«التراخوما» يفتك بعيون الإثيوبيين

المصدر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت منظمة الصحة العالمية أن مرض التراخوما الذي يصيب العين ويسبب العمى، منتشر بقوة في إثيوبيا.

أحد المصابين بالمرض ويدعى شيشو شيفا يومض بشكل متواصل وينزعج من ضوء الشمس، فقرنية عينه اليسرى مصابة بالعتامة.

منذ 31 دقيقة

منذ 31 دقيقة

الألم كبير لدرجة أن هذا المزارع والخباز البالغ 35 عاماً «توقف بشكل تام عن العمل». يبقى الرجل النحيف ذو الشعر واللحية الرّماديين داخل منزله في أسانو، وهي قرية صغيرة تقع في الوسط، على بعد حوالى مئة كيلومتر من أديس أبابا.

ويقول شيفا، وهو أب لولدين، من منزله الخالي من الأثاث «علمت أخيراً أن سطح عيني (اليمنى) أصيب وأن العين اليسرى أصيبت بأضرار بالغة»، مضيفاً أن «الألم يؤثر على قدرتي على العمل وأداء مهامي اليومية».

ويتابع «أمزّق رموشي للتخفيف من الانزعاج» في كل نوبة وجع، مضيفاً «أخشى أن أصاب بالعمى في كل مرة أشعر بالألم».

ليست حالته نادرة في إثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها نحو 120 مليون نسمة. تضم هذه الدولة الفقيرة الواقعة في شرق أفريقيا أكثر من نصف 103 ملايين شخص في مختلف أنحاء العالم يعيشون في مناطق تنتشر فيها التراخوما، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتشير المنظمة إلى أن التراخوما «منتشرة بكثافة في عدد كبير من المناطق الأكثر فقراً أو الريفية» في العالم، و«تبقى أفريقيا القارة الأكثر تضرراً والقارة التي تُبذل فيها أقصى جهود مكافحة» هذا المرض.

التراخوما هي عدوى تصيب العين تسببها بكتيريا تسمى المتدثرة الحثرية وتنتقل عن طريق ملامسة عيون أو أنوف الأشخاص المصابين، وأيضاً عن طريق الذباب الذي يحتك بإفرازات العين أو الأنف لدى الأشخاص المصابين.

ويطول هذا المرض بشكل خاص النساء اللواتي يحتككن باستمرار بالأطفال الذين يُعدّون بمثابة خزّان للمرض.

ومع الوقت، يؤدي المرض إلى انقلاب الجفن إلى الداخل واحتكاك الرموش بمقلة العين، ما يتسبب بتلف القرنية. يعاني المرضى من آلام حادة وقد يفقدون بصرهم، عادة بين سن 30 و40 عاماً.

ورغم الألم المستمر منذ طفولته، تردد شيشو شيفا لمدة طويلة قبل إجراء عملية جراحية. فوالدته المُصابة أيضاً، لم يتحسّن وضعها بعدما خضعت للعملية، على قوله.

وقد اقتنع بفضل جيزاتشو أبيبي، وهو طبيب عيون وعضو في منظمة «كريستشن بلايند ميشن» الألمانية غير الحكومية والتي تعمل على تعزيز التوعية لدى السكان الأكثر ضعفاً.

يؤكد الرجل البالغ 60 عاماً والذي جمع عشرات الأشخاص في قرية صغيرة بالقرب من أسانو «نتحدث إليهم عن أهمية النظافة الشخصية (...) إنها نقطة مهمة جداً للوقاية من التراخوما».

ويقول أمام المجتمعين «عليكم غسل وجوهكم بماء نظيف»، وهو ما يمثل تحدّياً لهذا المجتمع الريفي الذي يتعيّن عليه المشي ثلاث ساعات للوصول إلى النهر، حيث يتم تقاسم المياه مع المواشي، ما يشكل أرضاً خصبة للبكتيريا.

ويتابع أبيبي «لهذا السبب نقوم والحكومة، بحفر الآبار للحصول على مياه الشرب».

وتدعو المنظمة غير الحكومية عبر مكبرات الصوت إلى فحص السكان في بوتاجيرا، أكبر مدينة في المنطقة وتضم مستشفى متخصصاً.

في الحالات الأقل تقدّماً، يكون العلاج بالمضادات الحيوية أو المراهم كافياً للقضاء على المرض. لكن بالنسبة إلى الحالات الأكثر خطورة، مثل حالة شيشو شيف، فإن العملية ضرورية.

تُجرى هذه العملية في مركز صحي صغير من دون كهرباء. بعد تخدير موضعي، تجري سيستر تاديليش، وهي طبيبة العيون، شقّاً في الجفن العلوي. وتقول «من الصعب جداً قطعه». وتستغرق العملية نحو ثلاثين دقيقة.

يقول شيشو شيفا بهدوء قبل عودته إلى المنزل «أشعر بتحسن».

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن التراخوما، وبحلول نهاية عام 2024، أُزيلت من قائمة مشاكل الصحة العامة في 21 دولة بينها توغو وغانا. أما في إثيوبيا، «فيمكن الحدّ منه» لكن «سيكون من الصعب جداً القضاء عليه (...) طالما أن مستوى معيشة السكان لم يتحسّن»، بحسب أبيبي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق