيسي 50 حقق 6.8 في المئة مكاسب شهرية).