ندوة بمعرض الكتاب تناقش رواية "حي بن يقظان" وتأثيرها في الفلسفة والأدب

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

شهدت قاعة العرض ضمن فعاليات معرض الكتاب ندوة لمناقشة رواية "حي بن يقظان" للفيلسوف الأندلسي ابن طفيل، من خلال قراءة نقدية للدكتور عادل يحيى عبد المنعم، الباحث التراثي بجامعة عين شمس.

حضر الندوة الروائية سلوى بكر، والدكتور عبد الباقي السيد القطان، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة عين شمس.

سلوى بكر أكدت أن الرواية التي قدمها الدكتور عادل يحيى تضيف رؤية جديدة مختلفة عن الطرح التقليدي لهذه القصة الفلسفية، مشيرة إلى أن مناقشة "حي بن يقظان" تتجاوز حدود النص إلى دراسة تأثيرها في الفكر الإنساني.


من جانبه، أوضح الدكتور عادل يحيى أنه استند إلى الدراسات السابقة حول "حي بن يقظان"، خاصة ما قدمه المفكر أحمد أمين في الخمسينيات، مؤكدًا أن روايته جاءت استكمالًا للجهود السابقة لإبراز مكانة ابن طفيل الفكرية والفلسفية. وأضاف أن الرواية تعد نافذة ثقافية وعلمية وجودية، وأن ابن طفيل لم ينل حقه مثل ابن رشد، رغم تأثيره العميق في الفكر الإسلامي والغربي.

وأشار يحيى إلى أن ابن طفيل كان عالمًا موسوعيًا، جمع بين الطب والفلك والفلسفة والنقد العلمي، وأنه كان مؤثرًا في الفكر الأندلسي، بل كان حلقة الوصل بين الفلسفة الإسلامية والفكر الأوروبي. كما لفت إلى دور ابن طفيل في تقديم ابن رشد إلى الأمير يوسف بن عبد المؤمن، ليكمل دراسته حول فلسفة أرسطو.

أما الدكتور عبد الباقي السيد القطان، فقد تناول السياق التاريخي الذي دفع ابن طفيل لكتابة "حي بن يقظان"، موضحًا أن المجتمع الأندلسي في القرن الرابع الهجري شهد تصاعد النزعات الفلسفية والصوفية، مما جعل ابن طفيل يسعى إلى إحداث توازن بين الدين والفلسفة.

كما أوضح أن فلسفته تأثرت بأفكار ابن سينا وابن باجة، لكنه أضاف إليها رؤيته الخاصة، مما جعل عمله علامة فارقة في الفكر الإسلامي.

وفي ختام الندوة، أكدت الروائية سلوى بكر أن "حي بن يقظان" تظل نصًا خالدًا يسمح بمستويات متعددة من التأويل والقراءة، مشيرة إلى أن أهميته تكمن في تداخله بين الفلسفة والأدب والتاريخ، مما يجعله مرجعًا أساسيًا في دراسة التراث الفكري الإسلامي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق