الخميس 30/يناير/2025 - 04:21 م 1/30/2025 4:21:04 PM
يومًا بعد يوم تؤكد القيادة المصرية ثبات موقفها الداعم للقضية الفلسطينية منذ أن بدأت المأساة عام 1948 وحتى اليوم وإن أختلف شكل هذا الدعم طبقًا لمراحل سير القضية الفلسطينية حيث بدأ بمشاركة الجيش المصرى فى حرب فلسطين وذلك لإستعادة الأرض لأصحابها ثم إستمر طوال تلك السنوات والتى تحملت فيها مصر بسبب هذه القضية مرارة الهزيمة عام 1967 وعلى الرغم من ذلك لم تتخلى مصر عن هذا الدعم وتلك المساندة وأصبحت مصر هى الملاذ الآمن لأعداد كبيرة من أبناء الشعب الفلسطينى وقدمت لهم الحكومة المصرية كافة التسهيلات الحياتية خاصة فى مجال التعليم حيث يتم وحتى يومنا هذا معاملة الطالب الفلسطينى بنفس معاملة الطالب المصرى بل أن هناك أحياء سكنية بالكامل أقامت بها المئات من العائلات الفلسطينية مثل حى عين شمس وحلمية الزيتون بالقاهرة.
طوال تلك العقود كانت إسرائيل تتفنن فى الوصول إلى أى نتائج يترتب عليها القضاء على القضية الفلسطينية سواء بالعنف أو من خلال علاقاتها الدولية مع العديد من دول العالم وأهمهم على الإطلاق الولايات المتحدة الأمريكية التى تعتبر إسرائيل إبنتها الصغرى فى الشرق الأوسط وجميعنا يعرف تلك العلاقة بينهما والتى كانت تظهر بشكل واضح كلما تعرضت إسرائيل لعمليات فدائية أو إدانات سياسية فى بعض المحافل الدولية حيث كانت تستخدم حق الفيتو لإجهاض أى قرار يدين السياسة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى الشقيق.
ويستمر هذا المسلسل بين العدوان والمعاناة إلى أن جاء يوم السابع من أكتوبر 2023 الذى إندلعت فيه الحرب بين حركة حماس وإسرائيل والتى إستمرت مدة خمسة عشر شهرًا ومن وجهة نظرى فإن هجوم حماس لم يستغرق سوى أيام قليلة أعقبها رد فعل عنيف من الجيش الإسرائيلى سحق فيه الآلآف الشهداء وأتى على الأخضر واليابس وتم تدمير ما لا يقل عن 70% من قطاع غزة علاوة على جميع مقدرات الحياة فيها وللأسف فقد ساعد هجوم حماس تنامى فكرة تهجير أبناء قطاع غزة من أراضيهم إلى أقرب الدول له وهى مصر والأردن وتم الترويج لهذا المخطط وتبنته حليفتها الرئيسية بكل ثقل ودعم سياسى ولوجيستى بل أن بعض دول المنطقة كانت تؤيد هذا التوجه ولكن بشكل غير معلن.
هنا جاء الصوت المصرى جريئًا وواضحًا وجليًا بالرفض التام لهذا المخطط عندما أعلن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جميع لقاءاته وإتصالاته مع زعماء العالم بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنه المسئول الأول عن الأمن القومى المصرى وعلى الحفاظ على أمن مصر وسلامتها وأيضًا على الشعب الفلسطينى وتبنى قضيته وأخذ على عاتقه جمع الصف العالمى والعربى لإتخاذ موقف رافض لتهجير الشعب الفلسطينى وتصفيه القضية الفلسطينية برمتها.
كانت مصر هى البوابة الرئيسية الوحيدة لإدخال المساعدات الإنسانية للأراضى الفلسطينية على الرغم من الإعتداءات الإسرائيلية على منفذ رفح البرى والإستيلاء على الشريط الحدودى بين مصر وغزة ومع ذلك إستمرت محاولاتها الإنسانية لدرجة إنها إستخدمت الطائرات المروحية لذلك....وقد حاولت بعض الأبواق المعادية الترويج إلى أن مصر تتسبب فى معاناة أهل غزة برفضها فتح المعبر إلا أن الأيام أثبتت سلامة الموقف المصرى الرافض لإستيلاء إسرائيل على هذا المنفذ من الجانب الفلسطينى....وفى إبريل من العام نفسه كانت مصر أول من تقدمت بمقترح وقف إطلاق النار بين الجانبين بهدف إدخال المساعدات الى غزة وكانت إسرائيل تضع العراقيل لعدم إتمام هذا المقترح إلى أن بدأت الأمور تأخذ منحى جديد فى أعقاب تولى الرئيس ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية حيث إلتزمت إسرائيل بالإنسحاب من قطاع غزة بعد تدميره بشكل شبه كامل وكذلك الإنسحاب من معبر رفح وإعادة إدارته للجانب الفلسطينى وبدأت عمليات إدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة....ورغم ذلك فإن إسرائيل بل وأمريكا لم تتخلى عن فكرة تهجير الشعب الفلسطينى إلى مصر والأردن تمهيدًا لتصفيه القضية الفلسطينية بالكامل....ومرة أخرى جاءت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى لتؤكد أن الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية يرتكز على أسس وثوابت أخلاقية وتاريخية قاطعة تجاه القضية الفلسطينية حيث أعلن رفضه الكامل للتهجير القسرى للفلسطينين ولا توطينهم فى سيناء ولا تحويل القضية من قضية شعب يسعى إلى تقرير مصيره وفقًا للقوانين الدولية إلى مجرد مسألة إنسانية لشعب أفتقد كافة مقومات الحياة حتى البسيطة منها.
جاء موقف الرئيس ليعبر عن صوت الشعب المصرى بمختلف فئاته وإنتماءاته الرافضة لدعوات ترحيل الفلسطينين من أراضيهم حيث عبرت فئات الشعب المصرى عن حالة الغضب الشديد والرفض والإدانة الواضحة لتلك المحاولات وهو ما يؤكد أن القضية الفلسطينية سوف تظل دائمًا فى وجدان وضمير الشعب المصرى الأصيل وقيادته الرشيدة.
لقد أثلج الرئيس عبد الفتاح السيسى صدورنا عندما أعلن مؤخرًا أن مصر لن تشارك فى ذلك الظلم الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى مثلما حدث فى السابق عندما تم تهجير آباء وأجداد الشعب الحالى تحت ذريعة التطوير والتحديث للأراضى التى كانوا يقيمون فيها إلا إنه لم يسمح لهم بالعودة مرة أخرى واكد ان ذلك لن يتكرر مرة أخرى بل أن مصر عازمة على مواصلة جهودها للتوصل إلى السلام المنشود فى المنطقة والقائم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية بحقوق تاريخية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليعيش المواطن الفلسطينيى والإسرائيلى جنبًا إلى جنب ويتحقق الأمن والسلام لكل منهما.
هذه هى مصر وهذا هو شعبها وهذا هو قائدها الذى يتحدث بصوتنا وضميرنا دائمًا....إنه صوت الشعب المصرى.
0 تعليق