قوات سوريا الديمقراطية.. تعرف على تشكيلها ودورها وتحدياتها في الساحة السورية

جريدة الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 


في ظل التحولات العسكرية الكبيرة في شمال غرب سوريا، ومع تقدم "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة أخرى، تبرز قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كأحد الفاعلين الرئيسيين على الأرض.

فقد أعلنت قسد عن استمرارها في حماية المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، مثل حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب، إضافة إلى تأكيد سيطرتها على منطقة تل رفعت في الشمال.

نشأة وتأسيس قسد

تأسست قوات سوريا الديمقراطية في أكتوبر 2015 كتحالف عسكري يضم فصائل كردية وعربية وسريانية، في شمال شرق سوريا، جاء هذا التحالف في وقت كان فيه الصراع السوري في ذروته، حيث كانت قسد تهدف إلى تشكيل قوة عسكرية موحدة تجمع كافة المكونات السورية من عرب وكرد وسريان.

وقد جاء بيانها الأول ليحدد هدفها في "إقامة سوريا ديمقراطية تعمها العدالة والحرية والكرامة".

دور قسد في مكافحة داعش

تحظى قسد بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد لعبت دورًا حاسمًا في محاربة تنظيم داعش في مناطق شرق سوريا.

فمنذ تأسيسها، تلقت قسد شحنات أسلحة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما ساعدها على تحقيق تقدم كبير في مواجهة التنظيم الإرهابي، بما في ذلك تحرير مدن وبلدات استراتيجية في دير الزور والرقة والحسكة.

مكونات قسد وانتشارها

تتألف قسد من مجموعة متنوعة من الفصائل العسكرية، أبرزها وحدات حماية الشعب الكردية، التي ترتبط بحزب العمال الكردستاني، إضافة إلى وحدات حماية المرأة، والجماعات العربية والسريانية الأخرى.

كما تضم قواتها العديد من الفصائل الصغيرة مثل جيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات، التي تأسست بعد انطلاق الأزمة السورية.

وقد ساهم الدعم العسكري الأمريكي في تعزيز سيطرة قسد على مناطق شاسعة في شمال وشرق سوريا، وبحسب تقديرات مركز "جسور للدراسات"، سيطرت قسد على نحو 25.6% من الأراضي السورية بحلول نهاية 2019، مدعومة بوجود قواعد عسكرية تابعة للتحالف الدولي في مناطق دير الزور والحسكة.

العلاقة مع تركيا والتحديات الإقليمية

على الرغم من الدعم الأميركي، تواجه قسد معارضة شديدة من تركيا، التي تعتبر أن وحدات حماية الشعب الكردية تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

وتنظر أنقرة إلى هذه الوحدات على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي يعده "منظمة إرهابية"، لهذا السبب، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد قسد في مناطق مختلفة داخل سوريا، مما أسفر عن مقتل العديد من عناصر قسد.

الوضع الحالي في حلب والشهباء

في الوقت الذي تواصل فيه قسد تعزيز سيطرتها على مناطق جديدة، خاصة في الشمال السوري، شهدت الأيام الماضية تجدد الاشتباكات بين قسد والفصائل الموالية لتركيا في منطقة تل رفعت.

وتواجه قسد تحديات كبيرة مع تصاعد العمليات العسكرية لفصائل مسلحة أخرى، مثل "هيئة تحرير الشام"، التي تمكنت مؤخرًا من السيطرة على أجزاء من مدينة حلب.

وعلى الرغم من هذه التحديات العسكرية، أكدت قسد عزمها على حماية المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، مثل مخيمات الشهباء في ريف حلب الشمالي، التي تضم أغلب السكان الأكراد.

كما أكدت على مواصلتها للعمل مع المجتمع الدولي لتأمين الأوضاع الإنسانية وحماية المناطق التي تعيش فيها أغلبية كردية من خطر الهجمات العسكرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق