استضافت قاعة حفلات التوقيع ببلازا ١ بمعرض الكتاب، حفل مناقشة كتاب ''موعد مع فيلسوف'' للدكتور أحمد مهنى، وناقشه الدكتور أحمد سلامة.
وقال أحمد مهني: “في آخر خمس سنوات رأيت الحياة بمنظور أهدى، بعيدا عن الجري خلف أي شيء”.
وأضاف: ''أتخيل أن الفلسقة جزء كبير منها متعلق بالأسئلة، والفيلسوف الجيد هو الذي يسأل، وهناك فلاسفة يعتمدون على سؤال الناس أسئلة عن معنى الحياة ومعنى السعادة، ثم يتركونهم يبحثون عن إجابات، فمثلا في سؤال السعادة وكيف يرونها، فالحقيقة أن الإجابة على مثل هذا السؤال ستختلف تماما من شخص لآخر، السعادة ذاتية، وهناك مقولة تقول ''إن نفوس الناس كهوف''، ولا أحد يعرف ما في كهف الآخر، وما يخصني من أسئلة لا يعرفها الآخرون".
وواصل: لو سألت إنسان بسيط يعمل ''تباع'' على سيارة فسيقول لك إنه يتمنى امتلاك سيارة، الفلسفة الشخصية متعلقة بما تطرحه أنت من أسئلة عن نفسك، والحقيقة اخترت سن العشرينيات في كتابي لأنه السن الذي نسأل فيه أنفسنا كثيرا.
وتابع: “حاولت طرح أسئلة كثيرة من خلال بنت في العشرينيات، وطرحت موضوعات كثيرة عن الحب والشرق والغرب وأسئلة العشرينيات خصيصا لأنني أرى أنها هي المحرك”.
وأكمل: “الإنسان لن يجد راحة في سؤال من هم قريبين منه، على العكس تماما، سيجد راحة في السؤال للغريب، والغريب شخص عابر يصح أن تحكي له حكايتك، بخلاف القريبين منك، انت تخاف لكشف سرك، وصعب أن تغضب من شخص غريب، لو أنك ركبت مع سائق تاكسي فلن تغضب مثلا لأن هناك مساحات مختفية منها، العشم والمحبة، والعتب، والكثير، هناك حالة جذابة للحديث مع الغرباء”.
وتابع: أنا أخاف الآن أن أجيب على سؤال فيتسبب في مصير إنسان، وبالتالي هنك قلق من الإجابة، وما ينفع مع شخص قد لا ينفع مع آخر، وأتعجب من مشاهير يجيبون عن أسئلة كثيرة تتعلق بالعلاقات الإنسانية والعاطفية، وقد لا تكون الأنسب لهذه العلاقة، هناك مسئولية في الإجابة كبيرة جدا.
وواصل: تحدثت في كتابي من واقع الفكر الاقتصادي، الآن التكنولوجيا تتحكم في الكون، والحياة اختلفت، وكل ما نقوم به الآن لم يكن مستخدما منذ عشرين عاما، ووراء التكنولوجيا هناك دافع اقتصادي وقوة اقتصادية تدفع للأمام.
وتابع: اخترت شكل الحياة الاقتصادي لأنه هذا الشكل هو المتحكم في الأمور الآن، منذ إنسان الكهف واحتياجه لدرء المخاطر بالعشيرة، واحتياجه لقبيلة تقوم على الصيد وكيف بدا التصارع بين الجميع، ثم اكتشافه للزراعة، ثم فاض ما لديه من طعام وهنا أصبح رائجا مفهوم القيمة، وبعد الزراعة أصبحت هناك قيمة أكبر من احتياجه وتحول لثروة تحتاج الحماية، فابتكر الشرطة التي لا تزرع وإنما دورها حماية الثروة، وبعدها نشأت التجارة وتحول النشاط الزراعي لنشاط تجاري، وشكل الحياة تغير تماما حتى وصلنا لما نحن عليه الآن، وجاء الذكاء الاصطناعي وغيرها.
وتابع: القيمة تنشأ من ندرة الأشياء، والذهب غال لأنه نادر، والألماظ أغلى لأنه أكثر ندرة، والأرض نفسها كذلك، هي في نفس قيمة الذهب، والتخوف في الفترة المقبلة ونحن في عصر الذكاء الاصطناعي، هو أن يقرأ الذكاء الاصطناعي الأشعة ويشخص الأمراض، ويقوم بعمل وتحليل بيانات، والخوف أن الذكاء الاصطناعي يدخل الكود بنفسه فيصبح متحكما في الأمور.
0 تعليق