شهد الأسبوع الثقافي المصري الذي تستضيفه وزارة الثقافة من 28 يناير الحالي حتى اليوم الجمعة، مشاركة واسعة من الحرفيين والفنانين التشكيليين، الذين قدموا نماذج متنوعة من الفنون التقليدية المصرية، بداية من النسيج اليدوي والتطعيم بالخشب والمعادن، وصولًا إلى الحفر والنقش على النحاس.
وقد تحدث المشاركون في الأسبوع الثقافي المصري لـ «العرب» عن أهمية هذه الفنون ودور وزارة الثقافة المصرية في دعمها، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها في ظل تطور التكنولوجيا وميكنة الإنتاج.
وقال حمودة عبد اللطيف، الحرفي المتخصص في النسيج اليدوي، إن هذه الحرفة تعتمد على استخدام خيوط مختلفة لصناعة السجاد اليدوي المعروف بـ”العقدة”، والذي يتميز بدقة تصميمه وملمسه البارز. مشيرا إلى أن وزارة الثقافة المصرية، من خلال صندوق التنمية الثقافية، تسهم في دعم هذه الفنون وإبقائها حية وسط تحديات العصر.
التطعيم بالخشب والمعادن
أما هيثم سليمان، المتخصص في فن التطعيم بقشرة الخشب، فقد أوضح أن هذا الفن لا يقتصر على الخشب فحسب، بل يمتد ليشمل النحاس والصدف والأحجار الكريمة، مما يخلق مزيجًا فنيًا فريدًا. وأضاف:
وقال إن هذه الحرفة منتشرة في مناطق مثل خان الخليلي، التي تعد من أبرز الوجهات السياحية في مصر. إلا أن التحدي الأكبر الذي نواجهه هو عزوف الأجيال الجديدة عن تعلم الحرف اليدوية، بسبب الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا والتخصصات العصرية. نحن نحاول التغلب على هذا التحدي من خلال المدارس الفنية التي تسعى إلى جذب الشباب لتعلم هذه الفنون.
الحفر على النحاس وجمالياته
وأكد أحمد عبد العال عزوز، ممثل مركز الحرف التقليدية التابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية، أهمية الحفاظ على الحرف التراثية باعتبارها جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية، مشيرًا إلى أن الحداثة والتطور التكنولوجي يشكلان تحديًا كبيرًا لاستمرار هذه الفنون.
وأوضح أن الحرف التقليدية، مثل النقش والطرق والتكفيت على النحاس، كانت جزءًا رئيسيًا من الفنون المصرية عبر العصور، سواء في الحضارة الفرعونية أو الإسلامية بمراحلها المختلفة
وأضاف: مع دخول الميكنة والتكنولوجيا، تراجعت هذه الحرف بشكل ملحوظ، وأصبح من الضروري إيجاد آليات للحفاظ عليها ونقلها للأجيال الجديدة.
وحول أعماله في مجال النحاس، قال عزوز: نعمل في مجالات متعددة مثل النقش والطرق والتفريغ والتطعيم بالفضة والذهب، وهذه التقنيات تمنح كل قطعة طابعًا فنيًا مميزًا. ومع ارتفاع أسعار المواد الخام، أصبح التحدي الأكبر هو تقديم منتجات تتناسب مع الاحتياجات العصرية وفي الوقت نفسه تحافظ على الطابع التراثي.
الحفر على الخشب.. يتحدى الزمن
وأكد ياسين محمد أحمد طه، مدرب الحفر والزخرفة على الخشب بوزارة الثقافة المصرية، أن هذه الحرفة تعد من الفنون الأصيلة التي تدخل في صناعة الأثاث، منابر المساجد، وزخرفة المعابد والكنائس. وأوضح أن التحدي الرئيسي يتمثل في انتشار الطباعة ثلاثية الأبعاد والليزر، مما قلل من الاعتماد على الحرف اليدوية.
وأضاف: العمل اليدوي يتميز بأنه قطعة فريدة لا تتكرر، على عكس المنتجات الآلية التي تفتقد إلى روح الفنان. وهذا ما يجعل أعمالنا ذات قيمة فنية عالية.
0 تعليق