فيديو .. أحمد عبد الباسط من ذوي الهمم يحدث ثورة في عالم العلاج الطبيعي بالإسكندرية

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

 

بدأت الاكتشافات والاختراعات عبر الأزمنة بفكرة بسيطة أضاءت فتحولت إلى واقع من الإبداع، بمجرد الإيمان بها وتصديقها والسعي لتحقيقها، فلايحتاج الإبداع إلى حسابات أو قدرات عالية وظروف مهيأة على أكمل وجه أو انتظار الوقت المناسب، تطرق الأفكار باب العقل عندما يطلق العنان لخياله، ويُنظر للظروف والبيئة بنظرة مختلفة، فالمبتكر له مقاييس وحسابات ومبادئ ومعتقدات ينفرد بها، فلا تحكمه قيود أو حدود، وبطل القصة هو أحمد عبد الباسط تحدى الصعوبات ولم توقفه إعاقته في تحقيق هدفه، بل كانت الشرارة لبداية نجاحه وتفوقه وإبداعه.

أحمد عبد الباسط، من ذوي الهمم، في العقد الثالث من عمره، طالب بكلية الهندسة في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والتحق بتخصصه من خلال منحة تفوق للدراسة الجامعية، بعد اتمامه الثانوية العامة وحصوله على مجموع 91%، وتفوق أحمد بتقدير الأول خلال سنوات الدراسة الثلاث بالأكاديمية، وفي السنة الدراسية الأولى قرر أن يبتكر جهازًا لمساعدة مرضى الإعاقات الحركية بمختلف الدرجات وتسهيل علاجهم أثناء تلقيهم الجلسات، باستخدام أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي وتنفيذ التمارين العلاجية للمرضى بدقة تصل إلى 100%، بالإضافة إلى أن أحمد شارك في العديد من المسابقات والبرامج وأخرهم "Gen-z"، وحصل على براءة اختراع والتي كانت نقطة تحول بالنسبة له.

الطبيب يرفض استقبال حالة لصعوبة علاجها

ويقول عبد الباسط في لقائه مع جريدة الوفد، أنه يوجد حوالي 30 مليون شخص تم تشخيصهم بمرض الإعاقة الحركية في مصر، وأن الإمكانيات المتوفرة للعلاج محدودة حيث تطبق حوالي 5 تمارين فقط ولاتزيد كفائتها عن 80%، وتحتاج بعض الحالات إلى وجود 4 أطباء لتطبيق التمارين في الجلسة الواحدة، وفي إحدى الجلسات فوجئ برفض الطبيب استقبال حالة وعلاجها، ومما أثار فضوله وحيرته، وعند استعلامه عن السبب، أجاب الطبيب بأن الحالة صعب علاجها وتحتاج دقة عالية في أداء التمارين، بالإضافة إلى محدودية قدرة الأجهزة والتقنيات الموجودة، وأن محاولة علاج تلك الحالة قد يؤدي إلى زيادة تدهورها وصعوبة علاجها.

إطلاق أول جهاز محاكاة

وأضاف عبد الباسط، أن ذلك الحوار البسيط مع الطبيب المعالج ألهمه بفكرته، وبدأ فيها منذ عامين، واستغرقت مدة جمع معلوماته حول فكرة اختراعه حوالي 6 أشهر، عن آليات عمل التمارين بالشكل الصحيح والوقت المطلوب لإتمامه ومدى دقته، والمشاكل التي يعانيها أطباء العلاج الطبيعي خلال الجلسات، وكيفية تطوير طرق العلاج وزيادة عدد التمارين بدقة تصل إلى 100%، متابعًا أنه تعمق في دراسة علم تشريح العضلات والمفاصل، وأنه كان يتردد لزيادة أطباء العلاج الطبيعي بشكل أسبوعي لمناقشة ما توصل إليه ولتدوين الملاحظات التي يحتاجها الجهاز لدقة عمل التمارين، وبعد عام ونصف من البدأ في وضع أساسيات الجهاز ونظام التحكم من خلال الحاسب الآلي، أطلق أول جهاز محاكاة.

المشاركة في برنامج "Gen-z"

وشارك أحمد في العديد من المسابقات أبرزها المبتكرين والنوابغ وبرنامج “Gen-z"، بعد حصوله على براءة الاختراع، حيث أنه كان تم قبوله من بين 3آلاف متقدم لعرض مشروعه، وتمت الموافقة عليه من قبل مجلس الوزراء والتعليم العالي، وحصل على دعم مادي بقيمة 1.5 جنيه، للمساعدة في تنفيذ مشروعه بشكل فعلي وبدأ تشغيله في مراكز وعيادات العلاج الطبيعي، من قبل الأطباء والمتخصصين.

آلية عمل الجهاز

وتابع عبد الباسط، وأن فكرة الجهاز عبارة عن غرفة يوضع داخلها المريض يوجد بها أربطة لتثبيت المريض ولسهولة تطبيق التمرين، تحتوي تلك الأربطة على حساسات لقياس مدى استجابة العضلة نبضات القلب، يتم التحكم بها عن طريق تطبيق على الحساب الآلي موصل بالغرفة، ويقوم الطبيب المعالج بإختيار البرنامج المناسب للحالة وإدخال عدد المرات المراد تطبيقها، ويعمل الجهاز بتقنيات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لتدخل العامل البشري، ويشترك مع الأجهزة الموجودة على مستوى العالم في 5 تمارين فقط، وأنه استطاع التوصل إلى زيادة عدد تلك التمارين إلى 25 تمرين منفردًا بها، بالإضافة إلى قدرة الجهاز على علاج 50 حالة مختلفة من مرضى الإعاقات الحركية، وتحمله الأوزان العالية والتي قد تتجاوز ال100 كيلو جرام.

أحمد يسجل أعلى نسبة ذكاء “132”

ومن جانبه قال عبد الباسط أحمد والد أحمد، أنه في السنوات الأولى لدخول ابنه المدرسة، طلبت مديرة إحدى المدارس منه عمل اختبار ذكاء لأحمد لإمكانية قبوله في المدرسة، وبالفعل أقدم على عمل الاختبار وظهرت النتيجة أن نسبة ذكاء أحمد قد تجاوز الحد الطبيعي وكانت 132درجة، وبجانب دراسته كان يذهب لتلقى جلسات علاجه والذي أفاده بشكل كبير في فكره مشروعه، حيث أنه كان في وقت الراحة يتناقش مع طبيبه في البروتوكول العلاجي لمرضى الإعاقة الحركية، أما فكرة المشروع فكانت بالنسبة له فكرة صعبة حيث أنه كان مليئ بالتفاصيل وخاصةً من الناحية الطبية، وكانت تستغرق مدة العمل على المشروع بشكل يومي حوالي 16 ساعة، بالإضافة إلى المتابعة الدورية مع أطباء العلاج الطبيعي لمناقشتهم في كل جزء توصل له أحمد في مشروعه بحيث يكون مطابقًا للبرتوكول أو مختلف، مضيفًا أنه فخور بتحقيق ابنه هدفه والوصول إليه وتحديه لكل الصعوبات التي واجهته وأنها لم تؤثر عليه.

والدة أحمد.. كنت متخوفة من فكرة المشروع

وقالت إيمان محمد والدة أحمد، أنه كان مشهودًا له بالتفوق في جميع مراحله الدراسية، وحصل على منحة التفوق بعد إتمامه الثانوية العامة للاتحاق بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ومنذ صغره كان حلمه الالتحاق بكلية الهندسة وقد كان بحصوله مجموع 91%، وهو أعلى من تقدير الكلية الذي كان مطلوبًا وقتها، وأنه لديه إصرار وعزيمة قوية بالإضافة إلى طموحه العالي الذي قاده لفكرته واختراعه، والتي لاقت إعجاب الأطباء والمتخصصين الذين أشادوا ببراعة أحمد وإبداعه، مضيفتًا أنها كانت متخوفة من الفكرة في بادئ الأمر لصعوبة تنفيذًا بالنسبة لحالة أحمد الصحية، ولكن ذلك لم يمنعها لمساعدة ابنها في تنفيذ فكرته وبذلت قصارى جهدها لدعمه حتى تمكن من تحقيق هدفه.

الجهاز يعمل بتحكم آلي تام دون تدخل العامل البشري

وأشار مصطفى عبد الباسط، أحد إخوة أحمد، إلى أن فكرة المشروع قائم على تحويل المواتير والحساسات إلى برنامج متصل بالجهاز، يمكن الطبيب من التحكم فيه من خلال إدخال الكود المطلوب لكل تمرين، ويقوم الجهاز بتنفيذ التمرين بشكل أوتوماتيكي دون الحاجة لتدخل الطبيب المعالج، وبالإضافة إلى تأدية البروتوكول العلاجي بنسبة تصل إلى 100%، مضيفًا أن الفكرة قد استغرقت حوالي 6 أشهر فقط للوصول إلى المعلومات المتعلقة بالبروتوكول العلاجي والذهاب للأطباء للإشراف وتدوين الملاحظات، وأخذ الموافقات اللازمة من المختصين للبدأ في تنفيذ المشروع، وفي خلال سنة تم التوصل للتطبيق بشكل نهائي وعمل جهاز مصغر كمحاكاة للجهاز الفعلي.

دقة تنفيذ التمارين من خلال الجهاز

وأكد المهندس حلمي صلاح، مطور البرامج في مشروع أحمد، على أن الجهاز يساعد المريض على عمل التمرين بسلاسة، والتسهيل على الطبيب المعالج من ناحية المجهود العضلي المبذول في حمل ورفع المريض، بالإضافة إلى الصعوبة التي يواجهها الطبيب في تطبيق حركات كل تمرين، مضيفًا أنه بعد الدعم الذي قدمته الدولة للمشروع سيتمكن أحمد من إصدار أو نموذج فعلي للجهاز جاهز للاستخدام، ويتكون الجهاز من حوالي 8 مواتير، وسيضاف إليها المزيد من المواتير لتسهيل حركة المريض أكثر داخل الجهاز وأثناء التمرين والسيطرة عليه تجنبًا لحدوث أي مشاكل وللحفاظ على سلامة المريض.  لمشاهدة الفيديو اضغط على 

IMG-20250202-WA0026
IMG-20250202-WA0026
IMG-20250202-WA0028
IMG-20250202-WA0028
IMG-20250202-WA0027
IMG-20250202-WA0027
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق