رباع أولمبي قطري ..اليوم الرياضي للدولة غير أسلوب حياتي

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يكن الرباع القطري فارس إبراهيم يعلم أن إرث عائلته في رياضة رفع الأثقال، سيكون سببا في شغفه وحبه العميق للرياضة التي غيرت مسار حياته تماما، وجعلته يهوى التحديات والصعاب، قادر على تحقيق الإنجازات والألقاب.

لقد قضى فارس أبراهيم فترة زمنية قصيرة في طفولته بين ممارسة العديد من الرياضات مثل رفع الأثقال و المصارعة، الملاكمة، الجمباز، وكرة القدم، لكنها كانت كافية لتعزز ارتباطه بالرياضة بشكل عام، وتمنحه القدرة على التفوق في رفع الأثقال بشكل خاص، مما ساعده في الحفاظ على إرث عائلته، ليصبح أحد أبرز الرباعين الأولمبيين في قطر والعالم.

ويوضح البطل الأولمبي -الذي منح قطر أول ذهبية في تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد- أنه تعلق بممارسة الرياضة منذ صغره، حيث انه نشأ في بيئة محبة للرياضة، بداية من والده ووالدته المحبين لكل الرياضات، وكذلك إخوته وأعمامه وأجداده.

وقال الرباع فارس  في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن اليوم الرياضي للدولة كان له أثرا كبيرا في تنمية حبه للرياضة، حيث انه ساعده في الإقبال على ممارسة مختلف الرياضات، والمشاركة فيها، ومعرفة تفاصيل كل رياضة، وجماله الخاص.

ويضيف أنه قام بممارسة معظم الرياضات الأولمبية، لكنه تعلق بحب رفع الاثقال ليس لأنها إرث عائلي عن والده البطل السابق ومدربه الحالي وأجداده، ولكن لما فيها من متعة مختلفة، فمن يتعمق في هذه الرياضة بكل جوانبها وتفاصليها البسيطة، خاصة ما يتعلق بالتعامل مع الثقل ، والتكنيك في الرفع، سيعرف إنها من أميز الرياضات في العالم، وتستحق أن يخوض الجميع تجربة ممارستها، والاستمتاع بها.

وتحتفل قطر باليوم الرياضي للدولة كل عام، استجابة للقرار الأميري رقم 80 لسنة 2011، الذي نص على أن يكون يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام يوما رياضيا للدولة، واعتباره عطلة رسمية، وقد أقيم أول يوم رياضي في دولة قطر عام 2012.

ومنذ 13 عاما، تحرك شغف فارس وحبه لممارسة مختلف الرياضات وليس رفع الأثقال فقط، فكان ينتهز فرصة الاحتفالات باليوم الرياضي ليمارس رياضات مختلفة، ويتعرف على جمال كل واحدة منهن، ومن ثم يخوض تجارب عديدة ، ويخرج منها بخبرات جديدة.

وترك اليوم الرياضي بصمة مختلفة في حياة هذا الرباع ، انعكست بشكل عام على طريقة تفكيره التي تغيرت بصورة جذرية مع مرور الزمن، وتفوقه الرياضي في منافسات رفع الأثقال وتحقيقه للإنجاز تلو الأخر ، وعائلته التي شاركته في مختلف المناسبات الرياضية، واتخذت من الرياضة أسلوب حياة.

ويرى الرباع القطري أن الجنس أو السن لا يمكن أن يكون عائقا أمام ممارسة الرياضة يوميا، حيث باتت الرياضة نمط حياة، ويجب على الجميع أن يجعلها جزءا كبيرا من تفكيره وخططه للمستقبل، وذلك في ظل فوائدها المتعددة التي تعود على الفرد والمجتمع.

وعن ذكرياته مع اليوم الرياضي، أردف فارس قائلا :إن اليوم الرياضي هو اليوم المفضل والأجمل له سنويا، فالكل في هذا اليوم، وليس الرياضيين فقط، من كافة الشرائح المجتمعية، يجتمع على هدف واحد وهو ممارسة الرياضة، فضلا عن أنه يجمع العوائل على ذلك ، فهو بمثابة عيدا للرياضة مثل بقية الأعياد التي تجمع العوائل في مختلف المناسبات.

ومثل كل الرياضيين المتخصصين، يشارك الرباع الأولمبي كل عام في فعاليات اليوم الرياضي التي ينظمها الاتحاد القطري لرفع الأثقال، للتعريف بهذه الرياضة وبفنونها المختلفة، وأيضا تشجيع النشء على حبها وممارستها واحترافها مستقبلا، وذلك بصفته أحد أبرز الأبطال القطريين الأولمبيين في هذه الرياضة.

ولا يكتفي فارس في اليوم الرياضي كل عام، فقط بعروض رفع الأثقال الذي يقدمها لعشاق هذه الرياضة وللجماهير المشاركة فيه ، بل ذهب أبعد من ذلك من خلال مغامراته وممارسته في مختلف الفعاليات والأنشطة الرياضية، حيث علمه اليوم الرياضي كيفية ممارسة الرياضات الأخرى، والاستمتاع بجمالها الخاص، معرفة فنونها المختلفة.

ويعتبر ان شغف حب الرياضة وممارستها لا يقتصر على شخص بحد ذاته، وان تخصيص دولة قطر يوما للرياضة، كان بمثابة زرع حب الرياضة كبذرة في قلوب المواطنين والمقيمين، تنمو عاما بعد عام، فالبعض يتعامل مع هذه الفكرة بطريقة صحيحة وينتهج أسلوب حياة رياضي صحي، والبعض الآخر يتعامل معها بصورة آنية تنتهى مع انتهاء اليوم.

ويشدد الرباع ان شغفه بحب الرياضة يزداد يوما بعد يوم، ويمنحه القوة البدنية والقدرة الذهنية على تحقيق الأفضل دائما، خاصة أنه في رياضة رفع الأثقال، في تحد دائم للتطوير، وتحقيق الأفضل، وكسر الأرقام، ومجاراة المنافسين.

ولم تمنع الإصابات المتعددة الذي تعرض له فارس خلال ممارسته لرفع الأثقال، من مواصلة مسيرته في هذه الرياضة، بل على العكس دائما ما يعود أقوى، ويسعى لتعويض ما فاته، ومن ثم يبحث عن تحقيق إنجاز جديد.

الجدير بالذكر أن فارس إبراهيم يعد أحد أبرز الرياضيين القطريين، حيث فاز بالميدالية الذهبية في وزن 96 كج ضمن منافسات الرجال لرفع الأثقال في دورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو 2021م، مسجلا رقما قياسيا أولمبيا، بنجاحه في رفع 177 كج في منافسات الخطف و225 كج جراما في منافسات النتر، بوزن إجمالي بلغ 402 كج .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق