نظم قاعة "فكر وإبداع" ببلازا 1، ضمن
معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ ضمن محور "كاتب وكتاب"، ندوة لمناقشة كتاب "نظرات في الفن والجمال... مقدمات ضرورية" للمؤلف الدكتور سعيد توفيق، أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال بكلية الآداب جامعة القاهرة، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن إصدارات سلسلة "آفاق الفن التشكيلي".
شارك في مناقشة الكتاب كل من:الدكتور حسن حماد، عميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق، والدكتور حسن طلب، وأدار الندوة الكاتب والشاعر عيد عبد الحليم.
في بداية الندوة، رحب عيد عبد الحليم بالضيوف:"طرح الكاتب سعيد توفيق إشكاليات عديدة في كتابه، وهو غني عن التعريف، فهو أستاذ فلسفة يهتم بعلاقة الإنسان بواقعه الراهن. لم يعد الفيلسوف في رؤيته بعيدًا عن الناس، بل يسعى بينهم ويسهم في تغيير أنماط التفكير، وله العديد من المؤلفات التي تجمع بين الفلسفة والفن والجمال".
ومن جهته؛ أعرب الدكتور سعيد توفيق عن سعادته بالتواجد في فعاليات معرض القاهرة للكتاب، مقدمًا الشكر للحضور على مشاركتهم في هذه الندوة.
وأوضح أن فكرة الكتاب بدأت عندما طلبت منه مسؤولة سلسلة "آفاق الفن التشكيلي" بهيئة قصور الثقافة كتابة كتاب حول رؤيته في الفن التشكيلي، ليتمكن من تقديم رؤية فلسفية لجماليات الفنون التشكيلية.
وتابع "تعريف الفن ليس بالأمر السهل، فقد تناول الفلاسفة هذا السؤال كثيرًا. بالنسبة لي، الفن هو القدرة على تمثيل المعنى الكلي في تفاصيل جزئية شديدة الخصوصية، وتتمثل فلسفة الفن في تصوير الكلي، بحيث يجسد رؤية شاملة للأحداث والأماكن".
وعبّر الدكتور حسن حماد، عن سعادته بمناقشة هذا الكتاب القيمة، وقال: "الكتاب يتناول أفكارًا عميقة حول الفن والجمال. سعيد توفيق توقف عند أسئلة معقدة مثل 'ما هو الفن؟' و'ما هو الجمال؟'، وهي أسئلة تسعى الفلسفة للإجابة عليها. الكتاب يسلط الضوء على الجماليات وأصول الفن، مشيرًا إلى أن الفن بدأ مع السحر والأسطورة، فقد كان السحر هو الوسيلة التي استخدمها الإنسان للسيطرة على الواقع."
ولفت إلى أن "توفيق" يرفض ربط الفن بوظيفة اجتماعية أو سياسية، حيث يعتقد أن الفن عندما يخضع لتلك الوظائف يفقد تميزه.
وأضاف أن "توفيق" يرى في الفن دورًا في تحرير الإنسان من مشاعره وأحاسيسه، كما أكد أن الفن يدافع عن كرامة الإنسان بغض النظر عن وضعه الاجتماعي.
وفيما يتعلق بالفن المقدس، أشار حماد إلى أن توفيق تحدث عن الصراع بين الفن والدين، الذي نشأ نتيجة لعلمنة الفن، مؤكدًا أن الفن يعبر عن شيء خاص جدًا ولا يمكن أن يخضع للمعايير الدينية أو السياسية.
أما الدكتور حسن طلب، فقد أشار إلى أن الكتاب يعكس إبداعًا وجدية في علم الجمال، معتبرًا أن الدكتور سعيد توفيق قدم إضافة قيمة في هذا المجال. وأضاف: "سعيد توفيق قدم رؤيته في مجال الفلسفة والفن بجرأة ونزاهة، وأثبت من خلال هذا الكتاب أنه لا يقتصر على المحاكاة أو الترجمات، بل يضع بصمته الخاصة."
وأكد طلب أن توفيق يخوض في مجال الفلسفة ببراعة، وهو ما يتجلى في كتابه "نظرات في الفن والجمال" وفي مؤلفاته الأخرى، مما يبرهن على عمق إسهاماته الفكرية في تخصصه.
0 تعليق