في العصر الحالي، نعيش في مجتمع يركز بشكل متزايد على إيجاد السعادة والراحة في حياتنا اليومية.
اصبحت سكينة النفس هدفاً يسعى اليه الكثير من الناس في حياتهم اليومية.
كل واحد من هؤلاء الأشخاص، يمثل مجموعة من الفردية المتطلعة إلى الاستقرار والراحة، وليس من الصعب أن نفهم سبب تمايز هذا الانسان، فالسعي وراء الراحة، والهرب من الضغوط اليومية يعد أمراً شائعاً في مجتمعنا الحالي.
وبالنظر إلى مؤشرات السعادة العالمية، نجد أن الدول ذات المستويات العالية من الراحة والسلامة هي الأكثر سعادة، وفي مقالته الشهيرة "في مدح الكسل" يصف الفيلسوف الإنكليزي برتراند راسل، أنه تمام القوات المضادة للتوتر، وأن الراحة هي نتيجة طبيعية للكسل.
يعد الكسل من أهم الأسباب وراء رغبة السكان في العيش بطرق أكثر سهولة وبساطة، بعيداً عن كل مصادر التعب والضغوطات اليومية، ومع ذلك، يرتبط ظهور الراحة مع الهدوء.
ومع ذلك، تعد الراحة موضوعا شائكا في الوقت الحاضر، فمعظم الناس يشتكون من تنافس العمل المتزايد، وضغوطات الحياة اليومية، فيما كثير من الناس يخشون العيش في تقلبات الحياة وضغوط العمل والمسؤوليات العائلية.
إلا أن من الضروري ملاحظة أن الراحة قد تختلف من فرد الى آخر، وأن البحث الدائم عن الراحة قد يؤدي إلى فقدان التحديات والطموح، وبالتالي إلى الشعور بالملل والركود. كذلك هون يقول: "تعش في راحة قل ماهونت إلا سيهون"، مما يعني أن الإنسان يجب أن يسعى إلى الراحة بدرجة معقولة، وأن يكون لديه هدف معين في الحياة.
إذا كان الشخص يسعى فقط وراء الراحة، ويتجنب كل أنواع الجهد والتحديات، فإنه قد يجد نفسه في دائرة مغلقة من الراحة التي لا تنتهي، وهذا قد يؤدي إلى انحسار النشاط العقلي والجسدي.
هناك أيضاً عوامل عدة أخرى تؤدي دورا في تحقيق الراحة في حياتنا، مثل الاسترخاء الجيد والنظام الغذائي السليم والنوم الجيد.
إذا كان الإنسان يعيش حياة صحية ونشطة، فهذا قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الراحة والسعادة بعامة.
ومع ذلك، قد ينتابنا في بعض الأحيان شعور بالضيق وعدم الرضا عندما نعيش في مكان لا يناسبنا، فضلا عن البحث المستمر عن الراحة، فقد يؤدي هذا الشعور إلى تجنب التغيير والخروج من منطقة الراحة.
لكن بالنظر إلى التاريخ، نجد أن أكبر الإنجازات تحققت من خلال مواجهة التحديات وتجاوز منطقة الراحة.
في الخلاصة، يبدو أن الراحة هي هدف يحققه الكثيرون، وربما تكون الراحة سليمة الى حد ما، في الواقع، قد يكون تقليل جهودنا ضروريا، لكن لكي ننجح في الحياة، ويجب علينا أن نتحرك قليلا خارج منطقة الراحة، ونواجه التحديات ونتعلم منها.
كاتب كويتي
0 تعليق