في سياق المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، يبرز تساؤل محوري حول سبب تأجيل انسحاب قوات الاحتلال من محور فيلادلفيا إلى المرحلة الأخيرة، بعد إخلاء ممر نتساريم ومناطق أخرى. هل يتعلق الأمر فقط بالأهمية الاستراتيجية لهذا المحور، أم أن هناك سببًا آخر أكثر حساسية؟ السؤال الأبرز هنا هو: هل هناك رهائن محتجزون في محور فيلادلفيا؟
من يوجد هناك؟
السؤال لم يعد فقط عن "ما" يوجد في محور فيلادلفيا، بل عن "من" يوجد هناك. هل هناك أشخاص مهمون بالنسبة لإسرائيل تجعلها تتريث قبل اتخاذ قرار الانسحاب؟ هل تحتجز حماس رهائن في هذه المنطقة، مما يجعل إسرائيل تؤخر انسحابها حتى تضمن مصيرهم؟ أم أن الأمر مرتبط فقط بالحسابات الأمنية والسياسية؟
إذا كانت الممرات الأخرى، مثل ممر نتساريم، قد تم إخلاؤها بسرعة، فما الذي يجعل محور فيلادلفيا مختلفًا؟ هل هناك قوى أخرى قد تلعب دورًا في هذه المنطقة بعد خروج الجيش الإسرائيلي، أم أن إسرائيل لا تزال تبحث عن صيغة تضمن بقاءها هناك ولو بطرق غير مباشرة؟
الأهمية الاستراتيجية لممر نتساريم
يقع ممر نتساريم في وسط قطاع غزة، ويفصل بين شماله وجنوبه. تُصر إسرائيل على البقاء في هذا الممر لأسباب عدة، منها:
تقسيم القطاع: السيطرة عليه تمنح إسرائيل القدرة على تقسيم غزة، مما يحد من حركة حماس ويصعّب تنقلها بين الشمال والجنوب.
منع تهريب الأسلحة: تتيح السيطرة على الممر منع تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية بين أجزاء القطاع.
الضغط العسكري: الوجود الإسرائيلي هناك يمثل ورقة ضغط مباشرة على حماس في كلا الجزأين من القطاع.
الأهمية الاستراتيجية لمحور فيلادلفيا
يمتد محور فيلادلفيا على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وله أهمية استراتيجية بالغة للأسباب التالية:
منع تهريب الأسلحة عبر الأنفاق: يُعد المحور نقطة رئيسية لتهريب الأسلحة إلى غزة، وتُصر إسرائيل على السيطرة عليه لمنع إعادة تسليح حماس.
التحكم في الحدود: السيطرة على المحور تمنح إسرائيل القدرة على مراقبة الحدود مع مصر، مما يتيح لها التحكم في حركة البضائع والأشخاص ومنع أي تهديدات أمنية محتملة.
ورقة تفاوضية: تستخدم إسرائيل المحور كورقة ضغط في المفاوضات مع حماس، حيث ترى أن السيطرة عليه تعزز موقفها التفاوضي.
لماذا يأتي الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الأخيرة؟
تأجيل الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا يعود إلى عدة عوامل، أبرزها:
التعقيدات الأمنية: يُعتبر المحور نقطة حساسة نظرًا لارتباطه بعمليات التهريب عبر الأنفاق. الانسحاب المبكر قد يؤدي إلى زيادة هذه الأنشطة، مما يشكل تهديدًا لأمن إسرائيل.
الضغط التفاوضي: تُستخدم السيطرة على المحور كورقة ضغط في المفاوضات مع حماس. الاحتفاظ به حتى المرحلة الأخيرة يمكن إسرائيل من تحقيق تنازلات أكبر من الجانب الفلسطيني.
التنسيق مع الأطراف الدولية: يتطلب الانسحاب تنسيقًا مع جهات دولية، خاصة فيما يتعلق بمراقبة الحدود ومنع تهريب الأسلحة.
لكن العامل الأكثر إثارة للجدل هو احتمال وجود رهائن في المنطقة. هل تؤخر إسرائيل انسحابها لأنها تحاول تحرير رهائن قبل مغادرتها؟ وهل تتحرك وفقًا لمعلومات استخباراتية عن مكان وجودهم؟
لذلك فمحور فيلادلفيا يمثل نقطة محورية في مستقبل غزة، لكن السؤال الحقيقي هو: هل تأخير الانسحاب الإسرائيلي منه مجرد خطوة تكتيكية؟ أم أن هناك ما هو أعمق من ذلك، مثل احتجاز رهائن؟
الجواب ربما لا يزال مجهولًا، ولكن المؤكد أن محور فيلادلفيا سيظل نقطة حساسة في أي سيناريو مستقبلي للقطاع. فما الذي سيحدث هناك بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي؟ ومن سيتحكم بالمنطقة في النهاية؟ وهل هناك من ينتظر الحسم قبل أن يُكشف مصيره؟
0 تعليق