تقديس الأشخاص سبب ضياع الأمة وتخلفها

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حديث الأفق

  • عين تُغمض حين ينبغي لها أن تستيقظ تقتل صاحبها
  • قبَّح اللهُ فماً يتكلم حين ينبغي له أن يصمت
  • استغنِ عن كيس التراب وانصفْ المؤونة في الجهتين
  • ما أكثر الثعالب في هذه الأيام فلا تكن فريستهم!
  • والدي أكلته بعض عشيرتكم وصوتي أجمل منه

حين يقع المرء تحت ضغط المغريات الكاذبة يصبح أسيراً لكل من أراد أن يستغله لحاجة في نفسه، لذلك قيل قديماً لا تتكلم حين ينبغي لك أن تصمت، ولا تأمن للظواهر التي تراها من دون اختبارها، حتى لا تكن فريسة الثعالب، وما أكثرهم في هذه الأيام، فهؤلاء يسعون إلى ابتلاع كل الدنيا بشتى الأساليب.

لهذا، في الأسطر التالية قصة بليغة عمّن يتعامل بسذاجة مع الأحداث التي يعيشها:

مرّ ثعلب بديك فاشتهى لحمه، وأراد أن يغريه، فقال له: "أيها الديك الجميل لقد اشتقت إلى صياح أبيك الصيّاح، هل لا يزال حياً"؟

فأجابه: "كلا، لقد أكله ثعلب من عشيرتكم، لكن إن شئت فصوتي جميل أيضاً".

فقال الثعلب: "عظيم... أسمعنا إذاً".

فأغمض الديك عينيه في لحظة سلطنة بصياحه، لينقض الثعلب عليه، ويمسكه في فمه، لأخذه طعاماً لزوجته.

في الطريق، لاحظته كلاب القرية، فأسرع جرياً هارباً، لكن الديك فطن إلى الحيلة، فقال للثعلب: "ليس عليك أن تفر من الكلاب، وتتعب نفسك، فقط قل لها إن هذا الديك ليس من مزارعكم".

فعل الثعلب ما قاله الديك، ولأن لكل مكاراً سقطة، سقط الديك من فمه ونجا بنفسه، هنا قال الثعلب بحسرة: "قبّح الله الفم الذي يتكلم حين ينبغي له أن يصمت"، بينما ردّ الديك: "بل قبّح الله العين التي تغمض حين ينبغي لها أن تستيقظ".

حين يغيب العقل

أما الحكاية التالية، فهي عبرة لمن يغيب عقله ويسير خلف بهارج الألقاب، إذ يحكى أن رجلاً وجد أعرابياً عند بئر ماء، فلاحظ أن حمل البعير كبير، فسأل الأعرابي عن محتواه، فقال: "كيس يحتوي على المؤونة، والكيس المقابل يحوي تراباً ليستقيم الوزن في الحملين".

فقال الرجل لمَ لا تستغني عن كيس التراب، وتنصف كيس المؤونة في الجهتين، فتكون قد خففت الحمل على البعير، فقال الأعرابي: صدقت، ففعل ما أشار إليه، ثم عاد يسأله: "هل أنت شيخ قبيلة أم شيخ دين؟".

فقال الرجل: "لا هذا ولا ذاك، بل رجل من عامة الناس"، فقال الأعرابي: "قبّحك الله، لا هذا ولا ذاك ثم تشير عليَّ".

ثم أعاد حمولة البعير كما كانت، وهكذا هم أغلب الناس لا تهمهم الأفكار، وإن كانت صائبة بقدر ما يهمهم الأشخاص والألقاب الصادرة للأفكار، وإن كانت خطيئة تقديس بعض البشر والطاعة العمياء لكل أفكارهم وأعمالهم، وأقوالهم، فإن ذلك سبب ضياع الأمة، وتخلفها وانحطاطها،

فالحر يدافع عن الفكرة مهما كان قائلها، والعبد يدافع عن الشخص مهما كانت فكرته.

نكشات

  • الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله، والنجاح أن تفعله سراً، فالأيام سعيٌ دائم، وعليك ألا تلتفت إلى الخلف فتخسر ما لديك
  • العين تعكس ما في النفس، تطلّع إلى العين لترَ ما في القلب
  • يقول أهل الشام، وربما غيرهم، لو أنجبت القطة نعاماً، والنملة باضت حماماً، عمر ذيل الكلب من الأرض ما ينقام
  • المعروف يجب ألا نتعامل معه بالمنّ والأذى، فعندما تتعامل بذلك وتنشره بين العامة، فإنك هنا تكون مؤذياً لا متفضلاً
  • الأمن الصناعي والأمن الغذائي يحتاجان إلى محفزات، وإلى كلمة شكر، لا قررات مضايقة، وحسد وبخل
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق