منذ بداية العملية العسكرية في غزة، كانت هناك محطات رئيسية تتعلق بالسيطرة على مناطق معينة داخل القطاع، ومن بينها محور فيلادلفيا.
ولكن المثير للجدل هو أن حكومة الاحتلال جعلت فتح هذا الممر في المرحلة الأخيرة، وليس في البداية أو حتى في منتصف العمليات لماذا؟ هل هناك شيء في هذه المنطقة لا تريد إسرائيل كشفه للعالم؟
ما هو محور فيلادلفيا ولماذا هو مهم؟
محور فيلادلفيا، المعروف أيضًا باسم "صلاح الدين"، هو شريط حدودي ضيق يمتد لنحو 14 كيلومترًا على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة. منذ سنوات، كان هذا المحور نقطة حساسة في الصراع بين إسرائيل وحماس، وأحد أهم القضايا الأمنية التي تؤرق إسرائيل بسبب استخدامه لنقل الأسلحة والإمدادات إلى الفصائل الفلسطينية.
لكن إذا كانت هذه المنطقة بهذا القدر من الأهمية، فلماذا تركتها إسرائيل إلى المرحلة الأخيرة؟
لماذا تأخر فتح محور فيلادلفيا؟
هناك عدة أسباب قد تفسر سبب تأجيل إسرائيل فتح المحور حتى المرحلة الأخيرة من العمليات:
السيطرة الكاملة قبل التقدم:
إسرائيل لم ترغب في ترك أي فرصة لحماس لإعادة تنظيم صفوفها أو إعادة تسليح نفسها كان من الضروري السيطرة على مناطق أخرى مثل ممر نتساريم أولًا، لضمان عدم وجود مقاومة قوية قبل التقدم نحو فيلادلفيا.
كشف البنية التحتية السرية:
هناك تقارير غير مؤكدة تفيد بأن محور فيلادلفيا قد يحتوي على شبكة معقدة من الأنفاق التي لم يتم الكشف عنها بعد. لذا، فإن تأخير العملية ربما كان ضروريًا للحصول على معلومات استخباراتية دقيقة حول ما يوجد تحت الأرض قبل التحرك.
ورقة ضغط في المفاوضات:
من المعروف أن إسرائيل تستخدم المناطق الاستراتيجية كأوراق ضغط في أي مفاوضات مستقبلية. ربما كان إبقاء محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية حتى اللحظة الأخيرة وسيلة للحصول على تنازلات أكبر من حماس أو الأطراف الأخرى في المفاوضات.
إعادة ترتيب غزة بعد الحرب:
من الممكن أن يكون تأخير فتح المحور مرتبطًا بخطة إسرائيلية أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي والجغرافي داخل القطاع، بحيث يتم إعادة توزيع السيطرة على المناطق وفقًا لأولويات إسرائيل الأمنية والعسكرية.
ولكن السؤال الأهم: ماذا يوجد هناك؟
إذا كان المحور مجرد ممر حدودي بسيط، فلماذا تأخرت إسرائيل في فتحه؟ هل هناك منشآت مخفية؟ هل توجد أنفاق لم يتم اكتشافها بعد؟ أم أن هناك عمليات عسكرية لم يتم الإعلان عنها بعد؟
الفرضيات المحتملة حول محور فيلادلفيا
اكتشاف أنفاق جديدة؟
تشير بعض التقارير إلى أن إسرائيل ربما وجدت أنفاقًا لم تكن على علم بها مسبقًا، الأمر الذي جعلها تتريث قبل إعلان السيطرة الكاملة على المحور.
وجود مخازن أسلحة؟
هل هناك أسلحة متطورة كانت تُخزن في تلك المنطقة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمن الذي قام بتخزينها وكيف تم إخفاؤها طوال هذه المدة؟
وجود شخصيات قيادية؟
بعض التحليلات ترى أن إسرائيل ربما كانت تبحث عن شخصيات قيادية في حماس كانت تتنقل عبر المحور، ولذلك تم تأخير الإعلان عن فتحه حتى يتم التأكد من عدم وجود تهديدات محتملة.
ما الذي سيحدث بعد فتح محور فيلادلفيا؟
الآن بعد أن بات محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستحتفظ إسرائيل بالسيطرة عليه بشكل دائم، أم أنه سيتم تسليمه لجهات أخرى في المستقبل؟
إذا كانت إسرائيل ترى أن المحور يشكل تهديدًا أمنيًا، فهل ستسمح لأي جهة أخرى بإدارته، أم أن السيطرة عليه ستظل جزءًا من استراتيجيتها الأمنية طويلة المدى؟
تبقى هذه الأسئلة مفتوحة، ولكن الأمر الواضح أن فتح محور فيلادلفيا لم يكن مجرد خطوة عسكرية تقليدية، بل كان جزءًا من خطة أوسع لا تزال تفاصيلها غير واضحة بالكامل. فهل سنكتشف في المستقبل تفاصيل جديدة حول هذه المنطقة؟ وهل هناك حقائق لا تزال مخفية عن العالم؟
0 تعليق