سنغير التاريخ.. من هو الشهيد محمد الضيف وماذا قال عن "الطوفان" في آخر ظهور له بـ"ما خفي أعظم"؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

50

30 يناير 2025 , 08:59م
alsharq

الدوحة - موقع الشرق

"كما أنتِ هنا.. مزروع أنا".... "ونستطيع أن نغير مجرى التاريخ".. كانت هذه بعض من آخر كلمات لمحمد الضيف "أبو خالد" قائد أركان "كتائب القسام" سمعها الملايين قبل أيام وهو ينظر إلى صورة معلقة على الحائط يظهر فيها المسجد الأقصى والقدس الشريف، قبل إعلان استشهاده مساء اليوم الخميس.

والجمعة الماضية كشفت "كتائب القسام" للمرة الأولى عن مشاهد لقائد أركانها محمد الضيف من داخل غرفة عمليات القيادة أثناء وضع اللمسات الأخيرة لهجوم 7 أكتوبر قبل تنفيذه بيومين وهو متحدثاً لمن معه قائلاً: نستطيع أن نغير مجرى التاريخ ويكون لنا السبق في الوقت الحالي.

وخلال المشاهد التي عرضها "ما خفي أعظم" ظهر "الضيف" وهو يوجه كلامه إلى بعض قيادات "القسام" في غرفة الإعداد لهجوم 7 أكتوبر 2023 قائلاً: ممكن نتقدم ويكون في نوع من المبادرة بحيث تستطيع أن نغير في مجرى التاريخ كله ليكون لنا السبق في هذه الفترة الزمنية ونحقق يوماً من أيام الله.. تُرفع فيه الرايات.. إذا ركزت في أول الدخول على رعيم (قيادة الفرقة) بالتالي أنت بتُربكهم وهو مش حيقدر يتدخل.. الفرقة لوائين.. إذا ضغطت عليه بشكل متواصل مش حيقدر يتدخل.. وتستمر ما أمكن حتى لو فيها عرقلة أو توقف في أماكن وفي الوقت اللي بيتم فيه السيطرة على الغلاف لازم تتقدم قدام الغلاف وتشتت منطقة المجدل.. لإنه كل ما شتت أكثر بتفقده السيطرة على التركيز في أي نقطة.

20250124_1737751432-836.png?1737751432

وفي موضع آخر بث "ما خفي أعظم" لقطات لمحمد الضيف يوجه فيها رسالة إلى الشعب الفلسطيني وأحرار العالم قائلاً: "يا جمهور شعبنا وأمتنا يا أحرار العالم اليوم يتفجر غضب الأقصى غضب شعبنا.. غضب أمتنا.. غضب أحرار العالم".

وعرض "ما خفي أعظم" وثيقة حصرية لأمر العمليات التي أصدرها محمد الضيف قبل يومين من عملية طوفان الأقصى التي وقعت 7 أكتوبر 2023، تسرد تفاصيل أوامر العملية صباح السابع من أكتوبر وتحدد ساعة الصفر عند السادسة والنصف صباح، مع لقطات تظهر محمد الضيف وهو يحدد المواقع العسكرية المستهدفة في هجوم السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى لقطات حصرية تكشف عنها كتائب القسام توثق عملية رصد دقيق لكامل الحدود قبل السابع من أكتوبر وتوثق سيطرة عناصر القسام على كتيبة دبابات وآليات للجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر.

فمن هو محمد الضيف؟:

وُلد محمد دياب إبراهيم المصري وشهرته محمد الضيف عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها "القبيبة" داخل فلسطين المحتلة عام 1948، واستقرت في أحد مخيمات اللاجئين، قبل أن تقيم في مخيم خان يونس جنوب غزة.

درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وخلال هذه الفترة برز طالباً نشيطاً في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي وفي مجال المسرح، وهو بحسب تقرير سابق بموقع الجزيرة نت، فنان مسرحي وسياسي فلسطيني، ساهم بتأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين تسمى "العائدون"، قبل أن يصبح أحد أهم المطلوبين للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ثم عين قائداً عاماً للجناح العسكري في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية محمد الضيف عام 1989، وقضى 16 شهراً في سجونها، وبقي موقوفاً دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.

وتزامن خروجه من السجن مع بداية ظهور كتائب الشهيد عز الدين القسام بشكل بارز على ساحة المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد تنفيذها عمليات عدة ضد أهداف إسرائيلية.

انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، حيث أشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك، وبرز بصفته قائداً للكتائب القسامية بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.

أشرف محمد الضيف على عمليات عدة، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش (أحد أهم رموز المقاومة) يوم 5 يناير 1996 خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقاما له نتج عنها وقوع أكثر من خمسين قتيلاً إسرائيلياً.

وأثناء سجنه كان الضيف قد اتفق مع زكريا الشوربجي وصلاح شحادة على تأسيس حركة منفصلة عن حماس بهدف أسر جنود الاحتلال، فكانت كتائب القسام. وكان للضيف دور بارز في تطوير أسلحة حماس وتطويرها، مما جعله من الشخصيات الرئيسية في قوائم المطلوبين للاحتلال.

اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى التي عُدّت محطة نوعية في تطور أداء الجناح العسكري لحماس، كما كشفت هذه المرحلة عن قدرة كبيرة لدى الضيف في التخطيط والتنفيذ أقضّت مضاجع الاحتلال بعمليات نوعية أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى.

الإعلان عن "طوفان الأقصى"

صباح السبت 7 أكتوبر 2023 أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى" وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها.

وقال محمد الضيف في رسالة صوتية إن الضربة الأولى لـ"طوفان الأقصى" استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية، وإنه تم إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية، مشيراً إلى أن عملية "طوفان الأقصى" تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكّر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي.

"كما أنت هنا مزروع أنا ولي في هذه الأرض آلاف البذور ومهما حاول الطغاة قلعنا ستنبت البذور.. أنا هنا في أرضي الحبيبة الكثيرة العطاء ومثلها عطاؤنا يواصل الطريق لا يخلف المسير".. يقول محمد الضيف قائد أركان "القسام" وهو ينظر إلى صورة معلقة على الحائط يظهر فيها المسجد الأقصى والقدس الشريف، في لقطة عرضها برنامج "ما خفي أعظم" في حلقته "الطوفان".

20250124_1737751257-800.png?1737751257

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق