بعد ١٢ يوما من الحزن الذى خيم على محافظة سوهاج عامة وعلى أسر الشاب شهاب محمود الحوت ابن قرية سلامون التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج الذى غرق فى مياه النيل، نجح فرق الإنقاذ والغواصين من العثور على جثة الشاب صاحب العشرين عاما، وتم تحويل الجثمان إلى مستشفى طهطا العام تحت تصرف النيابة العامة تمهيدا لدفنه بمسقط رأسه.
بدأت تفاصيل القصة بتلقي اللواء صالح عزب مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارا من العميد مأمور قسم ثانى سوهاج، يفيد انتحار شاب فى بداية العشرينات من عمره يدعى شهاب محمود الحوت يعمل فنى تمريض وتم العثور على متعلقاته الشخصية وتم إبلاغ أهله بقرية سلامون التابعة لمركز طما.
ومن هذه اللحظة وبدأ أهالى الشاب فى الإقامة حول ضفاف النيل وطلب الإنقاذ النهرى والغواصين على أمل انتشال جثة ابنهم ودفنها فى مقابر العائلة لكن مر أول ثلاثة أيام ولم يتم العثور على الجثمان بسبب حركة المياه مع الرياح، وفى نفس الوقت تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إى دفتر عزاء لتصبير أهله وذويه مع الاستغراب من ردود أفعال أقاربه الذين أكدوا أنه شاب ملتزم صلى الفجر وقام بتحضير الفطار لوالديه وتوصيل أبناء شقيقه للمدرسة ثم قرر الذهاب إلى سوهاج ليجهز بعض الأوراق الخاصة بعمله كفني تمريض ومن هنا انقطعت أخباره عن عائلته وبدون سبب معروف لماذا فعل فى نفسه وفيهم هكذا.
شقيق الشاب شهاب يرثي شقيقة بكلمات تدمع القلب
وقال الدكتور أحمد الحوت شقيق الشاب شهاب عبر صفحته: أهالي قريتنا سلامون الكرام ومدينة طما الأصيلة ومحافظة سوهاج المحترمين فإنا والله لا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شئ عنده بمقدار وإنا لله وإنا إليه راجعون جزاكم الله خيرا على وقوفكم بجانبنا في مصابنا الجلل وبارك الله فيكم على دعائكم وعاطفتك الجميلة.
أما والله فإن أخي شهاب كان طيب القلب هادئ الطبع بشوش الوجه ودائم الضحك وكان محافظا على الصلاة وكان بارا بوالديه وهو يملك ما يتمناه مئات الآلاف من أقرانه من وظيفة وراتب عالي وشقه جاهزة لا ينقصها شئ..ولم يسبق أن رأيت في حياتي أن يرفض له طلب من والدي الاثنين ولم أجد أحدا يكرهه أو يشتكي منه أبدا.
وهو الآن في دار الحق عند رب رحيم غفور يغفر الزلات ويعفو عن السيئات ورحمته وسعت كل شئ وقد قال عز وجل (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم انَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ) وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُكثرُ أن يقولَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك.
فلا تجعلوا من انفسكم قضاه هذا في الجنة وهذا في النار فان الجنة جنة الله والنار مثلها فإنما الله اله واحد يدخل من يشاء في رحمته وفي جنته.. وإنا والله لا أبرر مطلقا تحت أي ظرف من الظروف أن يفعل الانسان في نفسه مثل هذا ولكن يبقي امر الله نافذ لامحاله وقضاء الله لا مفر منه.فان كلامكم لا يضر اخي شيئا والله ولا نحن اهله يهمنا هذا الكلام واني انصحكم بما قال به رسول الله صلي الله عليه وسلم( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت) فذلك والله خيرا له. وان لي رجاء عند اصدقاء وزملاء أخي رجاء أخ مكلوم أبعدته الظروف أن يكون بجانب أخيه ووالديه (إلى أن يأذن الله) من يعرف منكم شيئا أو شخصا سبب ضيق لأخي فليخبرني لا تتركونا في حيره وصدمة طوال حياتنا... وارجوا استمرار دعاءكم حتى يرد الله إلينا أخي وأخيكم شهاب حتى نكرمه إلى قبره في مقابرنا وأن لا يجعل الله من النيل قبرا له.. جزاكم الله خيرا ولا أراكم الله مكروها في عزيز عليكم".
0 تعليق