سلطت صحيفة التليجراف البريطانية، الضوء على الحرب في السودان ومعاناة ذوي الاعاقة والمرضى الهاربين من الإبادة الجماعية التي تقوم بفعلها ميليشا الدعم السريع، مشيرة إلى أن فرّ أكثر من 740 ألف لاجئ إلى تشاد هربًا من الحرب في السودان، حيث يعيشون في مخيمات مزدحمة وسط ظروف إنسانية قاسية، خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وذكرت الصحيفة أنه مع تصاعد الصراع بين الجيش السوداني وتمرد ميليشا الدعم السريع واتهامات الاخيرة بارتكاب جرائم حرب، تفاقمت معاناة النازحين، فيما استمر تدفق اللاجئين إلى شرق تشاد بمعدلات متزايدة.
ذوي الاعاقة في وضع بالغ الصعوبة
وأفادت الصحيفة بأنه من بين الفارين، وجد ذوو الإعاقة أنفسهم في وضع بالغ الصعوبة، حيث يفتقرون إلى المساعدات الأساسية، ويواجهون تحديات يومية في التنقل والحصول على الخدمات الطبية، في مخيمات اللاجئين، يعتمدون على المنظمات الإنسانية التي تعاني بدورها من نقص حاد في التمويل، مما يجعل الدعم المقدم غير كافٍ.
وفي ظل هذا الوضع، أُجبر الكثيرون على الهروب بطرق قاسية، مثلما حدث مع كلتومة إسماعيل عبد الله وشقيقتها حسنية، اللتين تُركتا "كالأمتعة" أثناء الفرار بعد مقتل والدهما، إذ تم وضعهما على سطح شاحنة مع الحقائب، ليتم نهب ممتلكاتهما عند إحدى نقاط التفتيش، وبعد وصولهما إلى تشاد، لم يكن لديهما أي وسيلة للحركة سوى الزحف، قبل أن تحصل إحداهما على كرسي متحرك وفرته إحدى المنظمات الإنسانية.
في مخيم فارشانا، يتلقى مختار إدريس محمد عباس جلسات علاج طبيعي لمساعدته على التأقلم مع ساقه الاصطناعية بعد أن فقدها في هجوم مسلح أسفر عن مقتل جميع أطفاله الثمانية، ورغم التحسن الذي طرأ على حالته الصحية، لا تزال حركته محدودة، ما يمنعه من تحقيق حلمه في استكمال تعلم اللغات.
المنظمات الانسانية تواجه تحديات كبيرة في تلبية الاحتياجات المتزايدة
وختم التقرير أنه وسط هذه الأوضاع، تواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين. منظمة "الإنسانية والإدماج"، وهي الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات إعادة التأهيل لذوي الإعاقة في شرق تشاد، تعاني من نقص التمويل، في وقت تحتاج فيه جهود الإغاثة إلى دعم دولي عاجل.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن خطة الاستجابة الإنسانية لمساعدة اللاجئين في تشاد ممولة بنسبة 30% فقط، ما يترك عجزًا يتجاوز 440 مليون دولار، مما يجعل الأزمة أكثر تعقيدًا في ظل استمرار تدفق اللاجئين وتصاعد العنف في السودان.
0 تعليق