المصريين وحكاية وطن 

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 06/فبراير/2025 - 08:58 م 2/6/2025 8:58:31 PM

ذكر فى كتاب فجر الضمير لبريستد أن المصريين هم من اكتشفوا الضمير منذ ٥٠٠٠ عام قبل الميلاد، وهو مكنون النفس البشرية ومبتغاها وصار للنفس والروح معانى سامية ترفرف فوق المادة ومكوناتها، وأصبح الضمير هو الباعث للأعمال الطيبة والأفعال النبيلة وأدرك المصريون سمو النفس وارتقاءها وعلو شأنها ومصدر وجودها، ومن هنا ارتبطوا بالأرض وأديمها وتأصل لديهم معنى الوجود والخلق وعاشوا فى لحمة واحدة تعكس روح الجميع، ولما كان لمصر من موقع جغرافى فريد ومميز ويحمل عبقرية فريدة من تلاقى البحرين الاحمر والبحر الابيض المتوسط ومرور نهر النيل احد الأنهار العظمى ويقال أنه احد أنهار الجنة فى منتصفها ويصب بفرعيه رشيد ودمياط فى البحر الابيض المتوسط وطقس معتدل وتربة تصلح لزراعة كل المحاصيل مما جعلها سلة غذاء العالم، كل تلك الصفات الفريدة جعلتها مطمع للغزاة وأصبحت مصر أمل كل الامبراطوريات الكبرى فى غزوها واستعمارها، لكن كانت بفضل عزيمة شعبها وإيمانهم الراسخ بالدفاع عن أرضهم كانت القاهرة مقبرة الغزاة وانتهت وتحطمت على حدودها اعتى الجيوش، كالتتار بقيادة هولاكو، والحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، لكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن، هل يختلف المصريين عن غيرهم من بنى البشر؟ الإجابة نعم، وذلك لأن الشعوب الأخرى علاقتها ببلادها علاقة مادية بحتة ينظر فيها للعائد وتبادل المنفعة، وهى علاقة مادية بحتة تخضع لعوامل المكسب والخسارة، فترى المواطن عندما يطلب أمر من الحكومة يوقع بانه دافع ضرائب وليس مواطن صاحب أرض وجذور، بخلاف المصرى الذى ينظر إلى هذا الأمر من زاوية أخرى مختلفة، فهى وطنه الغالى وترابه الأصيل الذى يفتديه بالدم والروح وهو مقدم على ذلك ليصونه من عدوان غاشم أو فرقة للبلاد، و وازعه فى ذلك انتماء لكل حبة تراب من وطنه العزيز، فهو فداء للوطن وهذه خصيصة مصرية لطبيعة الشعب وتعلقه بتراب بلده، ولهذا فلا غرابة فى تلك الملحمة الشعبية الكبرى التى سطرها الشعب المصرى بالاصطفاف معا لصد أى خطر أو بوادر خطر والعمل يدا واحدة على اختلاف الأيدولوجيات والأفكار والمشارب السياسية المختلفه، حكومة ومعارضة تراصا الجميع فى خندق واحد وأظهروا حشودا فى كل مكان ومن كل الفئات والأعمار رفضا لدعاوى تهجير أهل غزة إلى مصر، وهذه المشاعر وتلك المواقف ليست غريبة عن الشعب المصرى المحب لتراب وتاريخ بلده وموقفه الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها أمن قومى عربى ومصرى، وكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية مرفوضة شكلا وموضوعا، وقد بذل الشعب المصرى الغالى والثمين وبأرواحه الذكية لرد العدوان الغاشم ومقاومة هذا الكيان الغاصب وإقامة دولة فلسطين على حدود ٦٧ وفق قرارات الأمم المتحدة وعاصمتها القدس مع إعادة إعمار غزة وحالة الاصطفاف الشعبى ليس استثناء برغم كل التحديات والصعوبات فإن المصريين على قلب رجل واحد فالأمن القومى المصرى والعربى أولا وثانيا وثالثا ومن هنا أنشد الشعراء فيهم أشعارا منها قول شوقى، «وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتنى إليه بالخلد نفسى»، ولا ننسى المقولة الخالدة للزعيم مصطفى كامل، «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا»، وتبقى كلمة أن مصر أولا ليس شعارا بل حقيقة مؤكدة وإيمان حقيقى فى وجدان كل المصريين، وأن حالة الاصطفاف معا حكاية مصرية تساند كافة مؤسسات الدولة والسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى رفض مرارا وتكرارا دعوات مخطط تهجير الفلسطينيين إلى مصر وأشار إلى أننا لن نشارك فى ظلم وتصفية القضية الفلسطينية وهذه الوقفة الجادة والحقيقة للشعب والقيادة السياسية سدا منيعا ستفشل مشروع ترامب لتهجير أهل غزة وتصفية القضية الفلسطينية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق