تفسير الأحلام.. فوضى ومشكلات اجتماعية من أجل الربح

خالد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أكدد عدد من المختصين في المجال الأسري والنفسي والإعلامي والقانوني ضرورة التصدي لظاهرة مدعي تفسير الأحلام في مواقع التواصل الاجتماعي بلا حسيب أو رقيب من أجل جني المال والأرباح دون مراعاة للانعكاسات السلبية التي تترتب على نتيجة تفسيرهم الخاطئ أو الكاذب.وأشاروا إلى ان ما نشاهده اليوم من فضوى أحاديث تفسير الأحلام من قبل البعض يثير السخرية ويزيد البغضاء والمشاكل الاجتماعية والأسرية بين الأزواج.

تفسيرات خاطئة

في البداية أعربت مدربة تطوير الذات والمهتمة بالقضايا الأسرية وتحسين جودة الحياة غنى العمري عن انتشار ظاهرة مفسري الأحلام في مواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبح الموضوع شبه عشوائي لا نعلم من الصادق ومن منتحل شخصية مفسر الأحلام وقبل فترة كنت أتابع أحد مفسري الأحلام ولاحظت ان كل إجاباته للمتصلين أو المشاهدين تشير الى ان الشخص المستفسر مسحور ومثل هذه التفسيرات قد تؤدي إلى قلق وتوتر الناس.

كما اتضح لي تأثر الكثير من السيدات من تفاسير مفسري الأحلام مما ساهم في خلق المشاكل الزوجية بين الزوجين وقد يتعدى ليصل للأسر وأقارب الطرفين نتيجة غياب الوعي لدى بعض الناس، وبمجرد التوتر ومشاهدة الأحلام والكوابيس يتم تأويلها على أنها سحر أو حسد.

وإذا كنا لا ننكر وجود الرؤى الحقيقة لكن الإشكالية في المفسرين الذين يتم التوجه لهم وقد يكون البعض منهم منتحلي الشخصية يستغلون ضعاف الوازع الديني بإدخال الشك والوسواس في النفوس، ويأتي هنا دور المختصين الشرعيين والأسريين ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها بتكثيف التوعية والتثقيف والتحذير من رهن الشخص حياته بحلم أو رؤية قد تفسر بشكل خاطئ من الشخص الخاطئ.

أنواع الأحلام

من جهتها أوضحت المختصة الأسرية والنفسية حنان العيثان «للمدينة» أن تفسير الأحلام موضوع مثير للاهتمام ومعقد يدرسه علماء النفس وعلماء الأعصاب، ويُعتقد أن الأحلام تحدث أثناء مرحلة النوم العميق وقد تكون مرتبطة بعدة عوامل مثل الأحداث اليومية والانفعالات والتجارب الشخصية ويمكن القول بأن الأحلام هي صور أو نشاط ذهني يحدث أثناء النوم.

وقد اهتم علم النفس بتحليل الأحلام و تفكيك رموزها كدلالات على الحالة النفسية أو المزاجية وعلى ما يدور في نفس الشخص من أفكار وخيالات.

أما من الناحية الدينية فالأحلام تنقسم إلى ثلاثة أنواع هي «الرؤيا» وهي من الله تعالى، و»حديث الشيطان» وهو ما يراه النائم من مكروه و»أضغاث الأحلام» وهي الأحلام اليومية التي لا تحمل أي معنى أو تعكس ما عاشه الحالم خلال يقظته.

ولاحظت أن أكثر المفسرين وليس كلهم يأخذ جانب التخويف والترهيب والجانب السلبي الذي ينشر الشكوك بين أفراد المجتمع وإساءة الظن بمن حولنا فتتكرر في تفسيراتهم بعض المعاني مثل انت مصاب بالسحر وأنت تتعرض للحسد وهناك من يتربص بك الشر وفلان يكيد لك، فينتشر الشك بين أفراد الأسرة.

وفي ظل هذا الوضع تبنى قرارات وتتخذ مواقف بناء على حلم.

كما قد يعمد البعض العزلة والقلق والشك وقطع العلاقات مع الآخرين.

ويجب علينا أن نلتفت إلى الواقع والابتعاد عن الظن، وليس من المنطق أن أرهن حياتي على تفسيرات لأشخاص هم بشر يصيبون ويخطؤون ونرى منهم من تسبب في طلاق أزواج بإثارة الشك في قلب أحدهم أو قطع علاقات بين أفراد اسرة على أمور كلها ظنية.

دور الإعلام في فضح المشهد

وقال الإعلامي محمد العميري إن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في التوعية بمخاطر مفسري الأحلام الكاذبين الذين يستغلون ثقة الناس لتحقيق مكاسب مادية أو شخصية، ويمكن للإعلام أن يكشف الأساليب التي يستخدمها مفسرو الأحلام الكاذبون مثل التلاعب النفسي أو الادعاء بمعرفة غيبية وتقديم أمثلة واقعية وعرض حالات لضحايا تعرضوا للاستغلال المالي أو العاطفي من قبل هؤلاء المفسرين ونشر المعلومات الصحيحة وتعريف الجمهور بتفسير الأحلام العلمي، ويمكن للإعلام أن يقدم معلومات عن تفسير الأحلام من منظور نفسي أو ديني صحيح بعيدًا عن الخرافات واستضافة خبراء موثوقين ودعوة علماء نفس أو شيوخ دين لتوضيح الفرق بين التفسير العلمي أو الشرعي وبين الادعاءات الكاذبة.

السجن والغرامة لنشر معلومات مغلوطة

من جانبه أوضح المحامي والمستشار القانوني عبدالعزيز بن علي بايحيى أن الأنظمة في المملكة أقرت عقوبات صارمة تشمل السجن والغرامة والتشهير بحق كل من ثبت قيامه بانتحال صفة أو مهنة أو عمل معيّن أو نشر معلومات مغلوطة للأخرين بصفته منتحلاً لتلك المهنة أو العمل وذلك حفاظًا على الأمن المجتمعي، كما تتفاوت عقوبة منتحل صفة مفسري الأحلام بالحق العام بناءً على طبيعة الجريمة والسلوك الإجرامي ومدى الضرر الذي ألحقه بالغير.

ويمكن للمتضرر من هذه الجريمة أن يتقدم ببلاغ رسمي لدى أقرب مركز شرطة وبعد تقديم البلاغ تتولى الجهات المختصة اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المتهم والتي تشمل التحقيق معه وإحالته إلى النيابة العامة لاستكمال الأدلة ورفع الدعوى إلى القضاء، ولا يحول الحكم في دعوى الحق العام من مطالبة المتضرر عن حقه الخاص بتعويضه عن الضرر الذي تعرض له من هذه الجريمة.

إخترنا لك

0 تعليق