7 أعوام مرت على وفاة الكاتب مكاوي سعيد، الذي رحل عن عالمنا في 2 ديسمبر لعام 2017 تاركا إرثا كبيرا من الأعمال الأدبية، فقد كتب في كل أشكال السرد كافة من الرواية، النوفيلا، القصة القصيرة، أدب الأطفال، والسيناريو الروائي التليفزيوني والتسجيلي والوثائقي والنقد والمقال الأدبي.
بداية مكاوي سعيد مع الكتابة
رحلة مكاوي سعيد مع الكتابة بدأت أواخر السبعينيات حين كان طالبا بكلية التجارة جامعة القاهرة، إذ كان مهتما بكتابة الشعر العامي والفصيح عقب تأثره بدواوين صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي والبياتي والسياب والفيتوري، ونشر عدة قصائد في مجلة "صوت الجامعة" وبعض المجلات آنذاك.
كان لمكاوي سعيد نشاطات دائمة في الندوات الثقافية بالجامعة حتى حصل على لقب "شاعر الجامعة" عام 1979، وعقب تخرجه من الجامعة اكتشف أن أشعاره تعبر عن تجارب ذاتية خاصة جدا، فبدأ كتابة القصة القصيرة، وفي بداية الثمانينيات التقى بالعديد من الأدباء الكبار والقصاصين الجدد، في ندوات دائمة بمقاه شهيرة بمنطقة وسط البلد، وفيها عرض قصصه الأولى وأثنى عليها الكثيرون، كما فاز بعضها بجوائز في نادي القصة.
ليس هذا فقط؛ فقد وصل مكاوي سعيد للقائمة القصيرة لجائزة البوكر الدولية للرواية العربية عام 2007 عن رواية "تغريدة البجعة" التي تدور أحداثها حول "مصطفى" الذي يعمل بالصحافة وعن علاقاته الشخصية، والمكان الرئيسي لأحداث الرواية هي منطقة وسط البلد بالقاهرة، كما حصد جوائز أخرى، وترجمت أعماله للغات متعددة ومنها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والكرواتية والصينية.
مكاوي سعيد ومشروع الكتابة عن وسط البلد
ظهر اهتمام مكاوي سعيد خلال مسيرته الأدبية بالكتابة عن وسط البلد، واستكمل قبل رحيله بأيام قليلة، مشروعه "القاهرة وما فيها"، والذي بدأه بكتابة "مقتنيات وسط البلد: كتاب عن الشخصيات والأماكن"، و"كراسة التحرير".
أنا أحب القاهرة لأني وُلدت في عاصمتها الفخرية "منطقة وسط البلد"، التي عشقت أماكنها وتاريخها وأرواح ساكنيها الراحلين التي تجوب طرقها وأسبلتها كل ليلة، والمقيمين فيها الذين يتجولون ويتجادلون ويضيفون إليها أو ينتقصون منها، وكتبت عنها كتابي "مقتنيات وسط البلد".. بهذه الكلمات كتب مكاوي سعيد مقدمة كتابه "القاهرة وما فيها" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، وألقى فيه الضوء على حكايات وأمكنة وأزمنة القاهرة عبر سنواتها المختلفة ويرصد التغيرات والتحولات التى لحقت بها.
0 تعليق