في تطور لافت للصراع الدائر في قطاع غزة، أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لـحماس استشهاد قائد أركان الكتائب محمد الضيف إلى جانب عدد من كبار قادة الحركة في ضربة جوية لقوات الاحتلال استهدفت منطقة المواصي قرب خانيونس جنوب قطاع غزة.
تأكيد رسمي بعد أسابيع من الغموض
جاء الإعلان الرسمي عن مقتل الضيف بعد أكثر من أسبوعين من الضربة الإسرائيلية التي استهدفته وسط تضارب الروايات بشأن مصيره، بينما أكد جيش الاحتلال في 13 يوليو الماضي تنفيذ ضربة استهدفت الضيف، لم يكن من الواضح آنذاك ما إذا كان قد قُتل أو أُصيب وهو ما دفع بعض قيادات حماس ومن بينهم سامي أبو زهري، إلى التشكيك في صحة الرواية الإسرائيلية واعتبارها مجرد "دعاية إعلامية".
لكن إعلان كتائب القسام الأخير حسم الجدل، مؤكدًا استشهاد الضيف إلى جانب مروان عيسى، نائب قائد أركان القسام، وغازي أبو طماعة، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، ورائد ثابت، قائد ركن القوى البشرية، ورافع سلامة، قائد لواء خانيونس.
مَن هو محمد الضيف.. من الملاجئ إلى قائد الجناح العسكري لحماس
وُلد محمد الضيف، واسمه الحقيقي محمد المصري، عام 1965 في مخيم خانيونس للاجئين جنوب غزة لأسرة فلسطينية هجّرت من أراضيها عام 1948 انضم إلى حركة حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 وسرعان ما برز كأحد قيادات جناحها العسكري.
في 1989، ألقت إسرائيل القبض عليه، ليقضي 16 شهرًا في سجونها قبل أن يخرج ويواصل مسيرته العسكرية، حيث عمل على تطوير شبكة أنفاق حماس، وإتقان صناعة العبوات الناسفة التي أصبحت سلاحًا رئيسيًا في مواجهة إسرائيل.
تعرض الضيف لمحاولات اغتيال عدة، بعضها كاد أن يودي بحياته، لكنه نجا منها جميعًا، ما أكسبه لقب "الرجل ذو التسع أرواح"، ورغم إصاباته الخطيرة في بعض هذه المحاولات، حيث فقد إحدى عينيه وتعرض لإصابات بليغة في ساقه، إلا أنه واصل قيادة الجناح العسكري لحماس.
في 7 أكتوبر 2024، كان الضيف العقل المدبر للهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل، ما جعله هدفًا رئيسيًا للجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية الجارية في غزة.
بعد الضربة التي استهدفت الضيف، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها صحيفة معاريف، عن تفاؤل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بنتائج العملية، مؤكدة أن "الضيف كان مختبئًا في مجمع خيام بمنطقة المواصي، وعند توفر معلومات استخباراتية دقيقة، نفذت المقاتلات الإسرائيلية ضربة واسعة النطاق، أسقطت خلالها عشرات الأطنان من القنابل على الموقع".
0 تعليق