كل يوم يثبت أن الاصطفاف خلف الوطن قيادة وجيشاً وشعباً هو ضرورة بل فريضة على كل مواطن مصرى وطنى محب لبلده من أجل الحفاظ على بلدنا قوياً شامخاً موحداً مستقراً.
فبعد فترة هدوء استمرت 4 سنوات وبدا الأمر كما لو أن الحرب فى سوريا قد انتهت فعليًا بعد استعادة حكومة الأسد السيطرة على المدن بمساعدة روسيا وإيران وقوات مدعومة منها وبعد أن قُتل أكثر من نصف مليون شخص وأُجبر 12 مليونًا على الفرار من منازلهم، نحو خمسة ملايين منهم لاجئون أو طالبو لجوء فى الخارج، اشتعلت الفتنة مرة أخرى فى سوريا فى توقيت مشبوه وبدعم قوى خارجية لجماعات الظلام والإرهاب والمرتزقة داخل الأراضى السورية.
وبدأت هذه الجماعات فى تنفيذ هجوم قوى وشامل على كافة المحاور فى الشمال الغربى من سوريا، ووفقاً لاعترافات بعض قادتهم، فإن تقدم هذه الفصائل المسلحة هو الأول منذ 2020، حيث قال أحدهم فى تصريح تليفزيونى إن المعركة كان مُحضَّراً لها من قبل هيئة تحرير الشام بدعم من جهة خارجية منذ عدة أشهر وهذه الجهة قد تكون الولايات المتحدة الأمريكية أوغيرها، وتلك الدولة هى التى أعطت الضوء الأخضر لبدء الهجوم.
ويتزامن هذا التحرك مع توقف الحرب فى لبنان وهو ما يؤكد وجود رابط قوى وتدخل اسرائيلى واضح، حيث تشير التقارير إلى أنه قبل هذه المعركة كان هناك ضباط من أوروبا الشرقية يدربون هيئة تحرير الشام على استخدام المسيّرات فى المنطقة.
ويبدو أن إسرائيل تدير حرب بالوكالة، حيث سعت لاجتياح القنيطرة وريف درعا الغربى وريف دمشق الجنوبى الغربى، لكنها أجلت القرار إلى ما بعد وقف الحرب فى لبنان
ولا تخفى الولايات المتحدة دعمها الصريح للأكراد فى الشمال الشرقى السورى، كما تدعم تركيا ميليشيات الجيش الوطنى السورى.
والسؤال الذى يطرح نفسه إذا كانت تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل لهم أهدافهم فى سوريا وينفذون عبر أدوات تابعة لهم، فهل تخلت روسيا وايران عن دعم القوات الحكومية والرئيس بشار الأسد بعد أن ظلتا تدعماه طوال السنوات الماضية.
الواقع على الأرض يقول إن شيئاً ما استجد، لأن التقدم السريع لفصائل المسلحة والانهيار المفاجئ والانسحاب السريع للقوات الحكومية من مواقعها فى حمص وأدلب وحماة وحلب، لا يمكن تبريره، والخشية الآن أن تكون قوى الشر قد اجتمعت على تقسيم سوريا وتفتيتها.
فما يحدث الآن من تطور سريع وسيطرة لهذه الفصائل على مواقع مهمة بكل سهولة، لم يحدث منذ اندلاع الأزمة عام 2011
ولا يمكن أن نفصل ما يحدث فى سوريا عن الوضع فى غزة والداخل الامريكى واستعداد البيت الابيض لاستقبال حاكم جديد ورؤيته نحو الوضع فى الشرق الاوسط.
الخلاصة أننا أمام سيناريوهات مفتوحة، ومن هنا نقول إن القيادة السياسية دائماً كانت لها رؤيتها الصائبة نحو العمل من أجل الحفاظ على أمن مصر القومى وحماية حدودها وقوة جيشها وصقوره التى تحمى وتصون الأرض، حفظ الله مصر من كل سوء ومكروه.
0 تعليق