أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن قطاع غزة يجب أن تُفهم في سياقها السياسي، حيث أشار إلى أن ترامب "مصمم" على تبني هذه التصريحات خلال زياراته الأخيرة، بما في ذلك زيارة مرتقبة العاهل الأردني الملك عبدالله، ومن المتوقع زيارة أخرى للرئيس المصري بعد دعوته لزيارة البيت الأبيض.
وقال فهمي في تصريحات للدستور، إن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث يرفض الطرف المصري بشكل قاطع السياسات الأمريكية المتعلقة بقطاع غزة، التي تسعى إلى تغيير الواقع في المنطقة.
رفض التعاون الإقليمي وتغيير التركيبة السياسية
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن المشروعات التي يتم الحديث عنها فيما يتعلق بتحويل أو إقامة مشروعات اقتصادية في غزة ليست إلا "مشروعات خاصة بالتعاون الإقليمي"، وتدل على "عدم إلمام كامل بالخريطة السياسية" في كل من غزة والضفة الغربية.
وأضاف أن المسألة لا تتعلق فقط بالمواقف السياسية، بل هي مرتبطة بحجم الخطر الذي قد يترتب على تنفيذ هذه المشاريع، مؤكدًا أن الرفض المصري الكامل لفكرة تهجير الفلسطينيين أو إقامة مشروعات اقتصادية على حساب حقوقهم الأساسية "موقف ثابت لا نقاش فيه".
التركيز على إعادة الإعمار
وأشار فهمي إلى أن التركيز يجب أن ينصب على "مشروع الإعمار" في غزة، باعتباره "المشروع الأهم في هذا التوقيت"، وليس "مشروعات فرعية" مثل التهجير أو تحويل القطاع إلى مركز اقتصادي. وقال إن إعادة تأهيل غزة لتكون صالحة للسكان يجب أن يكون هو الأولوية الأساسية، حيث لا يمكن البدء في أي مشاريع أخرى قبل بناء الأرض من جديد، وهي "الأساس" لبناء مستقبل الفلسطينيين في القطاع.
التأكيد على رفض الاحتلال الأمريكي
وفيما يتعلق بالتواجد الأمريكي في المنطقة، أضاف طارق فهمي أن حديث ترامب عن "الاحتلال الأمريكي" لقطاع غزة يحتاج إلى "مراجعة"، مشيرًا إلى أن هذا النوع من التواجد لا يمثل الحل الفعلي أو المقبول للقضية الفلسطينية.
وأضاف أن "التهجير" ليس خيارًا مقبولًا بأي حال من الأحوال، وأن البديل الحقيقي هو أن يبدأ المجتمع الدولي في العمل على تحقيق السلام من خلال خطة الإعمار الشاملة التي تضمن استقرار المنطقة.
التأكيد على موقف مصر الثابت
وأكد الدكتور طارق فهمي أن الموقف المصري "ثابت" في رفض أي محاولات للتلاعب بحقوق الفلسطينيين، مشددًا على أن مصر لن تقبل بتحويل غزة إلى منطقة اقتصادية على حساب السكان الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن التحركات الدبلوماسية المصرية مستمرة من خلال اللقاءات مع قيادات إقليمية ودولية، مع دعمها الكامل لمشروع إعادة إعمار غزة وإعادة تأهيلها لتكون بيئة صالحة للعيش الكريم.
0 تعليق