- ضعف التواصل يؤثر على الحياة الاجتماعية للأطفال والتدخل المبكر الحل الأمثل
- توفير أجهزة التواصل البديلة في سن مبكرة يساعد في تجنّب المشكلات السلوكية
- الأُسرة عنصر أساسي في نجاح برامج العلاج ومن دون دعم الأهل لا يتحقّق التقدم
اختتم أمس مؤتمر ومعرض «دمج الأشخاص ذوي الإعاقة من غايات التنمية المستدامة»، الذي نظّمته «بوابة التدريب العالمية» في مركز المؤتمرات بمدينة صباح السالم الجامعية بالشدادية، واستمر ثلاثة أيام، بحضور نخبة من المتخصصين والممثلين عن عدد من الجهات الحكومية والخاصة.
وشهد المؤتمر مناقشات مكثفة، حول سبل تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز دورهم في المجتمع، حيث تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجههم في مجالات التعليم والعمل والتواصل، إضافة إلى الحلول والممارسات الحديثة التي يمكن تبنيها لتحقيق اندماج فعّال ومستدام.
وشاركت عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت الدكتورة مريم العريفان، في جلسة حوارية خلال المؤتمر بعنوان «التدخل المبكر في تطوير مهارات الأطفال من ذوي الإعاقة»، كما قدّمت ورشتَي عمل تناولتا «الطرق البديلة للتواصل» لتمكين هذه الفئة من الاندماج في المجتمع بشكل أفضل.
تحديات ومعالجة
وفي تصريح لـ«الراي»، أكدت الدكتورة العريفان، أن مؤتمر «دمج الأشخاص ذوي الإعاقة من غايات التنمية المستدامة» يعكس أهمية تسليط الضوء على القضايا التي تواجه ذوي الإعاقة سواء في المدارس أو أماكن العمل، موضحة أن المؤتمر جمع متخصصين من مختلف المجالات، مثل الأطباء والمعلمين والمعالجين، لمناقشة التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة وسبل معالجتها بطرق علمية وعملية.
وأضافت «تناولتُ في ورش العمل التي قدمتها موضوع الطرق البديلة للتواصل، والتي يمكن أن تساعد الأطفال في المدارس وكذلك في بيئات العمل، كما ناقشنا أهمية التدخل المبكر، حيث تشير الدراسات إلى أن توفير أجهزة التواصل البديلة للأطفال في سن مبكرة يساهم بشكل كبير في تحسين سلوكهم وتطوير مهاراتهم اللغوية، ما ينعكس إيجابياً على اندماجهم في المجتمع».
وأشارت إلى أن «الأطفال من ذوي الإعاقة يواجهون تحديات متنوعة، تتفاوت حسب التشخيص الطبي لكل حالة، مثل الشلل الدماغي، واضطرابات النمو، والتوحد، لكنها شددت على أن العامل المشترك بين جميع الحالات هو الصعوبات اللغوية والتواصلية».
التكنولوجيا الحديثة
وأكدت أن ضعف القدرة على التعبير والتواصل يؤثر بشكل مباشر على الحياة الاجتماعية والسلوك العام للأطفال، مشيرةً إلى أن التدخل المبكر يمكن أن يُحدث فرقاً جوهرياً في تحسين جودة حياتهم وتعزيز استقلاليتهم.
وأكدت العريفان، على أهمية التكنولوجيا في تحسين حياة ذوي الإعاقة، قائلةً: «التكنولوجيا اليوم أصبحت عنصراً أساسياً في دعم الأطفال من ذوي الإعاقة، فهي لم تعد مجرد وسيلة مساعدة، بل أصبحت جزءاً من إستراتيجيات التأهيل والتواصل، فهناك تطبيقات وأجهزة تفاعلية تساعد الأطفال على التعبير عن احتياجاتهم بطرق أكثر سهولة ووضوحاً، ما يسهم في تحسين تفاعلهم مع بيئتهم المحيطة».
وأضافت: «الدمج الحقيقي لا يقتصر على توفير فرص التعليم والعمل، بل يجب أن يكون هناك وعي مجتمعي شامل بأهمية دعم هذه الفئة، وتعزيز ثقافة تقبل الاختلاف، وتمكينهم من العيش باستقلالية دون عوائق».
كما شددت العريفان، على الدور المحوري للأسرة في تحقيق نجاح برامج التدخل والعلاج، موضحةً أن دور العيادة أو المستشفى وحده لا يكفي إذا لم يكن هناك دعم مستمر من الأهل. وقالت «مهما قدمنا من علاج داخل العيادة أو المدرسة، فإن النجاح الحقيقي يعتمد على التزام الأسرة بتطبيق ما يتعلمه الطفل في المنزل، كما أن البيئة المحيطة بالطفل، سواء الأهل أو الأشقاء أو حتى المربية، يجب أن تكون داعمة ومتفهمة لحاجاته ومتطلبات تطويره اللغوي والاجتماعي».
طرق التواصل المعزّزة والبديلة لذوي الإعاقة
تناولت الدكتورة مريم العريفان، خلال ورشة العمل التي قدمتها في المؤتمر، موضوع «طرق التواصل المعززة والبديلة لذوي الإعاقة»، مسلطةً الضوء على محاور عدة رئيسية، أبرزها تنمية مهارات التواصل، وتعزيز العلاقات الشخصية، والتعبير عن المشاعر، ومشاركة الأفكار، وإعطاء المعلومات، وطرح الأسئلة، والتعلم.
وأكدت أن هناك علاقة وثيقة بين اضطرابات التواصل والمشكلات السلوكية، حيث يؤدي عدم القدرة على التعبير إلى الإحباط والسلوكيات غير المرغوبة، ما يبرز أهمية إيجاد وسائل تواصل بديلة تساعد الأطفال على التفاعل بفعالية في بيئتهم التعليمية والاجتماعية.
0 تعليق