انتقد عددا من الديمقراطيين والجمهوريين الأمريكيين خطة دونالد ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، ووصفوها بـ"النكتة السيئة" و"المتهورة".

قال السناتور الديمقراطي كريس مورفي عن ترامب: "لقد فقد عقله تمامًا". وأضاف: "أن غزو الولايات المتحدة لغزة من شأنه أن يؤدي إلى مذبحة الآلاف من القوات الأمريكية وعقود من الحرب في الشرق الأوسط. إنها مثل نكتة سيئة ومريضة". 

ووصف النائب الديمقراطي جيك أوكينكلوس الاقتراح بأنه "متهور وغير معقول" ودعا إلى فحص دوافع ترامب، والتي قال إنها غالبًا ما تحتوي على "صلة محسوبية وأنانية"، حسب الجارديان.

من جهتها، شبهت عضو الكونجرس رشيدة طليب اقتراح ترامب بـ "التطهير العرقي".

 وقالت في منشور على منصة إكس: "هذا الرئيس يدعو علانية إلى التطهير العرقي بينما يجلس بجانب مجرم حرب إبادة جماعية".

وأضافت: "إنه بخير تمامًا مع قطع التمويل الفيدرالي عن الأمريكيين العاملين بينما يستمر التمويل للحكومة الإسرائيلية في التدفق".

كما سخر بعض الجمهوريين من الاقتراح. فقد شعر جاستن أماش، العضو الجمهوري السابق في الكونجرس الذي طردت القوات الإسرائيلية والده من منزله عام 1948، بالفزع. 

وقال: "إذا نشرت الولايات المتحدة قواتها لإبعاد المسلمين والمسيحيين بالقوة - مثل أبناء عمي - من غزة، فلن تتورط الولايات المتحدة في احتلال متهور آخر فحسب، بل ستكون مذنبة أيضًا بجريمة التطهير العرقي. لا ينبغي لأي أمريكي يتمتع بضمير حي أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا".

تصريحات ترامب المتهورة حول تولي الولايات المتحدة “ملكية”غزة

وكان ترامب أعلن أن الولايات المتحدة ستستولي على قطاع غزة، وأنه يتصور ملكية أمريكية "طويلة الأمد" للمنطقة بعد نقل جميع الفلسطينيين إلى مكان آخر.

وقال ترامب مساء الثلاثاء في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: إن غزة يمكن أن تتحول إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

ولم يشرح الرئيس الأمريكي كيف وتحت أي سلطة يمكن للولايات المتحدة أن تتولى السيطرة على غزة. 

وقال: "سنمتلكها ونكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى الموجودة في الموقع". 

وقال إن الولايات المتحدة "ستهدم" المباني المدمرة و"تخلق تنمية اقتصادية من شأنها أن توفر أعدادًا غير محدودة من الوظائف والإسكان لشعب المنطقة".

وصف الرئيس الأمريكي غزة بأنها "رمز للموت والدمار" وأن السبب الوحيد وراء رغبة الناس في العودة إلى هناك هو أنهم لا يملكون مكانًا آخر يذهبون إليه. 

وقال ترامب إن 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في غزة يجب أن ينتقلوا إلى الدول المجاورة "بقلوب إنسانية" و"ثروات عظيمة". وفي وقت سابق، دعا الأردن ومصر ودول عربية أخرى إلى استقبال الفلسطينيين. وقال إنه يمكن تقسيمهم عبر عدد من المواقع المنفصلة. 

ويعد النزوح القسري للسكان انتهاكًا للقانون الدولي وسوف يعارضه بشدة ليس فقط في المنطقة ولكن أيضًا حلفاء واشنطن الغربيون. ويشبه بعض المدافعين عن حقوق الإنسان الفكرة بالتطهير العرقي، وفقا للجارديان.

وتابع ترامب قائلا: إن غزة يمكن أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط" حيث يمكن لـ"شعوب العالم" أن تعيش هناك، مرددًا المشاعر السابقة لصهره جاريد كوشنر، الذي قال إن غزة لديها "ممتلكات ساحلية" قيمة للغاية.

وأعطى ترامب إجابة غامضة عندما سئل عما إذا كان يؤيد حل الدولتين. وعندما سئل عما إذا كانت وجهة نظره في ضرورة نقل الفلسطينيين من غزة هي علامة على أنه ضد سياسة الدولتين التي كانت نهج السياسة الخارجية للولايات المتحدة لعقود من الزمان، قال ترامب لا. 

وقال: "هذا لا يعني شيئًا عن الدولتين أو الدولة الواحدة أو أي دولة أخرى. هذا يعني أننا نريد أن نمنح الناس فرصة في الحياة". "لم تتح لهم أبدًا فرصة في الحياة لأن قطاع غزة كان جحيمًا للناس الذين يعيشون هناك. لقد كان الأمر مروعًا".

وزعم ترامب أنه يحظى بدعم رفيع المستوى بين القادة الذين لم يذكر أسمائهم الذين تحدث إليهم. 

وقال نتنياهو "هذا ليس قرارا اتخذ باستخفاف"، مضيفا أن "كل من تحدثت معهم يحبون فكرة امتلاك الولايات المتحدة لتلك القطعة من الأرض". وقال: إن هذه الخطوة ستجلب "استقرارا كبيرا لهذا الجزء من الشرق الأوسط".

ولم يستبعد ترامب إرسال قوات أمريكية لتأمين غزة. وقال "فيما يتعلق بغزة، سنفعل ما هو ضروري. وإذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك". 

وحول فكرة ترامب للسيطرة على غزة، قال نتنياهو إن الرئيس الأمريكي "يرى مستقبلا مختلفا لغزة"، مضيفا: "أعتقد أنها شيء يمكن أن يغير التاريخ".

وبشأن الضفة الغربية، قال ترامب إنه ربما يعلن موقفه بشأن السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية في الشهر المقبل. وقال "لم نتخذ موقفا بشأنها بعد". 

وأضاف ترامب أنه يخطط لزيارة قطاع غزة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وصف نتنياهو ترامب بأنه "أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق". وقال: "علينا أن ننهي المهمة في غزة"، وقال "ستنهي إسرائيل الحرب بالفوز في الحرب"، قبل أن يشيد بترامب لأنه "يفكر خارج الصندوق بأفكار جديدة" و"يظهر استعداده لاختراق التفكير التقليدي"، وفق قوله.