السبت 01/فبراير/2025 - 10:03 م 2/1/2025 10:03:29 PM
إذا كان وهم القوة قد استولى على قادة الكيان الصهيوني، نتيجة انتصارات زائفة يعتقدون أنهم حققوها في الفترة الماضية، أو من خلال التوسع في قتل الأبرياء العزل، أو حتى نتيجة الدعم اللامحدود الذي يتلقونه من الولايات المتحدة والغرب، فعليهم إعادة النظر في ذاكرتهم والعودة إلى الوراء قليلًا، عليهم أن يراجعوا تاريخهم الذي اعترف به كبار قادتهم السابقين، ممن أدركوا حقيقة بطولات الجيش المصري، التي كبّدتهم خسائر فادحة لم يكونوا يتوقعونها، وأفاقتهم من نشوة انتصار يونيو " الوهمي – المؤقت "، الذي حققوه في غفلة من الزمن، لكنه لم يدم طويلًا، إذ سرعان ما بدأت العمليات المصرية تتوغل في عمق الأراضي المحتلة، وتضرب بقوة داخل صفوف جيشهم الذي لطالما ادعوا أنه "لا يُقهر".
على الأجيال الجديدة في الكيان الصهيوني أن تعود إلى تسجيلات قادتهم العسكريين خلال حرب أكتوبر 1973 وخلال حرب الالف يوم المعروفة بحرب الاستنزاف، ليستمعوا إلى صرخاتهم عبر أجهزة اللاسلكي وهم يطلبون النجدة، فلا يأتيهم أي رد.
عليهم أن يدركوا أن دولتهم، التي قامت على اغتصاب أرض فلسطين، حاولت الاعتداء على أرض مصر، لكن الرد المصري كان سريعًا وحاسمًا. لم يخف المصريون، ولم يستسلموا، بل اعتبروا الوجود الصهيوني على أرضهم فرصة للانتقام وعبرة لمن لا يعتبر.
علموا أبناءكم تاريخ حروبهم مع المصريين، وعن جثث جنودهم التي كانت تتناثر على أرض سيناء بعد كل محاولة فاشلة لاختراق الدفاعات المصرية، أخبروهم كيف كان أقل ما يقدمه المصريون هو أرواحهم، وأغلى ما يحافظون عليه هو حبة الرمل الطاهرة من ترابهم المقدس.
على كبار قادتهم، وشيوخهم، وأراملهم أن يرووا لأبنائهم كيف قُتل آباؤهم وهم يحاولون اغتصاب أرض ليست أرضهم، وكيف فشلوا في الاحتفاظ بها رغم الدعم الغربي والأمريكي، ورغم امتلاكهم لأحدث الأسلحة في ذلك الوقت، بل وكيف انهارت أسطورتهم الكبرى التى سموها خط بارليف، ذلك الحصن الذي أوهمهم بالقوة المطلقة، لكنه سقط أمام عبقرية الهندسة العسكرية المصرية، وتحطم خلال ساعات قليلة، كأنه بيت من العنكبوت أمام خراطيم المياه التي مزقته.
على الأجيال الصهيونية أن تسأل من تبقى حيًا من أجدادهم الذين حاولوا البقاء على أرض سيناء: لماذا كان الجيش المصري يكافئ من يأتي بأسير صهيوني حيًا؟ لن يصارحوهم بالحقيقة كاملة، لكن الواقع كان مريرًا، فقد أدرك العدو أن الجندي المصري لا يرحم من يتجرأ على ترابه الوطني، وكان الجنود المصريون يقتصون لمن سالت دماؤهم، فيقتلعون عيون من يقع في ايديهم ويقطعون آذانهم وأنوفهم، في رسالة واضحة أن أرض مصر ليست مباحة لأي محتل.
إن كان الجيل الصهيوني الجديد قد غُرر به ليصدق أنه يعيش في دولة آمنة وقوية، فعليه أن يفتح عينيه على الحقيقة فالتاريخ لا يرحم، وسجلات الحروب تشهد أن مصر لم ولن تكون ساحة مستباحة لأي معتدٍ. من يتجاهل الدروس السابقة، سيعيد التاريخ نفسه، ولكن بثمن أفدح مما يتخيلون.
0 تعليق