في إطار "سؤال الهوية في الرواية" ينظم صالون "Artery شريان الفن"، ندوة مناقشة رواية "ظلمة يائيل" للكاتب اليمني الغربي عمران، وذلك في السابعة من مساء الأحد الموافق 9 فبراير الجاري، بمركز نوار الفني، في مقره الكائن بـ 3 شارع سليمان الحلبي، بجوار محطة مترو أحمد عرابي، هذا ويناقش الرواية الشاعر الناقد عيد عبد الحليم، ويدير النقاش الكاتب القاص هاني منسي.
ظلمة يائيل لـ الغربي عمران
وبحسب الناقد دكتور يوسف حطيني: " تعدّ رواية "ظلمة يائيل" للكاتب الروائي اليمني محمد الغربي عمران، واحدة من أكثر الروايات العربية جرأة؛ إذ تنكأ الجراح الأكثر إيلامًا في حياتنا المعاصرة، على الرغم من أنها تجعل العقود المتوسطة من القرن الخامس الهجري خلفية تاريخية لها.
في رحلة السرد الروائية هذه يتجاور خطّان يحمل أحدهما خيبة الماضي ــ بما يكشف الحاضر ويجعل تداعياته أقل إدهاشًا ــ وذلك في المتن الروائي، بينما يحمل الآخر في هامش هذا المتن حكاية أخرى لا ترقى إلى مستوى الحكاية الأولى، ولكنها ترسّخ حالة ثقافية حاضرة تشي بالخراب."
وتدور أحداث الرواية في دهاليز صنعاء القديمة، حيث الأزقة المتعرجة والأسواق المزدحمة، تنبض بروح الحكايات المسحورة، حيث يجد الشاب “جودر” نفسه تلميذًا في كنف “صعصعه”، الخطاط الماهر، الذي يلقنه فنون النقش والخط المقدّس. لكن حين تعصف الحرب بصنعاء وتطفو على السطح مخطوطة ضائعة منذ قرون، تحمل بين صفحاتها ما قد يقلب أركان عالمه رأسًا على عقب، ويمضي في طريق محفوف بالمخاطر بين اليقين والارتياب.
وسط هذا التيه، يطلّ وجه “شوذب”، الفتاة التي يبقى طيفها حاضرًا كحلم مستعصٍ على النسيان، والتي يُنسج قدرها في خيوط مصيره المتشابكة. ومع تضييق حلقات السلطة، يجد جودر نفسه في مواجهة الحقيقة الموجعة وسرّ المعرفة الملطخة بالظلام.
ويمزج الغربي عمران في روايته “ظلمة يائيل”، بين عبق التاريخ وعمق التصوف وإثارة التشويق، لترسم استكشافًا مدهشًا لقوة الكلمة المكتوبة وسحرها القادر على تشكيل المصائر. تستحضر الرواية عالمًا حيث يصبح الحبر سلاحًا، والصمت درعًا، والحقيقة أشدّ الأسرار خطرًا.
الغربي عمران الذي برز نجمه في المشهد الأدبي منذ مطلع التسعينات؛ استطاع خلالها بدأب وإخلاص ملحوظ أن يحفر اسمه ورسمه بارزا في حقل الإشتغال السردي بتفرد، مفسحا للتجريب الإبداعي ممرات جديدة في التعاطي مع فن السرد على صعيدي الشكل والمضمون، واتسمت تجربته السردية بإقتحام جريء وملفت وغوص مقتدر لقضايا وموضوعات اجتماعية وإنسانية كثيرة كانت ترد في إطار المسكوت عنه. كقضية المرأة وغيرها من الهموم الإنسانية المختلفة، سيما تلك التي كان يتم التعاطي المحدود معها سرديا
كما لم يقتصر دوره في الاشتغال الكتابي السردي، بل أسهم بقدر كبير في تأسيس (نادي القصة) الذي تحول على يديه إلى منبر وورشة ابداعية ذات فاعلية مستمرة، اجتذب إليه جمهور واسع من كتاب السرد والمهتمين والنقاد من الجنسين.
0 تعليق