تحدث المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي عن دور ومهام الحوار الوطني خلال المرحلة المقبلة، في ظل التحديات الجسام التي تحيط بالبلاد، وبالمنطقة بشكل عام، والظرف الراهن الذي يستوجب ضرورة الوعي والتلاحم، مشددًا على أن المواطن المصري لا يحتاج سوى إمداده بالمعلومات الواضحة، ووضعه في الصورة بدقة، ثم يتحرك هو وفقًا للمصلحة الوطنية العليا، ووفقًا لمصالح البلاد، وهذه سمة يعرف بها الشعب المصري منذ القدم، وتم رصدها مرات عدة خلال السنوات الأخيرة.
وعن اجتماع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بهم، قال الوزير في تصريحات صحفية، إن الرسالة باتت واضحة، عندما يجتمع رئيس مجلس الوزراء، بحضور اثنين من الوزراء مع مجلس أمناء الحوار الوطني، ومقرري المحاور الرئيسية الثلاثة ومساعديهم، ويستمر الاجتماع ساعتين ونصف، في ظل الارتباطات والالتزامات والوقت الضيق لرئيس الوزراء، فإنها ذلك إنما يعكس الأهمية التي توليها الحكومة للحوار الوطني، والذي يكتسب أهمية متزايدة في الوقت الراهن لأن البلاد تمر بمرحلة دقيقة، تتطلب توعية الشعب بالأوضاع وحجم التحديات التي تمر بها الدولة المصرية، وبالطبع تقوم على هذه المهمة أكثر من مؤسسة، بما فيها الحوار الوطني.
وقال وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي: "لدينا ثقة تامة في معدن المواطن المصري، ورأيناه في مراحل سابقة، عندما يستشعر أن بلاده أمام تحد، فإنه يقف ويتحرك وفق مصلحتها، لكن ما يحتاجه المواطن المصري الآن، هو معرفة التحديات أولا، ودورنا في الحوار الوطني مناقشة القضايا بشفافية وجدية ووضوح، ونمد الناس بالمعلومات اللازمة.
"المصريون يتحركون وفق مصلحة البلاد عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي"
وأضاف "فوزي": "التحديات التي تمر بها المنطقة أصبحت غير خافية على أحد، ورأينا ذلك بعد مرحلة 7 أكتوبر كيف أدرك المواطن المصري قيمة الأمن والدولة القوية المتماسكة وقيمة البنية التحتية، وقيمة القيادة السياسية الشجاعة وواضحة المواقف، وأثق أن المواطنين سوف يتفهمون ذلك، ونحن نرى قضية مصر في هذا الموقف قضية عادلة".
"الحوار الوطني والإعلام عليهما دور توعية المواطنين بحقيقة الأوضاع"
وعن المطلوب في المرحلة المقبلة كي تكون الصورة واضحة بدقة أمام الجميع، قال الوزير ورئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني، إن الحوار عليه دور كبير، ومعه الإعلام أيضًا في توفير المعلومة الدقيقة بكل شفافية أمام المواطن المصري.. متسائلًا "هل من الممكن أن تتعرض مصر لبعض التحديات؟.. نعم.. لكن تظل كل التحديات تحت السيطرة وقابلة للتجاوز، طالما توفرت الشفافية والوضوح، والإرادة والتماسك بين الشعب ومؤسسات الدولة.
تكليفات بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني
ذكر المستشار محمود فوزي، أن الحوار الوطني يجمع المواطنين من أطياف سياسية مختلفة، وعدد كبير من الأحزاب والنقابات المهنية والاتحادات المهنية، ومن خلاله تستطيع سماع صوت المؤسسات، ويمتلك الحوار ميزة الجمع بين أطياف سياسية مختلفة، وتوجهات مختلفة، وبه عدد كبير من الأحزاب غير الممثلة في البرلمان، ما يعكس الحرص على سماع الجميع، وإشراك الجميع في مناقشة شؤون البلاد.
وأشار إلى أن مجلس أمناء الحوار الوطني يناقش القضايا المهمة بمنتهى الوضوح والحيادية، وأنه تلقى تكليفات من رئيس الوزراء بشأن بدء تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وكذلك عقد جلسات متخصصة مع المسئولين المتخصصين في الحوار الوطني، ويليها تقديم عرض تفصيلي لرئيس الوزراء بعد عشرة أيام، فضلًا عن تأكيد رئيس الوزراء على توسيع قاعدة المشاركة في الحوار ودمج المؤسسات المختلفة للمناقشات.
"الطرح المصري بشأن رفض التهجير جدير بالاهتمام"
وفي شأن قضية الساعة، والوضع الفلسطيني، قال وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، إن رئيس الوزراء خلال الاجتماع شدد على أهمية الحوار ووحدة الجبهة الداخلية، والتزام الحكومة بتكليف الرئيس السيسي بشأن توصيات الحوار الوطني دون تكاسل في تنفيذها، وهناك توجه بالتركيز على الشأن الإقليمي، مشددًا على أن الطرح المصري في مواجهة مخططات تهجير الشعب الفلسطيني جوهري وجدير بالاهتمام، وأن الموقف المصري واضح بشأن إمكانية إعادة إعمار غزة دون تهجير أو نقل سكان القطاع من أراضيهم.
"مصر تقدم أفكارًا قابلة للتنفيذ للإعمار بدون تهجير الفلسطينيين من أرضهم"
وأوضح الوزير محمود فوزي: "الطرح المصري يجب أن يتوقف الجميع عنده للتحليل والتدقيق والفهم، من أجل الوصول لحلول عملية وعادلة وقابلة للتنفيذ، فمصر ترى أنه ليس هناك ضرورة لتهجير المواطنين من أراضيهم لتنفيذ مهمة الإعمار، وهذه طرح جاء على لسان وزير الخارجية المصري، وأكدته الحكومة عبر رئيس الوزراء، ولم يتوقف الأمر عند طرح الرؤية، بل دعا رئيس وزراء مصر، الحوار الوطني أن يمد الحكومة المصرية بكل الأفكار اللازمة للإعمار بدون تهجير الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أنه أننا لم نرفض فقط التهجير بل نقدم الحلول العملية القابلة للتنفيذ لحل هذه المسألة، ونثبت للعالم أن التهجير، فضلًا عن مخالفته للقانون الدولي الإنساني، فإنه غير ضروري لإتمام عملية الإعمار، وأن المهمة من الممكن أن تتم دون الحاجة لتهجير الناس من أراضيها.
"لجنة استشارية للشؤون الثقافية.. الثقافة مكون مهم يزيد التلاحم والتماسك المجتمعي"
وعن اللجان الاستشارية لرئيس مجلس الوزراء، أعلن الوزير محمود فوزي موافقة الدكتور مصطفى مدبولي على وجود لجنة استشارية للشؤون الثقافية، مشددًا على أن الثقافة مكون مهم في المجتمع، ويزيد من وضوح الصورة، وبالتالي مزيد من التماسك الشعبي والتلاحم، في ظل عدالة الموقف وفهم التحديات، بتضافر مؤسسات الدولة الراسخة في ممارسة نشاطها، مع معدن الشعب المصري، تصبح مهمة تجاوز التحديات ممكنة، وقابلة للتحقيق.
"حزمة حماية اجتماعية قبل رمضان والحزمة الأكبر في العام المالي الجديد"
وفي سياق منفصل، أعلن المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، أن رئيس الوزراء استمع اليوم إلى تفاصيل متعلقة بحزمة الحماية الاجتماعية، موضحًا أن هناك حزمة أولية بالفعل سوف تطبق قبل شهر رمضان، وفقًا لتوجيهات صدرت لوزيرة التضامن الاجتماعي، أما حزمة الحماية الاجتماعية الأكبر فإنها سوف تتاح في العام المالي الجديد.
0 تعليق