يُعَدُّ شهر شعبان من الأشهر المباركة التي كان للنبي ﷺ فيها هديٌ خاص، حيث كان يُكثر من الصيام فيه، كما ورد في العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة.
فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يصوم أغلب شهر شعبان، لكنه لم يستكمل صيامه بالكامل كما يفعل في رمضان.
صيام النبي ﷺ في شعبان بين الروايات الفقهية
اختلفت آراء العلماء حول مدى إكثار النبي ﷺ من الصيام في هذا الشهر، حيث ذهب بعضهم إلى أنه صامه كاملًا، بينما رأى آخرون أنه كان يصوم أغلبه فقط. ورجَّح كثير من العلماء أن النبي ﷺ لم يكن يصوم شعبان كاملًا، لكنه كان يكثر من الصيام فيه، وهذا ما أكدته روايات عدة عن الصحابة.
حكمة الإكثار من الصيام في شعبان
وردت عدة تفسيرات لحكمة إكثار النبي ﷺ من الصيام في شهر شعبان، من أبرزها:
- تعويض الصيام التطوعي الفائت: كان النبي ﷺ يحرص على صيام الأيام الثلاثة من كل شهر، وإذا انشغل عنها بالسفر أو غيره، كان يعوِّضها في شعبان.
- التمهيد لشهر رمضان: كان الصيام في شعبان بمثابة تدريب واستعداد روحي لشهر رمضان، كما أشار الإمام ابن رجب الحنبلي.
- مواكبة وقت رفع الأعمال إلى الله: فقد ورد أن الأعمال تُرفع إلى الله تعالى في هذا الشهر، وكان النبي ﷺ يحب أن يُرفع عمله وهو صائم.
- مواكبة زوجاته في قضاء ما عليهن من صيام: كانت نساء النبي ﷺ يقضين ما عليهن من أيام رمضان الفائتة في شعبان، فكان يصوم معهن.
فضل العبادة في الأوقات التي يغفل عنها الناس
يتميز شهر شعبان بوقوعه بين رجب ورمضان، وهما شهران عظيمان، مما يجعل الكثيرين يغفلون عنه. وقد أشار النبي ﷺ إلى فضيلة العبادة في أوقات الغفلة، حيث قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم".
إخفاء الصيام والتحلي بالإخلاص
من هدي النبي ﷺ والسلف الصالح أن يكون الصيام مخفيًا قدر الإمكان، حتى يكون بعيدًا عن الرياء. فقد كان بعض الصحابة يحرصون على عدم إظهار صيامهم، حتى لا يُعرف أنهم صائمون، مما يدل على إخلاصهم لله تعالى.
استغلال شهر شعبان بالطاعات
يُستحب للمسلمين اغتنام شهر شعبان بالصيام والأعمال الصالحة، والاستعداد الروحي لشهر رمضان، ليكون دخولهم في شهر الطاعات بسلاسة واستمرارية.
0 تعليق