أنهت المؤشرات الرئيسية للأسواق المالية تداولات شهر يناير على تباين واضح، وسط تحركات قوية للأسهم، خاصة الخبرية منها، في وقت شهد فيه السوق حركة شرائية ملحوظة.

وقد تمكَّن المؤشر الرئيسي من تحقيق قاع هام عند مستوى 2835 نقطة قبل أن يرتد مسجلاً أعلى نقطة له خلال الشهر عند 30127 نقطة، ليختبر مستوى المقاومة عند 3050 نقطة، ولكنه أنهى الشهر بالقرب من 30010 نقطة. من جهة أخرى، حافظ مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة على اتجاهه العرضي وسط نشاط ملحوظ في بعض القطاعات.

وفي هذا السياق، تناولت ماجي سليم، خبير أسواق المال، التحليل الشامل لأداء السوق خلال الشهر الماضي وتوقعاتها للأشهر المقبلة، مشيرة إلى إمكانية حدوث بعض التهدئة في السوق مع قرب موعد المراجعة الدورية للمؤشرات الرئيسية.

قالت ماجي سليم، خبير أسواق المال، إن المؤشرات الرئيسية أنهت تداولات شهر يناير بتباين ملحوظ، حيث ظهرت قوة شرائية على معظم الأسهم، وخاصة الأسهم الخبرية، فقد تمكن المؤشر الرئيسي من تحقيق قاع هام خلال الشهر عند مستوى 2835 نقطة، ليرتد منها إلى 30127 نقطة، والتي تمثل أعلى نقطة خلال الشهر، كما اختبر المؤشر مستوى المقاومة عند 3050 نقطة، ثم عاد ليغلق أدنى منها عند مستوى 30010 نقطة، وسط استمرار القوة الشرائية التي سجلت أعلى مستوى لها خلال الجلسة ما قبل الأخيرة، حيث بلغت أحجام التداول 5 مليار جنيه.

أما مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة، فقد استمر في الاتجاه العرضي، منهياً تداولات الشهر عند 8551.99 نقطة، مع أحجام تداول مرتفعة بدعم من نشاط واضح في قطاع العقارات، يليه قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، ثم أسهم قطاع الأسمدة والأغذية.

وتتوقع سليم في تصريحات خاصة لـ’أهل مصر’، أن تشهد الأسهم بعض التهدئة خاصة مع الإعلان عن المراجعة الدورية للمؤشرات الرئيسية التي سيتم العمل بها بدءًا من الأحد المقبل، وتستهدف هذه المراجعة تحريكاً نشطاً من صناديق الاستثمار والمؤسسات لإعادة بناء مراكزها الشرائية بناءً على التعديلات الجديدة.

كما تتوقع أن يوفر قرار الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة حالة من الهدوء في أسواق المال، التي غالباً ما تتأثر سلباً إذا تم اتباع سياسات تشددية في السياسة النقدية.

المؤشرات الرئيسية للأسواق المالية

فيما يخص التوقعات المستقبلية، تشير سليم إلى أن المؤشر الرئيسي سيواصل الأداء العرضي المائل للصعود خلال الشهر المقبل، مع وجود مقاومة عند 30300 نقطة، وبالثبات فوقها من المتوقع أن يعاود اختبار مستوى 30500 نقطة، أما بالنسبة للدعم، فهو يتواجد عند 29800 نقطة، مع متابعة مستمرة للقاع الهام عند 2835 نقطة.

وفيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة، تشير التوقعات إلى وجود مقاومة عند 8550 ثم 8800 نقطة خلال الشهر المقبل، مع دعم عند 8300 نقطة.

وبناءً على هذه التوقعات، تنصح سليم بإعادة بناء المراكز الشرائية، خاصة في الأسهم القيادية، مع التخفيف من المضاربات في الأسهم الصغيرة التي شهدت طفرات سعرية قوية في الفترة الأخيرة، حيث من المتوقع أن يشهد السوق دوراناً في السيولة لصالح الأسهم الكبرى.

وخلال شهر يناير 2025، شهدت أسواق المال المصرية حالة من التباين في أداء المؤشرات الرئيسية، حيث تمكَّن المؤشر الرئيسي من الارتداد بعد الوصول إلى قاع هام، بينما حافظ مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة على استقراره في الاتجاه العرضي، وكان للشراء المكثف على الأسهم الخبرية تأثير واضح في تعزيز الاتجاه الصعودي للمؤشر الرئيسي، رغم التذبذب الذي شهده السوق في بعض الفترات.

كما شهد السوق اهتمامًا خاصًا من قبل المستثمرين في القطاعات العقارية والخدمات المالية غير المصرفية، بالإضافة إلى أن أسهم قطاع الأسمدة والأغذية حققت نشاطًا ملحوظًا، وفي هذا السياق، كان هناك تأثير إيجابي من قرار الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة، ما ساهم في تهدئة الأسواق المالية التي تتأثر سلبًا بالسياسات النقدية المشددة.

وفي ظل هذه التحركات، تستعد الأسواق للمراجعة الدورية للمؤشرات الرئيسية، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى تحركات نشطة من قبل المؤسسات وصناديق الاستثمار لإعادة بناء مراكزها الشرائية. تحركات السوق وتوقعات الأداء في الفترة المقبلة ستكون محورية في تحديد اتجاهات السوق وتوجهات السيولة.