حرب ترامب التجارية بدأت فهل سيكون المواطن الأمريكي كبشها؟
وقع الرئيس ترامب السبت أمرا تنفيذيا يفرض رسوما جمركية بنسبة 25٪ على الواردات من كندا والمكسيك، مع ضريبة إضافية بنسبة 10٪ على السلع من الصين و الأخيرة مرشحة للزيادة! و هكذا يستمر الرئيس ترامب في تنفيذ كل ما قاله قبل تنصيبه من أنه على استعداده لاستخدام السياسة التجارية حتى ضد أكبر الحلفاء الاقتصاديين للولايات المتحدة.
و يدخل فرض التعريفات الجمركية حيز التنفيذ في تمام الساعة 12:01 صباحا. الثلاثاء. بفرض رسوما جمركية بنسبة 25٪ على السلع من كندا، باستثناء "موارد الطاقة" مثل النفط والغاز، و التي بلغت رسومها 10٪ نظرا لان كندا تصدر محروقات لجهات الولايات الأمريكية بالشرق، فيما تشتري كندا محروقات من أمريكا لاسيما من آلاسكا لتغذية مناطق غرب كندا.
اللافت ان الأمر الرئاسي الذي اصدره الرئيس ترامب فيه بندا
، يهدد الدول الثلاث من مغبة اتخاذ اجراءات انتقامية من الولايات المتحدة" ب ""بفرض رسوم مماثلة"، و جاء في هذا البند ان الرئيس الأمريكي "يجوز له زيادة أو توسيع نطاق الواجبات المفروضة بموجب هذا الأمر لضمان فعالية هذا الإجراء".
و
وفقا للبيت الأبيض، تهدف هذه القرارات إلى الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة؛ و تحفيز عودة التصنيع المحلي؛ وزيادة الإيرادات الفيدرالية.
و يبدو ان ردود الفعل الخارجية لم تأبه بقرارات و تهديدات ترامب فقد سارع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو و خرج في مؤتمر صحفي ليلة السبت معلنا أن كندا ستنتقم من خلال فرض تعريفة جمركية بنسبة 25٪ "مقابل 155 مليار دولار من السلع الأمريكية"، مع بدء سريان المجموعة الأولى من التعريفات الجمركية يوم الثلاثاء.
وقال ترودو إن ذلك سيشمل تعريفات فورية على سلع بقيمة 30 مليار دولار اعتبارا من يوم الثلاثاء، يليها المزيد من التعريفات الجمركية على المنتجات الأمريكية بقيمة 125 مليار دولار في غضون 21 يوما للسماح للشركات الكندية و المستوردين الكنديين بالبحث عن بدائل".
اما في المكسيك فقد سارعت رئيسة المكسيك وفي بيان نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت الرئيسة كلوديا شينباوم إنها أوعزت إلى وزير الاقتصاد بوضع رد يتضمن كل من رسوما جمركية علي الواردات الأمريكية اضافة لاتخاذ المزيد من التدابير "للدفاع عن مصالح المكسيك".
اما امريكياً فقد انتقدت الغرفة التجارة الأمريكية ، و هي عمليا أكبر منظمة تجارية في العالم، انتقدت قرار السيد ترامب، وكتبت في بيان تم نشره امس أن "فرض التعريفات الجمركية بموجب IEEPA امر غير مسبوق، ولن يحل المشاكل، ولن يؤدي إلا إلى رفع الأسعار و المتضرر هو الأسر الأمريكية و قطاع الاستيراد ".
و صرح چون ميرفي مائل رئيس الغرفة أن الغرفة "ستتشاور مع أعضائنا، بما في ذلك شركات الرئيسية في جميع أنحاء البلاد المتأثرة بهذه الخطوة، لتحديد الخطوات التالية لمنع الضرر الاقتصادي علي الأمريكيين ".
و سارعت تكتلات تجارية أمريكية متعاملة مع كندا و المكسيك بإصدار بيان قالوا فيه "قلقون للغاية من أن الرسوم الأمريكية على الواردات من كندا والمكسيك ستضر بشكل كبير بجميع البلدان الثلاثة وتؤدي إلى دورة من الرسوم الانتقامية التي ستؤثر سلبا على صناعتنا المشتركة".
الأمر ذاته اندرج علي القطاع الزراعي
و عبر مزارعون أمريكيون عن قلقهم و قلقهم من القرار و سارع رئيس مجلس إدارة المزارعين من أجل التجارة الحرة، وهي مجموعة زراعية تدعو إلى المزيد من التجارة المفتوحة، بإصدار بيان جاء فيه إن كندا والمكسيك والصين "أسواق لا غنى عنها لكسب عيش الاقتصاد الأمريكي"، و ان "فرض رسوم جمركية على أكبر ثلاثة أسواق تصدير للمزارعين ومربي الماشية الأمريكيين، وخاصة علي مدي طويل ، سيكون له عواقب وخيمة".
اماً بالكونجرس فقد تفاوتت الاراء كالعادة بين الحزبين
فبينما اشاد رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون بالأمر، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن السيد ترامب "يحمل المكسيك وكندا والصين المسؤولية عن دورها في تدفق الأجانب غير الشرعيين والمخدرات غير المشروعة عبر حدودنا. هذه البلدان الآن على علم بالعمل بسرعة لوقف الجنون. لقد تأخر هذا كثيرا."
فقد انتقد زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر هذه الخطوة في سلسلة من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وجاء في إحداها: "أنت قلق بشأن أسعار البقالة. دون يرفع الأسعار بتعريفاته الجمركية."يحذر الخبراء من أن تأثير التعريفات الجمركية يمكن أن يؤثر على اقتصادات كندا والمكسيك والصين - أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للبلاد - وكذلك الولايات المتحدة نفسها. يمكن أن ينكمش الاقتصاد الكندي بنسبة 3.6٪، في حين يمكن أن تتعرض المكسيك لضربة بنسبة 2٪، وفقا لأستاذ الاقتصاد بجامعة كورنيل ويندونج تشانج.
علي أية حال فمن المتوقع ان تتسبب قرارات ترامب في رفع درجة التضخم في الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى نقطة مئوية واحدة، مما يدفعه إلى 4٪ على أساس سنوي، أو ضعف هدف الاحتياطي الفيدرالي بمعدل سنوي بنسبة 2٪، و هذا كلام كابيتال إيكونوميكس في مذكرة بحثية نشرت قبل يومين في 28 يناير.
وقال كبير الاقتصاديين في EY جريجوري داكو في تقرير آخر "لقد أكدنا على أن الزيادات الحادة في الرسوم الجمركية ضد الشركاء التجاريين الأمريكيين يمكن أن تخلق صدمة ركود تضخمية - وهي ضربة اقتصادية سلبية مقترنة بدافع تضخمي - ناهيك عن تسببها أيضا في تقلبات متوقعة بالسوق المالية".
وأضاف : "ستمثل هذه التعريفات الجمركية ضد المكسيك وكندا والصين الموجة الأولى الرئيسية من الرسوم التجارية في ولاية ترامب الجديدة، مع تموج الآثار إلى ما هو أبعد من تلك الاقتصادات، حيث تستعد الدول الأخرى للاستهداف المحتمل والشركات الأمريكية للتنقل في اضطرابات سلسلة التوريد ومخاطر الانتقام". كان المستهلكون الأمريكيون يستعدون لتأثير تعريفات السيد ترامب، وأخبروا استطلاعات الرأي أنهم يتوقعون رؤية أسعار أعلى إذا تابع الرئيس خططه لسنها. يقو
0 تعليق