أدان الأزهر الشريف، الهجوم الإرهابي الذي استهدف أبرياء في مركز تعليمي للبالغين في مدينة أوريبرو بمملكة السويد، وأسفر عن مقتل 11 شخصًا وإصابة آخرين، معربًا عن خالص تعازيه لمملكة وشعب السويد، ولأسر الضحايا، وتضامنه معهم في مواجهة هذه الجريمة الإرهابية البشعة.
ويحذر الأزهر من التنامي الخطير لموجات إرهاب «القومية البيضاء»، والتطرف اليميني في أوروبا وأمريكا، مؤكدا أنها تشكل تهديدًا عالميًّا يتطلب تحركًا دوليًّا عاجلًا لمواجهتها، داعيا المنصات الإعلامية العالمية بالتزام الموضوعية في تغطية مثل هذه الهجمات الإرهابية، وتجنب التعليلات التبريرية التي تُصوِّرها كـ"أعمال فردية" أو "حوادث إطلاق نار" عندما يكون الجاني من غير المسلمين، أما إن كان مستترًا خلف الإسلام فسرعان ما يطلقون عليه وصف الإرهابي، فهذا التحيز الإعلامي يشجع على استمرار العنف ويمنح جماعات «الإرهاب الأبيض» غطاءً لترويج أفكارها المسمومة دون محاسبة ولا رادع.
وعلى صعيد اخر، يذكِّر الأزهر الشريف ومعه ملياران من مسلمي العالم أنَّ هذه المخططات الوهميَّة التي يقترحها البعض ممَّن لا يفقهون حقائق التاريخ، ولا يستشعرون حرمة الوطن، ولا يدركون معنى أمومة الأرض وفدائها بالنَّفس والأهل والولد والمال، ولا يفهمون ماذا تعني «غزة» بعد تدميرها للفلسطينيين، ومعهم المسلمون والعالم الحر الشريف الأبيُّ في شرق البلاد وغربها.
الأزهر يرفض بشكل قاطع مخططات تهجير الفلسطينيين
يذكِّر الأزهر الشريف بأنَّ هذه المخطَّطات لم تعد تنطلي على أحدٍ مهما بلغت سذاجتُه وغفلتُه، وأنَّ السياقات السياسيَّة في القرن الماضي، التي سَمَحَت بخدعة من هذه الخدع لن تتكرَّر مرةً أخرى على أرض «غزة الحبيبة الغالية»، ولن يسمح بها أهل غزَّة الشجعان الصَّامدون، ولن يقبلوا أن يقبضوا ثمن دمائهم الزكية طردًا من أرضهم وتهجيرًا من وطنهم.
وكيف لا، وقد أثبت أهل فلسطين للعالم كلِّه أنهم أصحاب الأرض، وأصحاب قضيَّة عادلة طال عهدها بالظلم والظلمة، وأنَّ حياة الفلسطينيين مرهونة ببقاء وطنهم وإقامة دولتهم، وأنهم لن يتركوا أرضَهم مهما بلغت وحشيَّة التحالفات والجرائم، التي ترتكب في حقِّهم، وأنَّ على المحتل ومَن خلفه أن يدركوا هذه الحقيقة، وأن فلسطين جزء لم ولن يتجزأ من المنطقة العربية والشرق الأوسط، وأنَّ مخططاتهم بطمس فلسطين ستحفر في تاريخ المعتدين والظالمين بكل عبارات الخزي والعار.
ويتعجَّب الأزهر من هؤلاء الذين يرفعون شعارات الحريَّة والديمقراطيَّة، ويُصدِّرونها للدفاع عمَّن يريدون، بينما يخفونها حينما يتعلق الأمر بالحقوق المشروعة للفلسطينيين الأبرياء، ويجدِّد الأزهر مطالبتَه لكل الدول العربية والإسلامية بضرورة اتخاذ موقف شجاع وموحَّد ضدَّ هذه الانتهاكات المرفوضة والتَّصريحات الفارغة التي تحاول انتزاع حقٍّ أصيلٍ من حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم الأبديَّة وعاصمتها القدس الشريف.
0 تعليق