هي حالة شعور!

مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
التغيير لا يكون في يوم أو مدة قليلة، قد تحتاج وقتا أكبر وفكرا أعمق وفرصة أنضج ومبدأ شجاعا وروحا صبورة.

حتى ترتب فوضى ما مضى ستتعب كثيرا، فالأمور المعقدة التي تحتاج وقتا أطول، والمسائل المتعلقة التي تتطلب التفكير الثقيل، الحقيقة عند النظر على ما يجرى عليك من مصاعب ترغمك على التغير والرد على المواقف ووضعها في حدود متزنة تعطيك عقلية جديدة والإدارة والسيطرة على ردك وثبات موقفك يخبرك مدى قمة نضجك، كل الفوضى ستبدو صعبة وغير ممكنة لكن مع الوقت ستسهل وتتغير وتنجز ما يمكنك إنجازه وتحقيقه حتى تعيد نقطة الاتزان الحقيقي بك ومدى صحة ترتيبك لفكرك وفهمك واتزانك ومواقفك وإنجازاتك.

ما يصعب في الأمس سيتغير اليوم ويتحقق غدا، ربما البعض يشكك بما نقول لكن الحقائق والتجارب السابقة في أن الفشل قابل للنجاح والفكر قابل لتبديل كل شيء سيتغير بوقت وموقف مناسب، لذا لا بد من العمل والبحث عن الطريق الذي فعلا يغير ما بك من جيد للأفضل.

التفكير بنفسك ليس أنانية، فالكثير ممن حولك سيتغيرون عندما تتغير وتنضج وتنجح وتنجز، سوف تكون دافعا لغيرك وحافزا معينا لمن تردد وعنصرا فعالا لمن فعلا أراد وتعثر ثم نهض، التجديد والتغيير ليس عيبا ينقص من قيمتنا ولا ذنبا نعاقب عليه حين يأخذك لطريق سويّ ومحفز، ليس حماقة حين تعرف به قيمة نفسك ودورها المهم في المجتمع وثمرة عطائها بين من ينتظر نضوجها وهم أسرتك ثم الأحب والأعز لأجل الفرحة بك وتصفيق إليك، فنجاح فرد منهم يعني نجاحهم ككل، الطاقة الإيجابية التي قد تأخذها مما حولك هي نعمة رزقت بها، فمن الصعب أن تستجمع نفسك بسرعة في بيئة لا تعطيك دفعة قوية وروحا إيجابية، بعكس إعطائك طاقة وروحا تدفعك للأمام فهي تختصر الوقت لطريق النجاح.

هناك شجعان يستجمعون أنفسهم ويغلقون أعينهم ويغطون مسامعهم عن المحبطين وأصحاب التقليل حتى يستمرون للوصول لنقطة النجاح والإنجاز، هؤلاء حاربوا من أجل أن يثبتوا لمن حولهم أنهم قادرون مع تحطيمهم المستمر لهم لقد فازوا حقا بدفعة محفزة أخذوها من أنفسهم إلى الأمام دون التفات، ثم فازوا ثانيا بقوة عزيمتهم وإصرارهم حتى حازوا ما أرادوا بجهد ومثابرة وإتقان.. يا لشجاعتهم.

الاعتماد على النفس في كل شيء أمر مقبول وإلزامي على الشخص، فلا أحد يستحق سوى نفسك ثم الأقرب والأحب إليك والذين سعدوا بنجاحك يجب عليك مساعدتهم حين تظنهم بحاجة إليك ولدعمك المعنوي، وحين تجدهم في حالة تردد وحيرة تعطيهم رأيك بأسلوب جيد، حين تظنهم يجيدون الاستماع إليك ولا يسأمون من حديثك دون فرض منك إليهم بإقناع أو إلحاح أو تعالٍ، فعندما تحسن التعبير والإخبار ستجد من يتقبل ويرحب بما تتحدث، ومن أراد الاستماع والإنصات ستجد من يؤيد ويتفق بما ذكرته، لذا الاحترام والتقدير وإظهار الاهتمام بهم هي أحدى أفضل الطرق في السرد والتعبير والتحدث لمن أمامك بكل إنصات واهتمام؛ مساعدة الآخرين درس غاب عما يظن بأنه تدخل في أمر لا يعني لنا شيئا ولمن ظن طرح الرأي فرضا لا بد من الاقتناع والعمل به؛ فقط اختر الوقت المناسب واقترب منهم واستشعر احتياجهم إليك لأنهم سيجدونك حين يشعرون بذلك.

فكرك وفهمك وأسلوبك ونضجك أشياء لا تقررها أنت بل تأتيك بعد تأثير موقف أو شعور مؤقت أو تجربة فاشلة أو فكرة سيئة، حتى أبسط قرار قد تكون درست جوانب الفشل والنجاح فيه قبل أن تتخذه أتى إليك بعد عائق وقعت فيه وأخطأت التصرف فيه بلا عمد وبعفوية تامة حدث وأصبح عائقا ثم وقعت به، والآن تستشعر سوء ما حدث قبل أن تخطو إليه.

3ny_dh@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق