أعرب الباحث الفلسطيني فايز عباس عن تأييده القوي لموقف الرئيس السيسي من قضية تهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدا أن السيسي من خلال رفضه التعاون مع الإدارة الأمريكية يعبّر عن التزام مصر الراسخ بقضية فلسطين التي تُعتبر القضية المركزية للعرب وهذا الموقف يعكس روح التضامن والمساندة التي لطالما ميزت العلاقات المصرية الفلسطينية.
قال عباس، لـ"الدستور" إن التصريحات الأخيرة للرئيس السيسي تعكس استشعاره لأبعاد التهجير المحتمل، حيث اتخذت مصر قرارًا حاسمًا بإغلاق معبر رفح عندما حاولت إسرائيل تنفيذ خطة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ورفض السيسي الإملاءات التي سعت الإدارة الأمريكية إلى فرضها، مشيرًا إلى أن أي محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مناطق أخرى، مثل النقب، هي غير مقبولة، مؤكداً أن أبناء غزة هم جزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني.
ويعتبر عباس أن تصرفات الإدارة الأمريكية الحالية والتي يراها كالثور الهائج، تهدف إلى فرض رؤى سياسية تتعارض مع مصالح الشعوب العربية وفي هذا الإطار، يبرز موقف مصر كعائق أمام هذه المحاولات، حيث ترفض استخدام التهجير كأداة لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية.
فايز عباس: الرئيس السيسي رمز لدعم حقوق الفلسطينيين
وأكد عباس أن الموقف المصري ثابت وراسخ في رفض أي شكل من أشكال التهجير، ويعكس التزام مصر بأمنها القومي من جهة، وحقوق الشعب الفلسطيني من جهة أخرى، كما أشار إلى أن مصر، بصفتها رائدة في دعم القضايا العربية، ستستمر في لعب دورها المهم في دعم حقوق الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم.
واختتم عباس بالتأكيد على أن الشعب المصري وقادته يقفون صفاً واحداً ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ما يعزز الأمل في تحقيق العدالة والسلام في المنطقة إن هذا الموقف لا يعبر فقط عن موقف حكومي، بل هو تعبير عن التلاحم الشعبي العربي مع القضية الفلسطينية، الذي يتطلب الدعم والمساندة من جميع الدول العربية.
عبد المهدي مطاوع: موقف الرئيس السيسي واضح وحازم
وأعرب المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع عن تأييده القوي لتصريحات الرئيس السيسي بشأن التهجير القسري للفلسطينيين، معتبرًا أن حل مشكلة فلسطين واستقرار المنطقة يتطلب معالجة الجذور وليس اقتراحات تؤدي لمزيد من التوتر: "حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية هو الوصفة الحقيقية للاستقرار.. مصر، حكومة وشعباً، تملك موقفاً ثابتاً وصريحاً في هذا الإطار، ولا يمكن الحياد عنه."
وأكد أن مصر رسخت هذا الموقف منذ بداية الحرب من خلال منع التهجير القسري، مضيفًا أن تصريحات السيسي تضع خطوط السياسة الخارجية المصرية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
أضاف:"هذا الموقف من مصر سيشكل دافعاً لدول عربية أخرى لاتباع نفس النهج، ما يمنع إسرائيل والإدارة الأمريكية من إيجاد أي منفذ لها من خلال الدول العربية، لافتًا إلى أن الموقف الذي يدعمه الرئيس السيسي في رفض التهجير القسري للفلسطينيين سيكون له تأثير كبير، حيث سيشكل خطة عمل فعالة في إطار السياسة الخارجية المصرية.
وأكد أن هذا الموقف الثابت يعكس التزام مصر التاريخي بقضية فلسطين، ما يوفر دعماً إضافياً للمساعي العربية في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية.
أضاف مطاوع أن هذه الخطوة ستعزز من وحدة الموقف العربي وتمنع أي محاولات من إسرائيل أو الإدارة الأمريكية لإيجاد مخرج من خلال أي دولة عربية، مما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأشار مطاوع إلى أن الاحتياج الفلسطيني الحقيقي في الوقت الحالي يكمن في الضغط على حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية للانضمام إلى إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدًا أن توحيد البرنامج السياسي بين هذه الفصائل يعد خطوة ضرورية لتقوية الموقف الفلسطيني وتعزيز القضية الفلسطينية في ظل الظروف الراهنة.
وشدد مطاوع على أهمية العمل الجماعي بين الفصائل من أجل مواجهة التحديات الحالية وتحقيق الأهداف الوطنية.
0 تعليق