استضافت جامعة جورجتاون في قطر أول مشروع دراسي لمحاكاة أزمة يفترض أن تتعرض لها منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتطوير قيادة الحلفاء (ACT) في الجنوب العالمي. وقد وضع هذا الحدث المبتكر، الذي قادته الطالبة رنيم وليد أبو حجر (دفعة 2027)، جامعة جورجتاون في قطر في صدارة مجال التعليم الأمني العالمي.
جرى تقديم المحاكاة عبر الجمع بين مسؤولي الناتو والخبراء الأمنيين والطلاب معا، وهي تجربة دبلوماسية عملية ركزت على التعاون الدولي في التعامل مع الأزمات.
ابتكرت رنيم هذه المبادرة بعد حضورها منتدى الناتو العام لعام 2024 في واشنطن العاصمة، كجزء من برنامج رانجيل الصيفي الدراسي، حيث تابعت عن كثب أعمال قادة عالميين وشباب من الدول الأعضاء في الناتو. وعندما لاحظت غياب تمثيل الدول الشريكة لحلف شمال الأطلسي، ورأت فرصة لجلب الناتو إلى جامعة جورجتاون في قطر، وهي الجامعة التي تتميز بوجود كيان طلابي بالغ التنوع، حيث ينتمي الكثيرون من طلابها إلى الدول الشريكة في الناتو. عن هذه التجربة قالت رنيم: «عندما طرحت الفكرة في أغسطس 2024، كان «الناتو» وجامعة جورجتاون في قطر متحمسين لهذا المشروع البحثي، وبفضل دعم أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة، بما في ذلك أندرو هينلي والدكتور جون رايت وجيبين كوشي، تمكنت من تحويل رؤيتي إلى حقيقة واقعة.»
تجربة دبلوماسية عملية
سمح نموذج المحاكاة للطلاب بالتفاعل مباشرة مع ممثلي الناتو، وتطبيق النظريات الدبلوماسية التي درسوها في مناهجهم الدراسية، فضلا عن تطوير مهارات التفاوض وقدرات اتخاذ القرار، حيث تولى المشاركون أدوار سفراء الناتو، وتجاوزوا أزمة عالية المخاطر أثناء صياغة القرارات تحت إشراف خبراء فعليين للحلف (الناتو).
قام مسؤولون بارزون في حلف «الناتو» بتسهيل المحاكاة، ومن بينهم الدكتورة فلاستا زيكوليتش، وهي رئيسة فرع القضايا الاستراتيجية والمشاركة، في تطوير قيادة الحلفاء بحلف شمال الاطلسي (الناتو) ACT. وأيضا بمشاركة «نورا إليز بيك»، رئيسة مكتب الناتو في المركز الإقليمي لحلف شمال الأطلسي باسطنبول – وأيضا بمشاركة لويزا فرويتيل، مسؤولة شؤون الموظفين، ومسؤولة المشاركة الاستراتيجية والتوعية الأكاديمية والشبابية. والضابط برتبة مقدم خايمي بينيتيز، ضابط الأركان، المسؤول عن المشاركة الاستراتيجية والتنسيق. أشادت الدكتورة زيكوليتش بأداء الطلاب، قائلة: « إنهم حقا طلاب وشباب رائعون، ناشطون للغاية، بليغون، وأذكياء، ومستعدون تمام الاستعداد، سواء للتواصل أو التفاوض. وقد كانت قدرات الطلاب على العمل معا بشكل فعال مثيرة للإعجاب».
انطباعات الطلاب
كان التنوع الكبير في خلفيات الكيان الطلابي في جامعة جورجتاون في قطر بمثابة تغيير مثير بالنسبة للسيدة لويزا فرويتيل، التي أشارت إلى أنه «عندما نجري عادة هذه المحاكاة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإننا نميل إلى أن يكون لدينا مجموعة من الطلاب من خلفيات متشابهة جدا، ولكن هنا، نحن نستمتع حقا بوجهات نظر وتنوع الكيان الطلابي متعدد الجنسيات بجامعة جورجتاون في قطر»، وقد استفاد جميع الطلاب في كيفية رفع هذا التمرين من معرفتهم بالدبلوماسية الدولية.
تأثير دائم على الدبلوماسية والدراسات
وسلط المقدم خايمي بينيتيز الضوء على الرؤى التي اكتسبها الناتو من أول مناورة من نوعها في المنطقة، قائلا: «لقد كانت تجربة لا تصدق، لقد تعلمنا الكثير من الشباب وخاصة من هذه الجامعة، والكثير من الأساليب المختلفة لتناول المشكلات ومهارات التفكير المذهلة، أنا معجب بهم حقا». وتأكيدا على نجاح الحدث، شددت رنيم على أهمية إيجاد فرص للطلاب للانخراط في دبلوماسية الأمن والدفاع.
وقالت: «آمل أن يحفز هذا الحدث على تنظيم المزيد من المبادرات الدبلوماسية العملية في جامعة جورجتاون في قطر وأن يساعد على بناء الجسور بين المنظمات الأمنية الحيوية والجيل القادم من قادة العالم، حيث توضح هذه المحاكاة أنه من خلال الشغف والتفاني والدعم المؤسسي، يمكن للطلاب جلب فرص عالمية المستوى إلى حرمهم الجامعي.»
0 تعليق