تمثيل الشركات الزراعية فى البورصة لا يتناسب مع مكانة القطاع الزراعى

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أحمد منتصر رئيس مجلس إدارة شركة التحالف العربى لإنتاج تقاوى البطاطس

 

30% الحصة المستهدف طرحها للشركة فى سوق الأسهم

لم تكن سطورك مجرد كلام عابر، لكنها حِكم، وتجارب.. فى مشوار النجاح ستجد من يكره تقدمك.. من يتمنى أن يوقفك.. من يحلم أن تكون دائما خلفه، كن وحيدا فى الطريق الصحيح، ولا تكن زعيما فى الطريق الخطأ.. معارك رحلتك لا يكون الفوز فيها للأقوى أو الأسرع، لكن لمن يعتقد أنه يستطيع، اعلم أنه ليس هناك إلا جانب واحد يمكنك تحسينه، وهو ذاتك، فقدرها، وتفاءل لتنعم بتعزيزها.. وكذلك محدثى لا يخشى التفكير خارج حدود التقليد، فما يعمل بكفاءة يمكن تطويره وتحسينه.

عليك أن تحسن اختيار، أين وكيف ستستغل كل مهارة وكفاءة تحظى بها.. ارتقِ فى تفكيرك، وكن واثقا بنفسك، إذا كنت تعتقد أنك متميز فأنت كذلك.. وعلى هذا سار الرجل مشواره منذ الصبا.

أحمد منتصر الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة الدولية للمحاصيل الزراعية، ورئيس مجلس إدارة شركة التحالف العربى لإنتاج تقاوى البطاطس.. يعطى ولا ينتظر، صادق مع نفسه، لا يندم على شىء، يجعل الأمل مصباحا يرافقه فى كل مكان، يقدم ما هو مختلف، وهو سر تفرده، يحمل كل الشكر للذين ساهموا فى صناعة شخصيته وأولهم والديه، وزوجته.

واحة صغيرة، صممت بصورة أكثر جمالا، الأشجار المثمرة تسير بمحاذاة السور الخرسانى، الأرض عشبية، عبارة عن مجموعة من الأحواض التى تتخللها مسارات مياه، وعلى أطرافها نباتات عطرية، وأشجار للزينة يرسمان لوحة فنية رائعة.. على بعد أمتار من الحديقة، تبدو الواجهة المصممة من المعدن برسومات هندسية جمالية، عند المدخل الرئيسى اللون السكرى، الممتزج ببعض الألوان الأكثر هدوءا يسود الجدران، تصميمات الديكور رغم بساطتها، تضفى طاقة إيجابية، وتفاؤلاً.

أنتيكات وفازات لكل منهم حكاية تسطر تاريخ المكان القادمة منه، موزعة على الممر الذى ينتهى بالطابق الثانى، مكتب مصمم بالديكور الخشبى، أرفف المكتبة تحتوى على ملفات، ونوادر للكتب، المتنوعة.. سطح مكتب، يتميز بالترتيب والتخطيط، قصاصات ورقية تسطر صفحاتها عمله اليومى، وتقييمه لذاته.. أجندة ذكريات تحمل كل سطور صفحاتها محطات مختلفة من رحلته، وما واجه من مطبات، وصعاب بدأها بقوله «من أجل أن تنجح، يجب أن تعتقد أولاً أنك تستطيع».

«القراءة تصنع إنساناً كاملاً، الكتابة تصنع إنساناً دقيقاً، والرؤية تصنع إنسانا قادرا على التعامل مع متقلبات المستقبل» هكذا تكون فلسفة الرجل، حريص على انتقاء الكلمات، يحلل بصدق، ويفسر بحيادية، سنوات خبراته تصقل رؤيته، ينحاز للقطاع الزراعى الذى يعمل به، يعتبر قطاع الزراعة أحد الركائز الأساسية فى الاقتصاد الوطنى، وقاطرة للتنمية الاقتصادية، حيث إن كل مدخلاته ومخرجاته تصب فى كل القطاعات الاقتصادية، كما أنه وفقا لتحليله يسهم بنسبة جيدة فى إجمالى الناتج المحلى تصل إلى نحو 15%، بالإضافة إلى ارتفاع الكثافة العمالية للأنشطة الزراعية، على اختلاف أنواعها، يعتبر القطاع أيضاً أكثر القطاعات توفيرا لفرص العمل، حيث يعمل به نحو 5.4 مليون فرد بنسبة تناهز خُمس إجمالى أعداد المشتغلين بكافة القطاعات الاقتصادية.

الاختلاف هو الأصل فى يقظة الوعى، وتجدد الفكر والتطور، لذا تجد الرجل له فكر خاص، يعتبر أن التنمية فى القطاع الزراعى تؤدى إلى زيادة المحاصيل الزراعية، خاصة المحاصيل التى يتم استيرادها من الخارج، بالإضافة إلى تحسين جودة الأراضى الزراعية، من خلال التوسع فى زيادة الأراضى، بالمناطق المختلفة، وهو ما يعمل على تخفيض الفاتورة الاستيرادية، بما يسهم فى تقليل الفجوة الدولارية، وبالتالى يكون فى مصلحة ميزان المدفوعات، حيث قامت وزارة الزراعة بوضع استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030، تبنى على 8 محاور رئيسية، تضمنت ‎الحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة وصيانتها وتحسينها وتنميتها، تحقيق تنمية متوازنة واحتوائية ومستدامة، مع تحقيق قدر كبير من الأمن الغذائى، وإقامة مجتمعات زراعية جديدة متكاملة وتحتوى على كل الأنشطة المرتبطة، تدعيم القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية فى الأسواق المحلية والدولية وزيادة الصادرات الزراعية الطازجة والمصنعة، ‎توفير فرص عمل منتجة وخاصة للشباب والمرأة فى قطاع الزراعة والأنشطة المرتبطة به، والتكيف مع تغير المناخ والحد من آثاره.

< أقاطعه قائلا: كيف ترى تدفق الاستثمار الأجنبى فى القطاع الزراعى؟

- بثقة وهدوء يجيبنى قائلا: «إن الاستثمار الأجنبى سيسهم فى زيادة الأراضى المستهدف استصلاحها، واستزراعها، مما يعمل على زيادة الإنتاج الزراعى، مع استقطاب التكنولوجيا الحديثة أيضاً، وتطوير المحاصيل الزراعية، مما يصب فى مصلحة القطاع، بتقليل فاتورة الاستيراد، وزيادة الصادرات، وهو ما يعزز من زيادة مساهمته فى الاقتصاد».

تجاربه المتعددة ساهمت فى تقوية حصيلته العلمية والفكرية، تجده حينما يتحدث عن المقترحات التى من شأنها تعمل على تنمية القطاع الزراعى أكثر تركيزا، يعتبر الاهتمام بالتكنولوجيا أول العوامل التى تعمل على دفع نمو القطاع الزراعى، وكذلك التعاون المتكامل مع مراكز البحوث الزراعية، لدورها الكبير فى تحقيق تطوير المنظومة الزراعية، من خلال استنباط أنواع جديدة من المحاصيل الزراعية، تعمل على زيادة الإنتاجية، وتعتمد أيضاً على استهلاك القليل من المياه، وهو ما يصب فى مصلحة القطاع الزراعى.

لا بد أن تكون لك أهداف تحددها لتسير على هداها، ونفس الأمر لمحدثى عندما يتحدث عن دور بنك المعلومات بمركز البحوث الزراعية فى توفير كافة البيانات الخاصة بالقطاع الزراعى، وتساعد الراغبين فى الحصول على معلومات تفيد فى التعامل مع المحاصيل والأراضى الزراعية، بالإضافة أيضاً إلى الدور الكبير الذى تقوم به الدولة فى التصنيع الزراعى كأحد الحلول المبتكرة باستخدام تقنيات التصنيع فى الزراعة لزيادة الإنتاجية، وتحسين الجودة، وتقليل التكاليف.

< إذن كيف ترى مستقبل التصنيع الزراعى خلال الفترة القادمة؟

- علامات ارتياح ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا: «إن مستقبل التصنيع الزراعى سيشهد طفرة، بسبب التقدم التكنولوجى، الذى يقلل من الإهدار فى المحاصيل الزراعية، عبر التقنيات الأكثر فاعلية، بالإضافة إلى الاستفادة بإمكانيات التصنيع الزراعى، وتصنيع منتج متكامل يمكن تصديره إلى الخارج، وزيادة الحصيلة الدولارية، مثلما حدث خلال أزمة كورونا، ونجحت الصادرات المصرية الزراعية فى غزو منطقة اليورو».

التفاصيل تعنى الكثير، وتسهم فى الوصول إلى النتائج بصورة دقيقة، وهو ما يؤمن به محدثى، عندما يتحدث عن الدعم للمزارعين، والتوسع فى المبادرات، خاصة لأراضى الاستصلاح الزراعى، ومستلزمات الرى الحديث، مما يسهم فى التوسع بأراضى الاستصلاح، مع العمل على دعم المنتج النهائى، متمثلا فى المحاصيل الزراعية، وليس المدخلات مع العمل على أن تكون أسعار الأسمدة موحدة، وليس بسعرين.

دار فى ذهنى سؤال حول دور القطاع الخاص فى القطاع الزراعى، ويبدو أنه قرأ بداخلى فبادرنى قائلا إن «القطاع الخاص لا يزال فى حاجة إلى المزيد من الدعم، فيما يتعلق بالتسهيلات، وحزم التحفيز، من أجل أن يتوسع القطاع الخاص فى مثل هذا القطاع الحيوى».

رغم شغله الشاغل بالتركيز على القطاع الزراعى إلا أن له رؤية خاصة فى حديثه عن مشهد الاقتصاد الكلى، حيث تتميز رؤيته بالتفاؤل وقدرة الاقتصاد على مواجهة الأزمات، فى ظل المرونة لسعر الصرف الذى سيسهم فى تدفق المزيد من الاستثمارات الأجنبية فى القطاع.

< هل البورصة فى حاجة إلى زيادة عدد شركات القطاع الزراعى؟

- بصراحة ووضوح يجيبنى قائلا: «إن عدد شركات القطاع الزراعى فى البورصة يصل إلى 10 شركات من إجمالى عدد الشركات المقيدة بنحو 240 شركة تمثل 4% وهو رقم ضئيل للغاية لا يتناسب مع حجم القطاع الزراعى سواء فى السوق، أو البورصة، لذا يتطلب الأمر تكاتف المنظومة العاملة فى سوق المال من بنوك استثمار وشركات للترويج، واستقطاب مثل هذه النوعية من الشركات، حيث ستسهم فى جذب شرائح جديدة، للراغبين فى الاستثمار بهذا القطاع».

محطات متنوعة، وتجارب ناجحة اصقلت خبراته، وحققت له المزيد من النجاحات فى كافة الشركات التى تولى مسئوليتها مع مجلس الإدارة ومنها شركة الدولية للمحاصيل الزراعية، والتى سجلت قوائمها المالية عن الربع الأول من العام المالى الجارى، ارتفاعا فى أرباح الشركة بنسبة 9.9%، على أساس سنوى، لتسجل صافى ربح بلغ 138.29 مليون جنيه منذ بداية يوليو حتى نهاية سبتمبر 2024، مقابل أرباح بقيمة 125.88 مليون جنيه خلال الفترة نفسها من العام المالى الماضى، وهذا النمو نتيجة زيادة الاستيراد من الأسمدة بصورة شهرية، وفتح استيراد أصناف جديدة، مما ساهم فى تغطية الفجوة، فى السوق المحلى.

سر النجاح على الدوام هو السير إلى الأمام، دون الالتفات للوراء، وهو ما يميز الرجل، ويكشف أسباب تميزه، ونجاحاته المتتالية، بفكر أكثر احترافية مع مجلس الإدارة، وهو ما ساهم فى تأسيس شركة التحالف العربى برأسمال مدفوع 125 مليون جنيه، ومستهدف زيادته إلى 250 مليون جنيه، وتهتم الشركة بزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية وجودتها بصفة عامة، خاصة تقاوى محصول البطاطس، وكذلك العمل على تغطية السوق من احتياجاته، والتصدير للخارج، واستقطاب استثمارات عربية.

المحارب الناجح لديه تركيز حاد جدا، وهكذا الرجل يحظى بالتميز، لذلك يسعى مع مجلس إدارة شركة التحالف العربى إلى استيفاء متطلبات البورصة فى القيد وتداول الشركات، بطرح نحو 30% الحد الأدنى المستهدف من أسهم الشركة بسوق الأسهم خلال الأعوام القليلة القادمة.

إيمانه أنه يستحق الفوز والنجاح، ساهم فى أن يكون الأفضل، حريص على حث أولاده على الرضا والقناعة، والاجتهاد والتعلم، لكن يظل شغله الشاغل الحفاظ على ريادة الشركات التى يتولى مسئولية إدارتها بالسوق.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق