استضاف المركز القطري للصحافة مساء الثلاثاء الماضي ضمن سلسلة مجلس مقهى الصحافة، السيد كمال ناجي، من أشهر المقتنين لمقتنيات قديمة ونادرة على المستوى الفردي، وصاحب حساب (قديمك نديمك)، لتسليط الضوء على هواية جمع المقتنيات، والتحديات التي تواجه ذلك النوع من الهوايات التي تتطلب دعماً من بعض مؤسسات الدولة المعنية، خاصة أن بعض المقتنيات تمثل إرثاً تراثياً ووطنياً.
حضر الندوة سعادة الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، وعدد من الهواة والمهتمين والداعمين لتلك الهواية والمثقفين في كل من دولة قطر، ودولة الكويت الشقيقة.
وتناولت الإعلامية أمل عبدالملك خلال إدارتها للندوة أهمية المقتنيات الخاصة بالكاميرات والمجلات، مشيرة إلى أنها توثق لحقب زمنية مختلفة، وتعكس تطور الثقافة والتوثيق البصري.
وقال السيد كمال ناجي إنه يقتني نحو 1500 قطعة نادرة، منوها بأن شغفه بجمع المقتنيات بدأ منذ الطفولة، «وهي هواية ورثتها من والدي الذي كان حريصاً على المحافظة على كل ما هو قديم، وتطور هذا الشغف خلال المرحلة الإعدادية، وتوقفت لفترة طويلة لظروف الانشغال بالتحصيل العلمي الجامعي، وعدت مجدداً للهواية، حيث ضاعفت المقتنيات مع سهولة التنقل بين دول الخليج».
وأضاف «الهواية خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، كانت تقتصر على جمع الرسائل والطوابع المتاحة، ومن ثم بدأت بالاحتفاظ بالكتب المدرسية، وفي بداية سنوات ممارستي تلك الهواية، كنت أحرص على جمع المقتنيات بصورة عشوائية، لكن مع الوقت أصبحت أكثر دقة، فبت أركز على اقتناء القطع النادرة والأصيلة غير المنسوخة، التي تكون بحالة جيدة وقابلة للعمل».
وأشار إلى أن من أهم هذه الأجهزة التي اقتناها من مزاد في سوق واقف، هو «جرامافون»، وهو جهاز مشغل أسطوانات، حيث زايدت عليه واشتريته وقتها بخمسين ريالًا؛ بسبب وجود عطل فيه، وحينما أصلحته تضاعفت قيمته، وهو ما حدث مع اقتنائي بعض الكاميرات التي تعود إلى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وكانت لا تعمل إلا أنني كنت أحرص على إصلاحها، وجمعها في متحف شخصي لي. وأعرب كمال ناجي عن تطلعه لعرض مقتنياته النادرة في مقر دائم بدعم من الجهات المعنية، وأعتقد أن هناك سوقاً نشطاً لهذا النوع من المقتنيات في قطر ودول الخليج.
وتحدث كمال ناجي عن شغفه بجمع واقتناء الصحف والمجلات، مؤكداً أنه يمتلك مجموعة نفيسة وقيمة من الصحف الأجنبية التي تعود إلى العشرينيات والخمسينيات من القرن الماضي، نظراً لقيمتها الثقافية والتوثيقية، إلى جانب الصحف العربية والمحلية القديمة التي يحرص على جمعها.
وحول كيفية الحفاظ على المقتنيات، كشف السيد كمال ناجي عن خطته المستقبلية لتصنيف مقتنياته وإعداد «باركود» خاص لكل قطعة، ما يسهل توثيقها وتنظيمها، لتبقى إرثاً ليس لأسرته بل للدولة. وتحدث عن مشاركته في معارض متعددة، مثل تلك التي أقيمت في الحي الثقافي كتارا، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والمراكز الثقافية للجاليات.
وأضاف أن أبرز التحديات التي تواجهه هي عدم اقتناع البعض بقيمة هذه المقتنيات، رغم كونها مصدراً ثقافياً مهماً وإرثاً حقيقياً يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة، كما تتطلب الهواية دعماً من الجهات المعنية كونها من الهوايات المكلفة، كاشفا أنه يطمح إلى توسيع متحفه الشخصي وتبني مقتنياته وعرضها في مقر دائم.
وأشاد الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، بجهود السيد كمال ناجي، صاحب حساب «قديمك نديمك»، لافتاً إلى أهمية جمع المقتنيات التاريخية في الحفاظ على التراث، من خلال اقتناء الطوابع، والقطع الأثرية، والملابس التراثية، والصحف والمجلات القديمة التي تسهم في توثيق الماضي والحفاظ عليه.
0 تعليق