قال المفكر السياسي الدكتور حسام بدراوي، إن استمرار مشكلات التعليم في مصر، رغم وضع الدولة استراتيجيات متتالية على مدار ربع قرن، واختتامها برؤية 2030 فيما يخص التعليم، يعود إلى تغير السياسات بتغير الوزراء المتعاقبين على وزارة التربية والتعليم، وهو ما يفاقم المشكلة.

وأضاف “بدراوي”، خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أنه من المفترض أن يكون التعليم سياسة دولة، وليس سياسة حكومة أو وزير، فأي دولة لا تضع الاستثمار في التعليم كأولوية أولى، فإنها تعرض مستقبلها للخطر، مؤكدًا أن الأولوية ليست مجرد شعارات، بل يجب أن تنعكس على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن مصر تضم 29 مليون تلميذ، يمثلون 29 مليون أسرة، وكل هذه الأسر تنفق على أبنائها بدافع الاهتمام بالتعليم.

سبب مشكلة التعليم

وأشار إلى زيارته مدارس في القرى والمناطق الفقيرة، حيث وجد نماذج مشرفة من الأطفال الموهوبين والمجتهدين، مما يجعله يؤمن بأن هذه الفئة قادرة على تغيير وجه المستقبل، موضحًا أن مشكلة التعليم في مصر تتلخص في شقين رئيسيين: التمويل وسياسة الدولة، قائلًا إنه على عكس ما يظنه البعض، الموارد موجودة، لكن الفيصل هو كيفية إنفاقها وأولويات توزيعها، فهل الأموال التي يدفعها الناس للدروس الخصوصية لا تعتبر موارد؟ هذه الدروس تستهلك ما يقارب 60-70 مليار جنيه سنويًا.

وتساءل: هل المخصصات التعليمية في المحافظات تنفق بالكامل على التعليم، أم أن جزءًا منها يعود في نهاية السنة المالية؟ الحقيقة أن بعض هذه الأموال لا يتم إنفاقها وتعود إلى الخزانة العامة.