تحدث المحلل السياسي فادي عاكوم عن آخر تطورات ملف انتخابات الرئاسة في لبنان، مشيرًا إلى إمكانية تأجيل الجلسة المقررة في التاسع من الشهر الجاري إلى العشرين منه، بسبب المستجدات في سوريا التي أثرت على حسابات الأطراف اللبنانية.
وأوضح عاكوم أن حزب الله وحركة أمل، بقيادة نبيه بري، كانا يدعمان ترشيح سليمان فرنجية بسبب قربه من النظام السوري وتحالفه مع الحزب، لكن التطورات السورية الأخيرة جعلت هذا التوجه يتراجع بشكل كبير، مما دفع القوى السياسية إلى إعادة دراسة الأسماء المطروحة، لافتًا إلى أن هناك أسماء مقترحة من فرنسا وأميركا، ولكن حتى الآن لا يوجد توافق حول أي اسم محدد.
وأشار إلى تصريح مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية، الذي شدد على ضرورة التروي في انتخاب الرئيس، حتى لو استغرق الأمر شهرين إضافيين، نظرًا لحساسية الملفات التي ستواجه الرئيس الجديد.
ملف وقف إطلاق النار والتفاهمات جنوب لبنان
وأكد عاكوم أن التفاهمات الحالية التي تمت برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ستنتقل إلى مسؤولية الرئيس المنتخب، مضيفًا أن أي تعديلات على هذه التفاهمات أو خلافات مستقبلية ستصبح من اختصاص الرئيس، مما يزيد من أهمية التأني في اختيار رئيس قادر على إدارة هذا الملف الحساس.
ملف سلاح حزب الله
وأضاف: "يعتبر ملف سلاح حزب الله من أبرز التحديات أمام الرئيس القادم، خصوصًا مع وجود قائد الجيش جوزيف عون كأحد المرشحين البارزين"، مشيرًا إلى أن عدم التوافق بين الرئيس الجديد والعماد عون قد يؤدي إلى توترات داخلية كبيرة. كما لفت إلى ضرورة تنفيذ حزب الله لالتزاماته بالقرار 1701، وهو ما سيضعه الرئيس القادم على طاولة البحث.
إعادة العلاقات اللبنانية-العربية
كما شدد عاكوم على أهمية استعادة العلاقات مع الدول الخليجية التي تضررت بسبب تصريحات بعض المسؤولين اللبنانيين، مؤكدًا أن نجاح الرئيس في هذا الملف سيدعم الاقتصاد اللبناني عبر استثمارات ومساعدات خليجية ضرورية في هذه المرحلة الصعبة.
إعادة الإعمار والاقتصاد
ولفت عاكوم إلى أن ملف إعادة الإعمار يتطلب مستوى عالٍ من الشفافية، نظرًا لاتهامات الفساد التي تطال العديد من المسؤولين اللبنانيين، مضيفًا أن إصلاح الاقتصاد اللبناني عبر قروض ميسرة ومساعدات مالية عاجلة سيكون من الأولويات القصوى للرئيس الجديد.
تسليح الجيش اللبناني
إلى ذلك، أشار عاكوم إلى أن ملف تسليح الجيش يحظى بإجماع دولي وإقليمي، مما يجعله من الملفات التي قد لا تشكل ضغطًا كبيرًا على الرئيس القادم.
وأكد عاكوم في ختام تصريحه أن المرحلة المقبلة تتطلب رئيسًا قويًا وقادرًا على إدارة هذه الملفات المصيرية بحكمة ومسؤولية، مشددًا على أهمية الاستقرار السياسي لتجنب أي تداعيات خطيرة على لبنان.
0 تعليق