أكد جمال رائف، الكاتب الصحفي، أن الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية وموضوع تهجير الفلسطينيين إلى مصر لا تزال قائمة.
وأشار إلى أن هذه الثوابت كانت واضحة في بيان وزارة الخارجية الذي صدر أمس، حيث أكدت على محددات العمل المصري في هذا السياق، سواء من حيث الرؤية الشاملة للقضية الفلسطينية أو من حيث الحل العادل والشامل المتمثل في حل الدولتين، إضافة إلى الجهود الحالية التي تهدف إلى الحفاظ على هذه القضية وتحقيق الأهداف الأوسع.
وفي حواره على شاشة "إكسترا نيوز"، شدد رائف على أن الدولة المصرية ترفض فكرة التهجير القسري، وأن هذا الرفض ليس مجرد كلمات بل يتجسد في الأفعال، فقد انخرطت مصر في جهود الوساطة والعمل الإنساني والدبلوماسي، وأعلنت موقفها بوضوح منذ بداية الأحداث في السابع من أكتوبر 2023، عندما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام المجتمع الدولي رفض مصر للتهجير القسري، حتى قبل أن يتم طرح الاقتراح بشكل علني، كما تضمن البيان جملة مهمة تشير إلى أن حق الشعب الفلسطيني غير قابل للتصرف.
وأوضح رائف أن هذا الحق لا يمكن التنازل عنه، مما يعني أنه لا مجال للنقاش حول حقوق الشعب الفلسطيني في الحياة وإقامة دولته المستقلة، وهي حقوق مشروعة لا يمكن التفاوض بشأنها، لذا، يجب على الجميع أن يدرك أن هذا الشعب له الحق في الحياة.
عرضت فضائية "إكسترا نيوز" لقطات لتوافد القوى الشعبية والأحزاب السياسية على معبر رفح، رافعين لافتات (لا للتهجير).. (كلنا معاك يا سيسي)، وذلك تعبيرًا عن رفض الشعب المصري تهجير الفلسطينيين من غزة، وردًا على الرئيس الأمريكي ترامب.
وانطلقت الأحزاب المصرية، منذ فجر اليوم الجمعة، إلى معبر رفح في تحرك سياسي واسع النطاق للتعبير عن رفضها القاطع لخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وقامت جموع من المواطنين بأداء صلاة الجمعة أمام معبر رفح، ومن ثم الاستمرار في التجمع رافعين الأعلام المصرية والفلسطينية، تعبيرًا عن رفضهم مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، قال الدكتور مدحت العدل، أن تواجد أبناء الشعب المصري اليوم أمام معبر رفح بمثابة رسالة للتأكيد على أن الدولة والشعب أيد واحدة، متابعا: "ندعم قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحفاظ على القضية الفلسطينية".
وأضاف، خلال تصريحات لقناة "اكسترا نيوز"، من أمام معبر رفح: "نؤكد على رفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني وضد المساس بمصالح الفلسطينيين ونحن مع إحلال السلام قلبا وقالبا ومصر طول الوقت تدعو للسلام واوجه الشكر للرئيس السيسي على ضبط النفس وتأكيده على الوصول إلى حل سلمي بشكل تفاوضي يليق بقيمة مصر وقيمة الرئيس السيسي".
وشهد معبر رفح اليوم الجمعة، وقفة شعبية حاشدة، إذ تجمع مواطنون من مختلف الفئات، ومن مختلف محافظات الجمهورية، معبرين عن الموقف الشعبي الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدين على دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية.
ورفع المصريون المحتشدون أمام معبر رفح لافتات كتب عليها "تهجير الفلسطينيين خط أحمر.. لا للتهجير"، كما رفعت الوفود الشعبية أعلام مصر وأعلام فلسطين، كما ضمت الوفود السياسية والشعبية عددا كبيرا من نواب مجلسى النواب والشيوخ، كما تضمت أعدادا كبيرة من المواطنين، الرافضين بقوة لدعوات التهجير للشعب الفلسطينى ، مؤكدين دعمهم للموقف القيادة السياسية.
وأكد عدد من السياسيين المصريين المشاركين في الوقفة الشعبية، أن الحراك الشعبي عند معبر رفح يعكس وعيًا جماهيريًا راسخًا بأن القضية الفلسطينية ليست قضية خارجية، بل هي جزء من الوعي الوطني المصري. منذ عقود، والمصري يدرك أن أمن فلسطين واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها، كما أنها تعكس حالة التناغم التيى تجمع الدولة والشعب المصري، فلطالما عبرت الدولة المصرية عن رفضها الواضح لمخططات تهجير الفلسطينيين، والتظاهرات الشعبية اليوم تعزز هذا الموقف. لكن في الوقت ذاته، تعكس هذه الحشود نوعًا من الضغط الشعبي على صناع القرار للاستمرار في اتخاذ مواقف أكثر صلابة ضد أي ضغوط دولية قد تحاول فرض حلول مؤقتة غير عادلة.
شاهد الفيديو بالضغط هنا
0 تعليق