الفارعة مخيّمات في الضفة «صُكّت» من غزة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

05 فبراير 2025 , 07:00ص
alsharq

مشهد من مخيم جنين

❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

عندما يبطش جيش الكيان الإسرائيلي بمخيمات الضفة الغربية، ويقتحمها بآلياته المدرعة والثقيلة، فكل شيء يصبح مستباحاً، يقتل ويعتقل، يدمّر البنية التحتية ويقطع خطوط الماء والكهرباء، وبمثل هذه الأجواء تستقبل مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة، طلائع اجتياح «الجدار الحديدي» في مشهد يعيد إلى الأذهان «السور الواقي» قبل 23 عاماً.

جنود الاحتلال يتسللون كالخفافيش عندما يرخي الليل أستاره، ويمارسون عمليات القتل والاعتقال والمداهمة والتفتيش على مدار الساعة، يخنقون المواطنين بالغاز السام وغبار القنابل ورائحة البارود، وإذا لم يهدموا المنزل، يسرقون الطريق إليه تجريفاً وتدميراً.

وفي مخيمات الضفة الغربية، ثمة ذكراة لا زالت تبحث بشكل محموم عن بصيص أمل في العودة، ففيها تعيش أجيال عايشت اللجوء والتهجير وما زالت على قيد الألم، تتذكر البيت الأول والخيمة الأولى، وأجيال أخرى ناشئة، تحمل الرواية الكاملة، في ذاكرة تصرّ على البقاء حية.

ومن بين منازل مكتظة، ويوميات حياة مضغوطة، تعكس مشاهد الدمار وشهادات المواطنين، تحولاً في ممارسات جيش الاحتلال في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة شمال الضفة الغربية، فثمة مشاهد يراها مواطنون وكأنها صكّت من غزة، في إشارة إلى التدمير الكبير الذي طال قطاع غزة.

«لم تعد عمليات الاحتلال في مخيمات الضفة تمر على شكل مداهمات سريعة، أو اقتحامات محدودة، بل بدأت تأخذ شكل الحرب، ويدلل على ذلك الاستخدام المفرط للقوة ضد المواطنين العزل، وحرق المنازل، وحصار المستشفيات، وتدمير البنية التحتية» قال مجدي أبو الهيجاء من مخيم جنين، مبدياً قلقه من «غزة ثانية» تلوح في الأفق. وأبان لـ»الشرق»: «نشهد حرباً صامتة، فالعالم لا زال منشغلاً بتداعيات العدوان الدموي على قطاع غزة، وكيان الاحتلال يستغل هذا الأمر، ليرفع وتيرة القمع ضد المدنيين، ويمارس عقاباً جماعياً بحقهم، وهناك مربعات سكنية تم تدميرها، وعائلات نزحت عن المخيم قسراً.. أصبحنا هدفاً مباشراً للقتل».

أما من الناحية السياسية، فثمة خصوصية للمخيمات، ومن المهم الالتفات إليها، كما يقول مراقبون، فهي تأوي آلاف اللاجئين، ما يحتم عليها أن تكون في المقدمة أو على أطرافها، لأي تسوية سياسية.

ويواجه سكان المخيمات في الضفة الغربية، تحديات من شأنها التأثير على مشهد حياتهم اليومية، ويصطف في مقدمتها البطالة والفقر، فضلاً عن الازدحام والاكتظاظ الشديد، وتدهور الأوضاع الصحية، ناهيك عن بيوت الصفيح، وتردي البنية التحتية، وممارسات أخرى ضاغطة، كإذابة قضيتهم من خلال وقف عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» أو محاولات مسح حق العودة من ذاكرتهم.

واستشهد في «حرب المخيمات» بالضفة الغربية والتي تحاكي حرب غزة، نحو 30 فلسطينياً حتى الآن، وتبقى مخيمات اللاجئين شواهد حية على محاولات تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم، وهي اليوم تخوض معركة «حياة أو موت» إذ أن تصفيتها، إنما تعني تصفية القضية الفلسطينية برمتها.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق