ولنا رأي
منذ نشأتها "كوتا" على شاطئ البحر، والكويت ملاذ للمظلوم، وعون لكل محتاج من نوائب الدهر.
كان هذا، ولا يزال ديدن حكامها وشعبها، ورغم صغر حجمها وقلة مواردها، إلا أن خيرها يعم البلاد، والعباد، بل يتعدى البلاد الكبيرة المحيطة بها. كانت، ولا تزال منبراً لنشر الثقافة، والعلم في كل أصقاع العالم عبر مجلة "العربي"، و"عالم الفكر" ومشروع اعمار، وتطوير لأشقائها الخليجيين عبر "هيئة الخليج والجنوب العربي"، سمعتها عطرة، ورخاؤها يعم الجميع وحكامها، وشعبها سند، وذخر لمن مالت به الدنيا، وضاق عليه المأمن وفقد المأكل. zتمتد من البحر الى الصحراء، ومن الصحراء للبحر لكل رعاياها، وفي كنفها، وحمايتها داخل السور، وخارجه.
كانت رائدة في كل شيء، ولا تزال، منذ تكلفها برعاية رعاياها في توفير الامداد، والتموين لهم، بما عرف بـ"البطاقة" عام 1942 وعام 1948، عندما بدأت الحرب العالمية، وتقطعت السبل بالناس، عرفت التعليم الأهلي، والحكومي مبكراً، كما انها أسست منصات، وهيئات للعمل الخيري عم أقطار العالم دون مقابل، ومن دون تدخل في الشؤون الداخلية للدول.
خصصت جزءاً من انتاجها القومي لدعم الدول المحتاجة، عبر صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية اقراضاً لسنوات، وبفوائد رمزية، وهو ما عرف بالديبلوماسية الناعمة.
ادت دوراً كبيراً في رأب الصدع، والتوسط لحل النزاعات، ومحاولة اصلاح ذات البين، فما بال أقوام حديثي عهد بالمواطنة يدعون الوطنية، ويحتكرون الولاء، ويوزعون الانتماء، من دون أن تصرح لهم الدولة بذلك. أو لم يأذن لهم ولي الأمر أو يفوضهم أهل الكويت، ويرون الكويت بنظرة ضيقة (عين الذبابة)، فيما يراها العالم بعيون النحلة.هؤلاء الشرذمة من الناس، يستغلون كل خطوة اصلاح، أو إعادة اصلاح للدولة على أنها انجاز لهم، وما إن يرتكب خطأ اداري حتى يشنوا عليها الالسنة الحداد، دفاعا عن أنفسهم، وتجمعاتهم، ويتدخلون في أمور لا تعنيهم، أو لم يصرح لهم بالدفاع عنها، علاوة على أنهم غير مؤهلين علميا، أو اكاديميا، أو متخصصين في الشأن الذي يخوضون فيه.
مطيتهم وسائل التواصل الاجتماعي، والحسابات الوهمية، ومصادرهم غير موثوقة، وهم بتصرفاتهم المريبة، يعطون إيحاء للناس، وانطباعاً أنهم قريبون من متخذ القرار، وهم ليس لهم في العير ولا النفير، فالكويت للجميع، وهي بلد السلم والسلام، وبلد الإنسانية، وبظلها يستظل المواطن، والمقيم ويعيشون برفاهية، وراحة، وكرامة، فالكويت هي الكبيرة دائما.
دكتور في القانون ومحام كويتي
0 تعليق